رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

دكتور زيفاجو.. وذكريات فى «سوريا» الإسبانية

كتب ــ وسام أبوالعطا
> فريق «دكتور زيفاجو» فى «روسيا المقلدة»

فى شتاء عام 1964، شرع المخرج بريطانى الأصل ديفيد لين ( 1908-1991) وبعد أن قدم رائعته «لورانس العرب»، فى تقديم فيلم «دكتور زيفاجو» عن رواية بنفس الاسم للكاتب والشاعر الروسى بوريس باسترناك (1890-1960). وتدور أحداثها فى إطار ملحمة درامية رومانسية خلال الأعوام السابقة على الحرب العالمية الأولى والحرب الأهلية الروسية( 1917- 1922).

وتستعرض الرواية التى جذبت اهتمام المخرج لين وقائع الثورة البلشفية وأحوال المجتمع الروسى وقتها. وطرحت الرواية لأول مرة عام 1957، ليفوز كاتبها فى العام التالى بجائزة نوبل للأدب، وسط استياء النظام السوفيتى السابق الذى حظر تداول الرواية داخل الأراضى السوفيتية. فحالت تلك الأجواء المتحفزة دون تصوير مشاهد الفيلم المنتظر وقتها فى الأجواء السوفيتية .

ووفقا إلى تقرير لصحيفة « لوموند» الفرنسية، فإن ديفيد لين لجأ للتصوير فى اسبانيا، وتحديدا فى بلدة تدعى « سوريا»، وهى بلدة صغيرة بمقاطعة قشتالة، على بعد 200 كيلومتر شمال مدريد. وهناك يتسم الشتاء بالقسوة، حتى ان الحرارة تنخفض إلى 10 درجات تحت الصفر، فى مناخ يحاكى أجواء رواية «دكتور زيفاجو».

وحسب تقرير « لوموند»، انتقلت كتيبة صناعة الفيلم إلى موقع التصوير البديل، ليتم تشييد ديكور منزل العائلة فى «فاريكينو» بجبال الأورال الروسية، حيث فر الطبيب والشاعر يورى زيفاجو، ويلعب دوره النجم المصرى عمر الشريف، وزوجته تونيا، لعبت دورها جيرالدين شابلن، من القمع البلشفي. وتم أيضا تشييد قرية «يورياتين» المجاورة، حيث تعيش لارا، لعبت دورها لارا كريستي، عشيقة البطل مع ابنتها. كما تم تشييد المحطات المفترض وقوعها بين موسكو وسيبيريا، بالاضافة إلى قمة مونكايو إحدى قمم شبه الجزيرة الأيبيرية.

ولم تنته المسألة هنا، فقد تم استيراد الآلاف من زهرة النرجس البرى من هولندا، لتصوير مشهد ربيعى رومانسى من أجمل مشاهد الفيلم مع الموسيقى الأسطورية للملحن الفرنسى موريس جار (1924-2009) .

ولمشهد النرجس تحديدا حكايات تروى، منها ما أورده تيدى فيلالبا، أحد مساعدى الإنتاج عام 2016، فى كتابه «مذكرات رجل من رجال السينما»، بشأن تلقى أعضاء الفريق تعليمات محددة بالتحرك عند أول سقوط للثلج، وعند أول ازدهار لأزهار النرجس. ويحكي: «كانت حقائبنا جاهزة وغادرنا مدريد على الفور الى سوريا الاسبانية، كان كل فرد يعرف السيارة التى سيركبها، وفى أى فندق سيقيم، حيث تم تأجير عشرات الغرف لاستيعاب أعضاء الفريق، خاصة أنه لم يكن هناك سوى فندقين فى سوريا». وتم عرض الفيلم فى ديسمبر 1965، ليتعرض لانتقادات بسبب طول أحداثه، التى تتجاوز الـ 3 ساعات. ورغم ذلك حصد خمس جوائز أوسكار، وأصبح أحد أهم كلاسيكيات السينما العالمية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق