رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

السيسى: مصر تقف سندا ودعما لجهود حكومة العراق نحو تقوية الدولة الوطنية

كتب ــ شادى عبدالله زلطة
السيسي خلال إلقاء كلمته أمام المؤتمر

  • فى كلمته أمام المشاركين بمؤتمر بغداد
  • الرئيس للشعب العراقى: حافظوا على بلادكم وابنوا مستقبلكم ومستقبل أبنائكم
  • الجيش العراقى والأمن تمكنا من دحر الإرهاب والقضاء على مخطط «داعش» الظلامى

 

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر تقف سندا ودعما لجهود الحكومة العراقية نحو تقوية الدولة الوطنية ومؤسساتها، بما يمكنها من الاضطلاع بمهامها فى صون أمن واستقرار العراق وحماية مقدرات شعبه ووحدة أراضيه.

وشدد الرئيس، فى كلمته خلال مؤتمر «بغداد للتعاون والشراكة»، على رفض مصر لجميع التدخلات الخارجية فى شئون العراق والاعتداءات غير الشرعية على أراضيه، وطالب مختلف القوى باحترام سيادة هذا البلد العريق وخيارات شعبه.

وقال الرئيس، إن هناك مصلحة للجميع فى أن يقوم العراق بالدور المنوط به عربيا وإقليميا، ومن هنا يأتى اجتماعنا اليوم لتجديد الدعم والالتزام بالمبادئ الثابتة فى العلاقات الدولية، والتى لا خلاف عليها، وهى حسن الجوار، وعدم الاعتداء، والاحترام المتبادل لسيادة الدول، والامتناع غير المشروط عن التدخل فى شئونها الداخلية، والتوقف عن سياسة فرض الأمر الواقع باستخدام القوة العسكرية أو المادية، فضلاً عن عدم توفير ملاذات آمنة أو أى شكل من أشكال الدعم للجماعات الإرهابية والمتطرفة أو نقل عناصرها من دول إلى أخرى.

وأعرب السيسى عن سعادته بالتواجد فى العراق بلاد الرافدين وإحدى قلاع العروبة ومراكز الحضارة فى العالمين العربى والإسلامى.

وقال الرئيس: «يشرفنى أن أعرب عن خالص الشكر والتقدير لدولة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمى لمبادرته بالدعوة لعقد هذا المؤتمر المهم وإنه لمن دواعى سرورى أن أتواجد اليوم مجددا فى العراق بلاد الرافدين وإحدى قلاع العروبة ومراكز الحضارة فى العالمين العربى والإسلامى، الأمر الذى يجسد المستوى غير المسبوق لعلاقات الشراكة مع أشقائنا العراقيين والرغبة الصادقة فى تدشين مرحلة جديدة من التعاون البناء عبر آليات فعالة ومتعددة سواء على الصعيد الثنائى أو الثلاثى المصرى العراقى الأردنى أو فى الإطار الإقليمى الأوسع، بما يمكننا معا من أن ننطلق نحو آفاق أرحب من الشراكة والتعاون على نحو يلبى تطلعات ومصالح شعوبنا استنادا إلى علاقات وروابط قوية وممتدة وقائمة على مبادئ راسخة لا نحيد عنها لتحقيق المصالح المتبادلة وصون أمن واستقرار المنطقة بأكملها».

واستطرد الرئيس «لقد واجه العراق إلى جانب دول وشعوب عربية أخرى على مدى السنوات الماضية تأثيرات بالغة السلبية لإرهاب وحروب جلبت المعاناة لشعب شقيق وارتدت بتداعياتها على شعوب الجوار فى سياق شهد تدخلات خارجية متنوعة، وذلك فى وقت يواجه عالمنا تحديات ذات طابع عالمى تعنى بها شعوب البشرية جمعاء وتتضاءل أمام خطورتها الصراعات الدولية أو العرقية أو المذهبية التى تعرفها منطقتنا العربية».

وأضاف الرئيس: «حين نرى ما يلحقه فيروس كورونا أو تغير المناخ بالعالم من أهوال وما يمكن أن يمثله من تهديد للأجيال القادمة، فإن علينا أن نتوحد فى مواجهة ما يهدد مستقبل الشباب من شعوبنا باعتماد سياسات تنموية حقيقية تحفظ لنا كوكبنا وبيئتنا».

وأشار الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى أن شعوب العالم من حولنا باتت تدرس عن قرب تلك التحديات العالمية، وتسعى جاهدة لإيجاد الحلول لها على أسس علمية ويصح فى هذا السياق أن يكون لنا إسهامنا الواضح فى تقدم البشرية نحو تعزيز قدراتها على مجابهة الواقع، وهو ما نؤمن به فى مصر أنه لا خلاص لنا من دونه، وإننى أرى لدى الأشقاء فى العراق العزيمة نفسها التى تشجعنا على التكاتف معهم تحقيقا للأهداف السامية والتطلعات الانسانية الجامعة.

وأكد السيسى أن مصر تنظر بتقدير بالغ للإنجازات المهمة التى تحققت فى العراق خلال الفترة الماضية تحت قيادة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمى والتى سمحت بنجاح مؤسسات الدولة فى التعامل الأمثل مع التحديات الكبرى التى واجهت الشعب العراقى، حيث تمكن الجيش والأجهزة الأمنية من دحر الإرهاب والقضاء على مشروع داعش الظلامى فى المنطقة والحفاظ على وحدة العراق وأمنه ونسيجه الوطنى.

وأوضح أن تناول ما تحقق من إنجازات لا يكتمل دون التطرق إلى جهود تحقيق الإصلاح الاقتصادى على جميع المستويات وبمختلف القطاعات، الأمر الذى يعكس إصرار الحكومة العراقية على تمهيد الطريق لنقلة نوعية نستشعر قرب انطلاقها من خلال متابعتنا للجهود الدءوبة فى الإعداد المتأنى والدقيق لها، كما نتمنى أيضاً للدولة العراقية، بل نثق فى نجاحها الكامل فى الوفاء بالاستحقاق الانتخابى القادم بما يلبى تطلعات الشعب العراقى فى التقدم بخطى ثابتة نحو المستقبل الذى يستحقه.

وأكد من هذا المنطلق استمرار مصر فى مساندة ودعم الحكومة العراقية فى جميع جهودها الرامية لتحقيق استقرار العراق، واستعادة مكانته التاريخية ودوره العربى والإقليمى الفاعل، وترسيخ موقعه فى العالم العربى.

وأشار إلى أنه إيماناً من جانب مصر بحتمية التعاون والتكاتف بين الأشقاء ومنافعه المتعددة، فقد جاءت آلية التعاون الثلاثى بين مصر والعراق والأردن لتترجم الإرادة السياسية للدول الثلاث إلى واقع ملموس من حيث تعزيز مفهوم العمل العربى المشترك وتعظيم التشابك بين مصالح شعوبنا من خلال مسارات عملية ومدروسة للتعاون يشعر بها المواطن العراقى وأشقاؤه الأردنيون والمصريون، ونأمل أن يتسع ذلك حين تتوافر الظروف الملائمة إلى سائر الشعوب العربية وشعوب المنطقة كافة، مجددا التأكيد فى هذه المناسبة على اعتزام مصر المضى قدماً بكل دأب نحو تنفيذ المشروعات المشتركة التى تتم دراستها فى إطار الآلية بما يحقق التنمية المأمولة لدولنا.

وأوضح الرئيس أن اللقاء يمثل فرصة ينبغى البناء عليها لتبادل وجهات النظر والتشاور واستكشاف آفاق التنسيق بيننا فى ظل التطورات الدولية والإقليمية المتلاحقة، والتى تستلزم التعاون بشكل بناء لمواجهة أزمات اليوم من منظور الواقع الذى نعيشه، وليس اتباعاً لتطلعات غير مشروعة تصطدم بقواعد القانون الدولى ولا تحترم إرادة الشعوب وخياراتها السياسية وحقها فى تقرير مصيرها.

وجدد السيسى الشكر فى ختام كلمته لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمى على عقد هذا المؤتمر؛ موجها رسالة إلى الشعب العراقى الشقيق: «إن الشعب الذى يملك هذه الحضارة العريقة وهذا التاريخ المشرف ليملك بلا شك مستقبلا واعدا بفضل أبنائه وسواعدهم وما يحدوهم من أمل وحافز نحو تحقيق غد أفضل.

وشدد على أن «فى مصر إخوة حريصين على نهضتكم مرحبين بنقل تجربتهم وخبراتهم فى مجالات مختلفة إيماناً بوحدة المصير والهدف لنسير معاً على طريق المستقبل الذى تضيئه إرادتنا وثقتنا فى قدرتنا الصلبة على اجتياز الصعاب أياً كانت».

وأضاف الرئيس «أيها الشعب العظيم أنتم أمة عريقة ذات مكانة وحضارة وتاريخ ولديكم تنوع وتعداد وتعدد اعتبره ثراء كبيرا..حديثى إليكم بل ندائى إليكم حافظوا على بلادكم ابنوا وعمروا وتعاونوا وشاركوا، ابنوا مستقبلكم ومستقبل أبنائكم، عمروا مدنكم ومزارعكم ومصانعكم، تعاونوا فيما بينكم من أجل المستقبل، شاركوا فى اختيار من يقودكم إلى الأمام، الانتخابات مسئولية شعبية عظيمة فى بناء مستقبل الدول..أيها الشعب العظيم يستحق العراق بكم المكانة الرفيعة، يستحق العراق بكم الرقى والتطور والاستقرار والأمان والسلام».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق