رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الإرهاب والفساد الطريق الأقبح لغسل الأموال

د. مروة الصيفى

الفساد وغسل الأموال وجهان لعملة واحدة، فكلاهما قائم على انهيار القيم الأخلاقية والانتهازية والكسب غير المشروع، من هنا جاءت فكرة كتاب غسل الأموال الوجه الأقبح للفساد للدكتورة هادية عبد العزيز هاشم مدير عام بنك القاهرة سابقا.

ويستعرض الكتاب من خلال فصوله الخمسة شرح وباء الفساد بأنواعه وكيف تحاربه باعتباره الدعامة الأساسية لعملية غسل الأموال، كما يعرض أيضا وسائل غاسلى الأموال للتمويه على مصادر أموالهم المشبوهة والمجرمة بحكم القانون، وكذلك الأنشطة الاقتصادية التى يتم من خلالها عمليات الغسل، وعلى جانب آخر يقدم الكتاب طرق مكافحة مثل هذه الجرائم وكيفية محاربة الفساد فى كل صوره وكذا الحفاظ على المنظمات والأنشطة الاقتصادية والزراعية والخدمية حتى يتحقق الاقتصاد القومى السليم.

وتؤكد الكاتبة أن الفساد رغم أنه ظاهرة عامة تسيطر على معظم المجتمعات إلا أن الدول الحديثة القوية ومنها معظم دول أوروبا استطاعت التغلب عليها باتخاذ الإجراءات الصارمة ضد المخالفين، وبذلك تمت محاصرة الفساد بشكل كبير، أما عن دول العالم الثالث فلازال الفساد منتشرا، والسبب الأول فى ذلك ثالوث الجهل والفقر والمرض.

أما عن أهم العوامل التى ساعدت فى انتشار غسل الأموال كما حددتها الكاتبة فهي: تزايد معدلات تجارة المخدرات والسلاح وما تحققه من أرباح، وانفتاح الأسواق المالية الدولية، والتسابق بين البنوك لجذب مزيد من العملاء ورفع معلات الربح، وضعف الأجهزة الرقابية، وعدم اتخاذ تشريعات ولوائح لتجريم غسل الأموال.

ومن الأسباب التى تؤدى لنجاح عملية غسل الأموال تؤكد الكاتبة أن أهمها قوانين سرية الحسابات أو السماح بفتح حسابات بدون أسماء فى بعض الدول ومنها سويسرا، إضافة إلى وجود بنوك مشبوهة فى بعض الدول مثل آسيا وأمريكا الجنوبية.

وقد يبدو غسل الأموال مربحا إلا أنه جريمة ذات آثار سلبية جسيمة، وعلى رأسها تدهور قيمة العملة الوطنية مما يحمل الدولة أعباء كبيرة للحصول على احتياجات المواطنين من سلع أساسية، إضافة إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنونى وحرمان أصحاب الدخول المحدودة من الحصول على احتياجاتهم، وهو ما يعنى اقتصاديا بالتضخم، وقد تتفاقم الأضرار لتصل استدام الأموال المغسولة فى تمويل المنظمات الإرهابية مما يؤدى إلى زعزعة الأمن والاستقرار السياسى والاجتماعى للدول، وليس هناك أدل مما يحدث فى سوريا والعراق مثل على ذلك.

وتشير الكاتبة فى الفصل الخامس من الكتاب إلى أن الإرهاب من جرائم غسل الأموال، فلو تفحصنا أسباب نشوء الإرهاب كجماعات القاعدة والإخوان المسلمين وداعش والنصرة ومهما تغيرت مسمياته فهو يكون لصالح الدول الاستعمارية الكبرى التى تسعى دوما إلى تخريب دول الشرق الأوسط وسلب ثرواته ومقدراته، فالإرهاب وجميع أشكال الفساد طريقان ممهدان لغسل الأموال.

وفى الختام يستعرض الكتاب جهود دول العالم لمكافحة غسل الأموال ومنها: إصدار التعليمات واللوائح المنظمة لجميع المؤسسات المالية، ووضع نظم للتحقق ومتابعة أنشطة العملاء بالشكل الذى يسهل الكشف عن محترفى غسيل الأموال، إضافة إلى الاهتمام بكفاءة المؤسسات المصرفية لاعتبارها الوعاء الذى يصب معظم أرصدة المودعين.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق