المسألة تبدو مخيفة، ولكنها أيضا تبدو جذابة. فتقنية "الهولوجرام" أو ما يسمى بالتصوير المجسم ثلاثى الأبعاد، أثار ما يكفى من الجدل عند استعادته حضور كبار نجوم الغناء، عرب وأجانب، إلى المسرح، بعد سنوات من وفاتهم. وأثار جدلا إضافيا عندما كان سبيلا لاستعادة نجوم راحلين من أجل تولى أدوار جديدة فى أعمال جديدة كليا، وكان أول المرشحين، النجم الأمريكى جيمس دين (1931- 1955) بمشروع فيلم "العثور على جاك" والذى تم إعلانه لأول مرة نهايات عام 2019، ولم ير النور حتى اليوم.
ولكن الجديد، أن يتم الاستعانة بـ "الهولوجرام" من أجل تجاوز المسافات المفروضة بسبب "أحكام التباعد الاجتماعي" فى زمن كورونا. يوضح تقرير صدر عن "نيويوركر "أن بعض التجارب الفردية، والبعيدة عن الأغراض الترفيهية، نجحت بالفعل فى توظيف تقنية "الهولوجرام" من أجل تقريب البعيد، سواء كان ذلك البعيد رحل بالفعل عن عالم الأحياء أو كان بعيدا بسبب رحلة عمل مرهقة.
ويضرب التقرير الأمثلة بالهدية التى جلبها النجم كاينى ويست لقرينته سابقا نجمة تليفزيون الواقع كيم كارديشيان، احتفالا بعيد ميلادها. فقد استعاد صورة والدها المتوفى ليكون حاضرا، بفضل "الهولوجرام" فى هذا اليوم ويفضى بكلمات أبوية حنونة لابنته. واستخدم نجم الراب شون كومز، المعروف باسم بف دادى، التقنية ذاتها ليضمن تواجده عبر تجسيم الهولوجرام، بحفل عيد ميلاده نجله فى لوس أنجلوس، فيما كان يتواجد فعليا فى ميامى.
ويكشف التقرير نفسه أن أزمة جائحة "كورونا" التى تقترب من عامها الثانى دفعت بتقنية "الهولوجرام" إلى تقلد وظيفة جديدة، وهى تجاوز المسافات المفروضة لاعتبارات احترازية. فتعقد الاجتماعات بنسبة حضور فعلى لا يتجاوز 50%، فيما يحضر باقى المشاركين عبر صورتهم الثلاثية فقط ودون حضور فعلى حقيقى.
وبات للوظائف الجديدة لتلك التقنية شركات متخصصة مثل "بورتال" الأمريكية التى ساعدت فى حضور أحد أكبر صانعى الساعات فى سويسرا اجتماعات على هامش معرض الساعات بشنجهاى، وذلك فى أحد الأمثلة على تسهيلها تطبيق الدور الجديد لتقنية "الهولوجرام".
ومن قبلها كان لها ذلك الدور التقليدى فى استحضار هيئة النجوم الراحلين مثل نجمة الغناء ويتنى هيوستون (1963-2012) ونجمة الجاز الشهيرة بيلى هوليداى (1915-1959). ولكنها بدأت بعد ذلك فى اتخاذ مسار استحضار صورة الأحياء مثل ما كان عام 2014 من استحضار صورة جوليان أسانج، مؤسس موقع "ويكيليكس" من داخل مقر إقامته بمبنى سفارة الإكوادور فى لندن، وشاركت الصورة المجسمة فى أحد التجمعات العامة لتتلقى أسئلة الجمهور.
وهناك توجه لتطوير أكبر لتطبيقات "الهولوجرام" لخدمة مجالات معينة وبشكل بالغ التخصص، مثل الاستعداد لتزويد طلاب الطب بجامعة فلوريدا بتطبيق يستعرض أمامهم تجسيم ثلاثى الأبعاد بالغ الدقة لمرضى يعانون من أمراض بعينها، وذلك بغرض تطوير قدراتهم على تشخيص الأمراض.
رابط دائم: