مدير منطقة الآثار : اهتمام غير مسبوق والأديرة مفتوحة بالمجان أمام السائحين
تحوي محافظة سوهاج ١٣ديرا وأثرا قبطيا مهما، تمثل جزءا مهما من الحضارة المصرية العريقة، ومنها أديرة الأحمر بالجبل الغربي والأبيض بالجبل الشرقي، والأنبا بسادة بأخميم، والسيدة العذراء بأخميم، والملاك ميخائيل بالجبل الشرقي بدار السلام، والشهداء بأخميم، والملاك ميخائيل بجرجا، وكلها تشهد الآن عمليات ترميم كاملة وجزئية للحفاظ عليها كقيمة دينية وأثرية، لتبدو في ابهي صورة لاستقبال زوارها من الداخل والخارج.
بداية يقول الأثري غريب جابر العويضي مدير منطقة الآثار الإسلامية والقبطية بسوهاج، إن القرون الماضية كانت شاهدة علي الحفاظ علي الحضارة القبطية بمعتقداتها، علاوة علي تشييد عدد كبير من الأديرة والكنائس، التي تنتشر حاليا في صحاري سوهاج شرقا وغربا، وتشهد حاليا حالة غير مسبوقة من الاهتمام عبر تاريخها من حيث عمليات الترميم والتطوير ورفع الكفاءة ضمن المشروع القومي للنهوض بالآثار وأيضا من خلال البعثات الأجنبية، وهي مفتوحة دائما وعلي مدار العام لاستقبال السياحة الداخلية والخارجية بالمجان.
ويستطرد غريب العويضي عن عمليات الترميم بهذه الأديرة قائلا : إن دير الأنبا بشاي « الدير الأحمر» بمنطقة « أدريبا « وهذه المنطقة تُعرف باسم الجبل الغربي علي بعد ١٢كم غرب مدينة سوهاج العاصمة، هو من أعظم الآثار القبطية ويرجع تاريخ إنشائه إلي النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي علي يد مؤسسه القديس الأنبا بيشاي، وقد سمي بهذا الاسم لأنه مشيد بالطوب الأحمر والكتل الحجرية بالأعتاب والأركان والأعمدة الجيراتينية الوردي والأسود من معابد فرعونية، ويعتبر من أهم الأديرة التي شيدت في العصور المسيحية المبكرة وتتجلي بالدير عظمة الفن القبطي عندما تري الأيقونات الأثرية .
وأضاف أن عمليات الترميم التي تجري الآن بالدير تتضمن ترميما دقيقا لمنطقة الهيكل والزخارف والقباب والأسوار واللوحات الجدارية وغيرها كما تشمل أعمال الترميم كنيسة العذراء وإعادة الزخارف إلي وضعها الأصلي، كما تم إنشاء استراحات للزوار وبعض الملحقات. ويتحدث الأنبا بيجول البيجولي راعي الدير الأحمر بالجبل الغربي عن الدير قائلا، إن الدير يمثل قيمة كبيرة وقد أعاد له البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية السابق الحياة الرهبانية من جديد في زيارة له عام ٢٠٠٧، بعد أن كانت قد انقطعت لقرون طويلة.
وأضاف أن الدير الأحمر عبارة عن تحفة معمارية، حيث بُني علي طراز كنيسة القيامة في القدس، وتوجد به أهم كنيسة في مصر وفي منطقة حوض البحر المتوسط، تعرف باسم السيدة العذراء، من حيث الطراز المعماري والرسومات النادرة والقباب والبازيليكا، ويقول الأنبا بيجول، إن الدير مفتوح طوال العام أمام الزائرين بالمجان، وفي شهر يوليو من كل عام تتوافد أعداد هائلة من الأقباط من جميع المحافظات للمشاركة في احتفالات مولد الأنبا شنودة مؤسس الدير، كما يستقبل أيضا زيارات لوفود من الخارج .
ويلتقط خيط الحديث الأثري جابر حافظ مفتش آثار إسلامية وقبطية عن الدير الثاني في سوهاج، قائلا، إن «الدير الأبيض» بالجبل الشرقي يحوي كنيسة أسست علي الطراز البازيليكي مشيدة بالحجر الجيري بالشكل المستطيل، وقد تأثر الدير بالعمارة المصرية القديمة، سواء في الشكل الخارجي أو الكرانيش التي تتوج حوائطه الخارجية .
ويتحدث الأثري عبد الرحيم عصام المشرف علي منطقة آثار شرق سوهاج أن الترميمات تتم أيضا بدير الأنبا بسادة المعروف لدي الناس بدير الشايب، ويقع بقرية نجع الدير، علي بعد ١٨كم جنوب أخميم، ويعود تاريخه للقرن السابع الميلادي، وتتضمن الترميمات بالدير الأسوار والكنيسة التي تعد من أقدم الكنائس العديدة التي تشتهر بها أخميم ويوجد بها خمسة هياكل الرئيسي منها علي اسم القديس الأنبا بسادة، والهيكل الثاني علي اسم السيدة العذراء مريم، والثالث علي اسم الشهيد العظيم «مارجرجس»، والرابع علي اسم رئيس الملائكة ميخائيل، والخامس علي اسم الشهيدة دميانة، ويوجد بالحجرة الداخلية المعمودية بالكنيسة جسد الأنبا بسادة، وكذلك ذخائر جسد أولاد اخته الأنبا باخوم واخته ضالوشام، مشيرا إلي أن الدير يشهد حاليا ترميم وتنظيف الزخارف والبازيليكاوالقباب والاسوار واللوحات الجدارية بالصحن والحصن. ويتحدث الاثري ضاحي شيخون، عن الدير الخامس من دير « الملاك ميخائيل، قائلا « يقع علي الضفة الشرقية لنهر النيل من مدينة جرجا علي الطريق الشرقي أخميم - نجع حمادي، ويعتبر من الاديرة الباخومية المنشأ، حيث يرجع تاريخ إنشائه إلي القرن الرابع الميلادي تقريبا علي يد الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين وفي عصر الانبا باخوميوس مؤسس الرهبنة، وتوجد به كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل الأثرية، وهي مستطيلة تقع في الركن الجنوبي الشرقي وتمزج بين الفن القبطي المسيحي والفن الفرعوني، ويحوي هيكل السيدة العذراء ومكتوب السلام لمريم الحمامة الحسنة وحامل الايقونات مصنوع من الخشب به زخارف هندسية علي هيئة صلبان، وعليه كتابة باللغة العربية، كما تشهد بقية الآثار القبطية ايضا من كنائس واديرة عمليات تطوير جزئي ورفع كفاءة ضمن المشروع القومي للنهوض بالآثار .
من جانبه، قال اللواء طارق الفقي محافظ سوهاج، إن المحافظة لا تدخر جهدا في تقديم كل العون لمشروعات الترميم التي تجري بالأديرة والآثار القبطية، كجزء مهم من الحضارة المصرية مع التكليف الدائم لمسئولي الوحدات المحلية بالاهتمام وتركيب التندات للخدمات الأمنية المتمركزة لتأمين الاديرة والزائرين لها، بالإضافة إلي تركيب بلدورات واعمدة وكشافات انارة حديثة مع دهان البلدورات والاعمدة بالدهانات وتطوير المنطقة المحيطة بالكامل، مشيرا إلي أهمية الاديرة الاثرية ومكانتها الدينية، علاوة علي كونها تمثل مزارا لكل المصريين من انحاء الجمهورية، ومقصدا سياحيا للاجانب، وتسعي أجهزة المحافظة إلي الترويج والتسويق لتلك الآثار .
رابط دائم: