رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

وليد الشرقاوى يروى «يوميات مدرب أسود»

كتبت ــ د. نعمة الله عبدالرحمن
المدرب وليد.. ترويض الوحوش فن وحرفة

تدريب الحيوانات ذات الطابع الشرس يحتاج لمهارات تمزج الرقة مع الذكاء ، فذلك المزيج وحده يمهد لعلاقة إيجابية بناءة، تمكن المدرب من التحكم فى الحيوان وتوجيهه. هكذا يؤكد المدرب وليد الشرقاوى، الذى يحترف تدريب الأسود والنمور منذ أكثر من 25 سنة. ورغم طول أمد عمله بهذا المجال، وكونه ورثه عن والده وهو فى سن 15 عاماً، فهو يعتبر التعامل مع الأسود والنمور أقرب إلى هواية أو نمط حياة منها إلى مهنة يحترفها.

ويحكى المدرب وليد عن أسرار علاقته بالحيوانات المفترسة، فيقول: « بدأت أول احتكاك عملى بالأسود والنمور فى سن 23 عاما، ولكن من قبل هذا الوقت، كانت تلك الحيوانات تعيش معى فى منزلى منذ ولادتها وتُشاركنى طقوسى اليومية».

وعن بداية التدريب الفعلى للأسد أو النمر، يوضح المدرب وليد: «يبدأ ذلك عندما يصل عُمرها إلى 4 شهور، ويستمر التدريب لمدة 3 شهور أو أكثر وفقاً لذكاء الحيوان». وحول الفرق فى التعامل بين النمور والأسود، يوضح المدرب وليد أن النمر بطبيعته أكثر ذكاءً، وشديد الحساسية وخطورته أعلى من الأسد بسبب سرعة حركته وخفة وزنه. أما الأسد، ووفقا لخبرة المدرب وليد، فإنه حيوان مُتكبر مُعتز بنفسه لهذا يتطلب إقامة علاقة أساسها الحب معه حتى يمكن التحكم فيه وتدريبه. ويكشف وليد الشرقاوى أنه يقدم فقرة بالغة النجاح فى «سيرك « بالإسكندرية، وذلك بمشاركة أسدين ونمرين وتتراوح أعمارها ما بين سبعة وعشرة أعوام .

وعن العادات اليومية للأسد والنمر، يوضح أنها تنام ما بين 9 ساعات أو 10، وأحياناً تصل إلى 12 ساعة يومياً. وتتناول وجبتى طعام، إحداهما كبيرة، تصل إلى 7 كيلو جرامات، وأخرى خفيفة فى حدود 2٫5 كيلو جرام . وأثناء العرض، وعند أداء الأسد أو النمر لأى فقرة، يقدم المدرب قطعة من اللحم فى حدود 50 جراما، وهى حافز تشجيعى للاستمرار فى الحركات التى تم تدريبها عليها.

ويتحدث وليد عن بعض الطرق فى التدريب، فينفى صحة اللجوء إلى الضرب فى التدريب، مؤكدا اكتشافه أن المشاعر الإيجابية والطيبة بين المدرب والأسد أو النمر هى الضمان الأكيد للنجاح. ويكشف عن أن مهنته تحتاج إلى مواصفات نادرة فيمن يضطلع بها، ففى الوطن العربى كله لا يوجد سوى 5 مدربين محترفين للحيوانات الشرسة، كلهم مصريون ويعملون داخل وخارج مصر .

وعلاقة وليد بالسيرك، بدأت فى إيطاليا حيث كان يعمل مع والده، لكنه فضل العودة والعمل فى مصر وجاء معه كثير من الفنانين الإيطاليين المُبدعين فى العاب السيرك، ليقدموا عروضهم فى كل المحافظات المصرية على مدار العام.

ويكشف وليد الشرقاوى عن أن عمله يتطلب استخراج ترخيص بمزاولة مهنة مدرب أسود، وهو معتمد من الدولة يشمل نوع وعدد الحيوانات التى يعمل المدرب على تدريبها. كذلك يجب أن يستخرج المدرب تراخيص للحيوانات من قبل وزارة البيئة، والتى بموجبها يتم تركيب جهاز صغير فى ذيل الحيوان، عبارة عن «ميكروشيت» مدونة فيه بياناته بالتفصيل، وذلك لتحديد المسئول عن الحيوان فى حالة وقوع أى مشكلة، وتوفير الحماية له، وكذلك حماية الآخرين منه.

ويرى وليد أن مهنة المدرب فى مصر تحتاج إلى تطوير كبير، فهى مازالت تعتمد على الخبرات والمجهودات الشخصية، فى حين أن المهنة ذاتها فى أوروبا لها مدارس ومؤسسات ترعى المهتمين بها ويعتبرونهم فنانين وأصحاب موهبة خاصة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق