إن ما نعانيه من مشكلات اجتماعية سواء على النطاق الفردى أو الجماعى يستدعى منا جميعا الدراسة المتأنية، حيث تطالعنا وسائل الإعلام بحوادث ومشكلات غريبة عن مجتمعنا الذى كان العالم ومازال يتعلم منه أصول التماسك والألفة والترابط.. وما أزعجنى هو مسلسل قتل الأزواج والأبناء بما فيه من علامات استفهام وتعجب أثق بأنها طرقت أذهاننا جميعا . لماذا يقتل الرجل زوجته؟، وما السبب فى أن تقتل المرأة زوجها؟، وما سر هذه المخلوقات الغريبة التى تقتل أبناءها؟.. إنها أسئلة كثيرة تتطلب منا جميعا الوقوف والتأمل فلم تعد هذه الأخبار المزعجة التى تطالعنا بها الصحف يوميا مصدرا للتندر والتعجب، ولكنها أصبحت مصدرا للإزعاج والقلق الذى يستوجب وضع الحلول السريعة لهذه الظاهرة المجتمعية الخطيرة، فهو واجب اجتماعى، ويجب أن نعمل عقولنا ونحكم ضمائرنا لكى نساهم فى إنقاذ مجتمع بأكمله، فحتما هناك خلل استوجب ظهور هذه النماذج المرعبة. والسؤال: لماذا؟.. وليجب كل حسب قناعته ومفاهيمه وتجاربه، وتدفعنى قناعتى الخاصة نحو الإيماء إلى كلمة السر فيما يحدث الآن على الصعيد المجتمعى أو الشخصى ألا وإنها الأسرة.. هذا الكيان الخطير الذي يلعب الدور الأساسي فى تشكيل مجتمع بأكمله، فتحصين الأبناء منذ الصغر بالعرف والعادات والتقاليد السائدة وتربيتهم وتشجيعهم على الممارسات والشعائر الدينية الصحيحة هو اللبنة الأولى لبناء مجتمع مثالى يزينه العلم، وتتوجه الأخلاق، ويتحقق منه الأمل المنشود، فيمنح بعدها الأبناء الحرية فى اختيار أهدافهم وبناء مستقبلهم بما لا يتعارض مع احتياجات ومتطلبات المجتمع.
وعلى الآباء والأمهات مراقبة أبنائهم منذ الصغر لكىلا ينجرف أحدهم فى طريق مظلم لا نهاية له أبدا, وعلى الأسرة مشاركة أبنائها فى النقاش، واتخاذ القرارات المهمة حتى يتأكد الأبناء أنهم على الطريق الصحيح، وأخيرا إذا وفقنا الله فى تربية وتنشئة أبنائنا، يجب علينا اختيار الوقت المناسب حتى نمنحهم الحرية فى اتخاذ القرارات المهمة فى حياتهم الخاصة كالزواج أو العمل، فمن أهم أسباب الخلافات الزوجية فى مجتمعنا الآن، تدخل الأهل فى حياة الزوجين والإصرار على معرفة كل كبيرة وصغيرة تخص حياتها، بل إبداء وفرض الرأى، ولا يعرفون أنهم بذلك يفقدون أبناءهم القدرة على تحمل المسئولية، ومواجهة صعاب الحياة، مما يعود عليهم بالخبرة الحياتية التى تعينهم على إكمال المشوار...علينا جميعا أن نتوقف لدقائق وليسأل كل واحد منا نفسه.. هل نحن على الطريق الصحيح؟
د. ماجدة سالم شرارة
أستاذ بزراعة الإسكندرية
رابط دائم: