«كل المطلوب منك هو أن تظهر على وجهك معانٍى وانفعالات الكلام قبل النطق به».. هذه الجملة قالها المخرج حسن الإمام لنور الشريف بعد أن عرف أنها المرة الأولى التى يقف فيها أمام الكاميرا فى فيلم «قصر الشوق»، وطبق الوجه الجديد النصيحة، فحصد شهادة تقدير من الدولة عن دوره فى هذا الفيلم، وظل يتذكرها طوال مشواره، كأول درس تعلمه من مخرج سينمائى أعطاه الفرصة لأول مرة.
وانطلق الوجه الجديد، وأصبح نجما سينمائيا، وقدم مجموعة من الأدوار المهمة فى هذه الفترة مثل «السراب»، «زوجتى والكلب»، «السكرية»، وفى هذه الأفلام، قدم نور الشريف نفسه بقوة، كواحد من أعظم الممثلين القادرين على تجسيد المعاناة الداخلية، وأداء الأدوار النفسية التى تتطلب خبرة عميقة بالحياة، رغم أنه كان فى أولى خطواته، وفى مقتبل العمر.
ومع استمرار المشوار، تنوعت أدواره التى عبرت عن أفراح وأوجاع المواطن البسيط، ما بين الرومانسية، والتراجيدية والكوميديا، والأكشن، وحافظ على تألقه الفنى فى كل هذه الأدوار، وكان يرى أن الفنان لا يجب أن يرتبط بحزب سياسى معين، لأن ارتباط الفنان بتنظيم أو حزب يفرض عليه قيودا تمنعه من التعبير عن رأيه بصراحة.
ومن المبادئ التى حافظ عليها حتى رحيله، حبه ووفاؤه لثورة يوليو ١٩٥٢، التى قامت وعمره ٦ سنوات، ونما وكبر، وتشكل وجدانه فى ظل أهدافها وإنجازاتها، ولهذا، حلم بتجسيد شخصية الرئيس جمال عبد الناصر، لأنه كان مقتنعا أن إحساسه بالمواطن العادى كان قويا جدا، وحتى يبرز أن هذا الزعيم إنسان لم تفسده السلطة، ولم تغير شيئا من عاداته وسلوكه.
وظل نور الشرف، الذى نحيى هذه الأيام الذكرى السادسة لرحيله، وفيا لثورة يوليو، يفتخر بالانتماء لها، وبداخله رغبة فى توثيق أحداثها، وبرهن على هذا القدر من الوفاء عندما رفض القيام ببطولة فيلم «ليلة القبض على فاطمة» أمام فاتن حمامة، لأنه وجد فى هذا الدور مساسا بالثورة وقيادتها، كما رفض الدور نفسه فى المسلسل التليفزيونى، الذى يتضمن نفس القصة.

نور مع بوسى وابنته مى

فى جرى الوحوش مع حسين فهمى ومحمود عبدالعزيز

مع ميرفت أمين فى القطار
رابط دائم: