رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفلام «الصم والبكم» تغزو السينما العالمية
«كودا» الأمريكى يعيد التذكير بـ«الخرساء» و«الصرخة» المصريين

علا السعدنى

السينما ليست مجالا للترفيه فقط، وإنما تسعى دائما لخدمة البشرية، سواء بتوثيق الواقع، أو بتذكيرنا بالماضى، وحتى باستشراف المستقبل، سواء فى شكل أفلام فلسفية، أو خيال علمى، أو أعمال تتناول موضوع الإعاقات الجسدية، لا سيما الصم والبكم، الذين أفردت لهم السينما العالمية أنماطا من الأفلام الجيدة، وها هى تعود مجددا للتذكير بقضيتهم عبر الفيلم الأمريكى «كودا».

كان للسينما المصرية باع طويل فى طرح هذه النوعية من الأفلام، ولعل أقدمها فيلم «الخرساء» لسميرة أحمد وعماد حمدى وزكى رستم وحسن يوسف، وإخراج حسن الإمام, وهو واحد من كلاسيكيات السينما المصرية، نظرا لموضوعه الذى كان يبدو جديدا بل غريبا فى ذلك الوقت إذ أنتج فى عام 1961.

ويأتى الفيلم المصرى الثانى «الصرخة» ضمن الأفلام الجميلة التى صنعت خصيصا من أجل الصم والبكم, وهو من بطولة: نور الشريف ومعالى زايد ونهلة سلامة وإخراج محمد النجار، وتدور أحداثه حولهم، إذ يبرز معاناتهم اليومية. 

ورغم أن الأفلام المصرية التى أنتجت عن الصم والبكم كثيرة فإنها لا ترقى إلى مستوى الفيلمين السابقين، إذ إنها كانت تناقش الموضوع بشكل جانبى أو هامشى، على عكس «الخرساء» و«الصرخة»، اللذين دارت أحداثهما وتفاصيلهما  بالكامل حول تلك الإعاقة. 

إلا أنه مع مرور الوقت تراجعت ــ كالعادة ــ هذه النوعية من الأفلام من قاموس أفلامنا مثلها مثل قضايا كثيرة مهمة، حتى أصبحت ــ يوما بعد يوم ــ لا تقدم   سوى الضحك والحركة «الكوميديا والأكشن» !

العكس تماما فى هوليوود، وها هو فيلم «كودا»، ورغم كونه مستقلا، أى غير تابع للاستوديوهات الكبرى فى هوليوود فى إنتاجه, فإنه يقدم خدمة جديدة للصم والبكم الذين كانوا محرومين من الذهاب للسينما بسبب عدم فهمهم أحداث الفيلم.

الآن، من خلال هذا الفيلم، سيتم فتح آفاق جديدة لهم تمكنهم من مشاهدة الأفلام، بعد أن اتفقت شركة  «أبل» ــ التى اشترت حق توزيعه - مع دور العرض التى سيعرض فيها خلال هذه الأيام،  بحيث يكون هناك  شرح مكتوب لأحداثه؛ ليصبح بذلك أول فيلم من نوعه يطرح فى دور السينما بهذه الخاصية.

«كودا» يشتق اسمه من الأحرف الأولى لعبارة معناها بالإنجليزية «ابن لبالغين من الصم», وحصل على أهم أربع جوائز فى مهرجان صندانس السينمائى لهذا العام. 

ويدور حول «روبي» ــ التى تجسد دورها «إميليا جونز» ــ التلميذة بالثانوية، والوحيدة التى تتمتع بحاسة السمع ضمن أسرتها المكونة من الأم والأب والشقيق، وجميعهم من الصم، فتقوم بمساعدة أهلها الذين يعملون فى مجال الصيد، باعتبارها وسيلة الاتصال المباشر بينهم وبين الناس، لكنها تقع فى حيرة بين تحقيق حلمها وحبها للغناء والموسيقى الذى يتطلب السفر إلى خارج البلدة مما يقتضى الابتعاد عن أهلها، تعرض عملهم للتوقف، وحياتهم للخطر. 

وتأكيدا لمصداقية الفيلم اختارت كاتبته سيان هيدر ــ التى هى مخرجته أيضا - أن يكون الأبطال صُما حقيقيين، ومنهم: تروى كوتسور فى دور الأب،  ومارلى ماتلن التى قامت بدور الأم، والتى تُعد الممثلة الصماء الوحيدة التى حصلت على جائزة الأوسكار كأحسن ممثلة عن دورها فى فيلم «Children of a Less God» فى عام 1987. 

وهناك الممثل دانيال دورانت الذى قام بدور الابن ليو، وهو أصم فى الحقيقة، وقد وصف الفيلم بأنه «حدث تاريخى انتظرناه طويلا لأنه رائع بالنسبة لنا».

بدورنا - فى صفحة «سينما» - نأمل أن يأتى اليوم الذى تعود فيه السينما المصرية لمعالجة مثل هذه القضايا الإنسانية كسابق عهدها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق