رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الدرس الثمين

بريد;

الكاتب الروسى المبدع الذائع الصيت «إيفان كريلوف» (1769 – 1844) سجل العديد من القصص العظيمة مليئة بالعظات الأدبية والخلقية وذات مغزى تعليمى تربوى، حتى أن الكُتاب الروسيين أنفسهم يقولون: «إذا أردت أن تفهم شعبنا، فاقرأ كريلوف»، وعند وفاته قامت الحكومة بتشييع جنازته رسمياً، وتبرع الأطفال والكبار على السواء بأموالهم لإقامة تمثال له وسط الحديقة الصيفية بـ «سانت بيترسبورج» تخليداً لذكراه، وعند قاعدة التمثال نماذج من قصصه المشهورة ومن بينها قصة «الحظ والشحاذ».. تلك القصة التى لا يوجد طفل فى روسيا بأسرها، لا يعرفها، حيث تقول إن أحد الشحاذين اعتاد أن يتنقل من باب إلى باب حاملا مخلته، يسأل الناس الصدقات ويستدر عطفهم فيجودون عليه ببعض المال، وكان فى أثناء تجواله يحدّث نفسه بقوله: «ما أغرب طبائع البشر! وما أشدهم جشعاً! إن الرجل الغنى الواسع الثراء يطلب المزيد من المال دائماً ولا يقنع بما لديه.. لقد كان يسكن فى هذا البيت تاجر ثرى جمع أموالاً طائلة، ولكنه لم يقنع بما رزقه الله وأراد أن ينمى ثروته، فأعد أسطولاً من السفن التجارية تنقل له البضائع عبر المحيطات، غير أن الدهر قلب له ظهر المحن فغرقت سفنه وابتلعها الماء وذهبت معه جميع أمواله!! وفى ذلك المنزل القائم على الجانب الآخر من الطريق، كان يقيم ثرى استطاع أن يجمع مليوناً من الروبلات، لكن نفسه رغبت فى مليون آخر، فأخذ يشتغل بالمضاربات فى البورصة حتى فقد كل ما يملك!! .. كلا يا سادة، يجب ألا تستسلموا لحماقاتكم هكذا».

عندئذ قابله جالب الحظ ذلك الشحاذ وجهاً لوجه، وخاطبه قائلاً: (طالما تاقت نفسى إلى مساعدتك، افتح مخلتك لأصب لك فيها جميع ما تريده من القطع الذهبية، ولكنى أشترط عليك شرطاً واحداً: إذا سقطت قطعة واحدة من الذهب على الأرض، لتحول الجميع إلى تراب، وأن مخلتك لتبدو مُهلهلة، فحذار أن تأخذ فيها أكثر مما تستطيع حمله)، وكاد الشحاذ يجن من شدة الفرح وقام بفتح مخلته وتدفقت القطع الذهبية إلى داخلها، فسأله جالب الحظ: (أهذا يكفيك؟) فأجاب الشحاذ: (ليس بعد، ليس بعد!)، فعاد جالب الحظ يقول له: (لا تنس أن المخلاة بالية يا هذا، وقد تتمزق فيضيع كل شئ)، فعاد يقول: (لا، لا، استمر فى صب الدنانير، فالمخلاة تتحمل أكثر وأكثر)، ثم قال له: (خذ حذرك أيها الأحمق، لابد أنها أصبحت ثقيلة!)، واستمر الشحاذ فى طلب المزيد، حتى انشقت المخلاة نصفين، فسقط منها الذهب على الأرض وصار تراباً، وبقى الشحاذ مكانه لا يملك سوى مخلته الممزقة!! وتلك كانت نهاية الجشع.. ليت الجميع يتعلمون هذا الدرس الثمين.

د. مينا بديع عبد الملك

أستاذ بهندسة الإسكندرية

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق