تميز الكاتب والمؤرخ صلاح عيسى بغزارة كتاباته وتشعبها بين السياسة والصحافة والتاريخ الاجتماعى، ومازالت كتبه تحظى باهتمام الناشرين والقراء على حد سواء. ويبدو أن منجم صلاح عيسى الفكرى مازال يزخر بالكثير من المفاجآت التى فى حاجة للتنقيب عنها واكتشافها، رغم وفاته. وطرحت مؤسسة المحروسة للنشر كتابا جديدا لعيسى بعنوان «أفيون وبنادق» وهو يدور فى فلك التاريخ الاجتماعى لمصر.
تم نشر الكتاب مرة واحدة من قبل بنسخ محدودة جدا فى نهاية السبعينيات من القرن الماضى ثم سحب من الأسواق، ولم يسمع أحد عنه شيئا بعد ذلك. لكن أخيرا نفضت عنه «المحروسة» التراب وأصدرت طبعة جديدة ربما تصبح أول طبعة رسمية معروفة له على نطاق واسع، وطرحتها للمرة الأولى بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الأخيرة.
فى «أفيون وبنادق» يستكمل عيسى شغفه باستخدام الجرائم كعدسة لتحليل الأحوال الاجتماعية لمصر، محللا ظاهرة العنف الجنائى والسياسى الذى ساد مصر خلال الأربعينيات فى أعقاب الحرب العالمية الثانية، من خلال تتبع سيرة أشهر المجرمين بذلك الوقت «محمد محمود منصور» االشهير بـ «خُط الصعيد».
وطرحت الدار أيضا طبعة جديدة من كتاب عيسى «البرجوازية المصرية وأسلوب المفاوضة» الذى سبق نشره عام 1980 عن دار ابن خلدون. ويقدم خلاله عيسى تشريحا لطبقات المجتمع المصرى بالتركيز على الطبقة البرجوازية، مبرزا كيف كانت عاجزة عن تنظيم الجماهير، ورسم برنامج لحشدها فى ألوية الثورة لتحرير مصر من الاستعمار بسبب تبنيها لمبدأ رئيسى وهو التفاوض بدلا من تبنى أساليب المقاومة المباشرة مما جعلها تتعاون فى كثير من الأحيان مع الاستعمار بقصد أو بدون قصد.
كما طرحت دار الكرمة للنشر طبعات جديدة من بعض كتب عيسى الأخرى مثل حكايات من دفتر الوطن، هوامش المقريزى، رجال مرج دابق، سلامى عليك يا زمان، رجال ريا وسكينة.
رابط دائم: