بينما يتعرض العاملون فى القطاع العام، بما فى ذلك المعلمون وضباط الشرطة، لخفض حقيقى فى الأجور، كشفت صحيفة «الجارديان» البريطانية» فى تقرير لها، عن أن الحكومة البريطانية قد أنفقت أكثر من 163 ألف جنيه استرلينى خلال عامى 2020 و2021، على شراء أعلام الاتحاد، وذلك فى إطار سعيها لتعزيز الفخر بالرمز الوطنى.
تسلط أرقام الإنفاق الجديدة الضوء على احتضان الحكومة البريطانية المتزايد لأعلام الاتحاد، وذلك تحت رئاسة رئيس الوزراء بوريس جونسون، وسواء كان ذلك بدافع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى أو القومية الاسكتلندية أو ما يسمى الحروب الثقافية، فقد مثل هذا الرقم نحو 85% من مشتريات الأعلام على مدى السنوات الأربع الماضية. وجاء نصيب الأسد من إدارتين: وزارة الدفاع، التى زاد إنفاقها كل عام منذ عام 2018 ووصل إلى 118 ألف جنيه إسترليني، ووزارة الثقافة والإعلام والرياضة، التى أنفقت نحو 54 ألفا فى العام الماضى فقط، على استبدال الأعلام البالية.
تأتى عمليات الشراء تلك على خلفية تصعيد واضح للحرب الثقافية القائمة على العلم، وذلك عندما أعلن أوليفر دودن، وزير الثقافة البريطانى، أنه يجب رفع العلم الوطنى فوق جميع المبانى الحكومية فى المملكة المتحدة، قائلا إن العلم يعد «تذكيرا فخورا بتاريخنا وبالروابط التى تربطنا». كما ناشد أيضا روبرت جينريك، وزير الإسكان والمجتمعات والحكومة المحلية، جميع المجالس فى إنجلترا، لاتخاذ تلك الخطوة وذلك فى محاولة لتشجيعهم على رفع العلم على مبانيهم.
مشروع علم جونسون تسبب فى إثارة غضب مؤيدى الاستقلال الأسكتلندى، وعلى رأسهم تومى شيبارد، النائب عن إدنبرة الشرقية والمتحدث باسم الحزب الوطنى الاسكتلندى للشئون الدستورية، حيث قال إن علم الاتحاد يمكن أن يكون رمزا مثيرا للانقسام فى أسكتلندا، مضيفا أنه من الغريب فى خضم أزمة الصحة العامة، أن يتزايد الإنفاق على شراء الأعلام!.
رابط دائم: