«لم يرَ أحد أوباما مثل هذا من قبل».. هكذا وصف أحد الحاضرين الرئيس الأمريكى السابق باراك اوباما خلال حفل عيد ميلاده الستين، الذى أقيم قبل أيام داخل منزل العائلة الصيفى الواقع على جزيرة مارثا فينيارد، الذى تبلغ مساحته 29 فدانًا، بولاية ماساتشوستس الأمريكية، حيث لم تفارق الابتسامة وجهه طوال الاحتفال، فى حين ظل يرقص طوال الليل، ليبدو أنه أصبح أكثر استمتاعا بحياته بعد أن ترك مسئولياته الرئاسية.
الاحتفال بعيد ميلاد الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة جاء استثنائيا هذا العام واستمر على مدى ثلاثة أيام مع العائلة وأصدقائه القدامى.
وضمت قائمة الحضورالأصلية مئات المشاهير فى مجالى الفن والسياسة، ولكن تم تقليصها، وفقا لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، لتقتصر على أفراد العائلة والأصدقاء المقربين فقط، بسبب المخاوف المتزايدة بشأن انتشار متغير دلتا لفيروس كورونا، حيث تم حذف كثير من الأسماء الشهيرة فجأة من قائمة المدعوين، بالإضافة إلى غالبية مسئولى إدارة أوباما السابقين داخل البيت الأبيض، الذين كانوا يتطلعون لحضور الحفل بعد مرور أكثر من عام على العزل والبقاء بالمنزل فى إطار الإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس «كوفيد 19»، وقالت هانا هانكينز، المتحدثة باسم عائلة أوباما: «تم التخطيط لإقامة هذا الحدث فى الهواء الطلق منذ أشهر التزاما بجميع إرشادات الصحة العامة المعمول بها، ولكن نظرًا للانتشار الجديد لمتغير دلتا خلال الأسبوع الماضي، قرر الرئيس أوباما تقليص الحدث بشكل كبير ليشمل العائلة والأصدقاء المقربين فقط»».
وبينما تم الاحتفاظ بتفاصيل احتفالات الأيام الثلاثة، إلا أن الصور التى تسربت كشفت عن مظاهر البذخ والترف داخل الحفل، حيث تمت إقامة سرادق أبيض أقيم خصيصا لهذه المناسبة، فى الوقت نفسه، نشر اثنان من منسقى الأغانى سلسلة من الصور ومقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر حفلة عيد الميلاد كأمسية مليئة بالطعام الرائع الذى تضمن الروبيان والدجاج وشرائح اللحم والكوكتيلات الراقية، كما صمم شعار خاص للحفل حمل رقم 44× 60 مكتوبا بماء الذهب فى إشارة لعيد ميلاد أوباما الستين، وكونه الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة، وقد أقيمت منطقة حظر طيران فوق قصر أوباما أثناء الاحتفال الذى تبلغ تكلفته 12 مليون دولار.
وأثار الحفل، الذى ضم ما بين 300 و400 مدعو، انتقادات داخل دوائر الحزب الجمهوري، بعد أن انتشرت مقاطع الفيديو وصور له وهو يستمتع بالرقص مع ضيوفه دون ارتداء كمامة، بالإضافة إلى وجود مئات الأشخاص داخل الحفل دون ارتداء الكمامات. وقال تومى بيجوت، أحد المسئولين فى الحزب الجمهوري: «فى حين يحاول بايدن والديمقراطيون فرض ارتداء الكمامات على الأمريكيين الذين تم تطعيمهم والأطفال فى سن 3 سنوات فى المدرسة، كان باراك أوباما يرقص طوال الليل مع العشرات من المشاهير الأثرياء فى حفل عيد ميلاده فى مارثا فينيارد دون الالتزام بالكمامات».
ودافع كثيرون عن أوباما بتأكيدهم أنه لم يخالف أى قواعد، حيث إن إرشادات وأنظمة مركز السيطرة على الأمراض تفرض على المواطنين ارتداء الكمامات فى وسائل النقل الخاصة والعامة فى الأماكن المغلقة، حتى لو تم تطعيمهم بالكامل، إلا أن ذلك لا ينطبق على الأماكن المفتوحة، وحفلة عيد الميلاد كانت فى الهواء الطلق، علاوة على ذلك استعانت العائلة بإخصائى طبى للتأكد من أن جميع بروتوكولات مكافحة الأمراض والوقاية منها والوباء المحلية سوف تتبع، ومع ذلك، ونظرًا لكونه شخصية سياسية بارزة ومؤيدًا للإجراءات الاحترازية والالتزام بارتداء الكمامات، توقع المواطنون منه اتباع الاحتياط فى كل الأحوال.
كانت ميشيل قد أشادت فى وقت سابق بزوجها بمناسبة عيد ميلاده، ونشرت صورة عائلية لها مع ابنتيها ماليا (23 عامًا)، وساشا (20 عامًا)، على موقع تويتر وكتبت لأوباما: «من بين كل إنجازاتك، أعلم أن كونك أبًا حاضرًا ومحبًا لفتاتينا يتصدرها جميعا...شكرًا لك على عدم ترك ثقل العالم يعوق طريقك فى أن تكون زوجًا وأبًا رائعا.. عيد ميلاد سعيد».
وفى لافتة رائعة منه طلب باراك أوباما من ضيوفه التبرع للبرامج التى تعمل لدعم الشباب، ولمؤسسة أوباما وبعض مشاريعها الخيرية بدلاً من تقديم الهدايا الشخصية له بمناسبة عيد ميلاده. ودعاهم إلى التفكير فى تقديم برامج لدعم الشباب الملونين وعائلاتهم فى الولايات المتحدة، وتمكين الفتيات المراهقات فى جميع أنحاء العالم، وتأهيل الجيل القادم من القادة الناشئين.
رابط دائم: