رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كتاب عن الوحـــدة يشـعرك بالونـــس

نخاف جميعا من الوحدة ومثلنا تفعل الكاتبة نورا ناجى التى اختارت أن تواجه وحدتها وألا تستسلم لها، فشرعت فى صنع ناد خيالى جمعت فيه 10 كاتبات عانين من الوحدة، لتعقد معهن علاقات صداقة قوية وفتحن لها قلوبهن، برغم أن بعضهن توفى منذ أكثر من 50 عاما، ومنهن من لا يعرف أحد فى العالم شخصيتها الحقيقته، إلا أن نورا ناجى استطاعت استحضار أرواحهن مرة أخرى لتكشف أغوار شخصياتهن الغامضة متخذة من بحثها عن الوحدة دليلا لها فى رحلة بحثها فى حياة الكاتبات.

 

«الكاتبات والوحدة» هو أول عمل غير روائى لناجى، وصدر عن دار الشروق، يتناول الحديث عن 10 كاتبات مصريات وعربيات وأجنبيات عانين فى الحياة أشكالًا مختلفة من البؤس، وكان لكل واحدة منهن نصيب لابأس به من الوحدة، ذلك الشعور الذى سعت الكاتبة للبحث عن معانيه وتفهم أسبابه وأسباب شعور الكاتبات به أكثر من غيرهن .

فلم تكتف بتناول أحداث حياتهن بل عمدت إلى الغوص فى أعماقهن وإعادة محاكاة حياتهن والمشاعر اللاتى شعرن بها فى محاولة لاستحضار أرواحهن مرة أخرى إلى الحياة، الاستجلاب الذى نستشعره فى محاولة الكاتبة للإجابة عن أسئلة تخص حياتها ومشاعرها من قصص وحكايات الكاتبات الاخريات لتكتشف أنها قد اجتمعت معهن فى الكثير، فكان أقرب إلى محاولة التشافى الذاتى من شعورها بالوحدة، لتعثر فى عنايات الزيات وإيمان مرسال ما يصل شعورها بالرغبة فى التلاشى والاختفاء،وربما الانتحار، ذلك الأمر الذى لم تقو عليه نورا وإيمان وفعلته عنايات الزيات. كانت التجربة الأكثر صعوبة والأشد ألما تلك التى جمعتها مع الكاتبة «إيلينا فراينتى» التى كانت تعانى صعوبات ومشاعر مختلطة ومرتبكة مع فكرة الأمومة وتجربتها، أما الكاتبة الأكثر جدلا فى الوطن العربى نوال السعداوى فاجتمعت معها «ناجى» فى مدى صعوبة الشعور بكونها امرأة فى مجتمع لا يفهم النساء .

نجحت ناجى فى اختراق عوالم الكاتبات من خلال أعمالهن فقدمت قراءتها اكتشاف ما تخفيه الكاتبات أو ما تسعى لقوله فى نفس الوقت وقد أسفرت تلك المحاولة عن العديد من الاكتشافات فعثرت على الجانب الإنسانى الوديع للكاتبة الأمريكية سوزان سونتاغ التى اشتهرت بقسوتها وفظاظتها، وبحيلة ذكية نجحت نورا ناجى فى الإجابة عن بعض الأسئلة الغامضة التى تحوم حول حقيقة شخصية الكاتبة الإيطالية » إيلينا فيرانتى صاحبة رباعية نابولى الشهيرة، فلا أحد يعرف شخصيتها الحقيقية ولكن نورا استطاعت أن تعثر على آثار تلك الشخصية من خلال أعمالها لتكاد تجزم أن الرباعية الشهيرة ما هى إلا قصة حياة الكاتبة الغامضة، ومن خلال العمل الوحيد للكاتبة «عنايات الزيات» استطاعت أن تفهم الكثير عن مشاعرها والأفكار التى ربما تكون قد دفعتها للانتحار

فيما أسفر الاستغراق فى حياة أروى صالح، الكاتبة والمناضلة المصرية الماركسية التى انتحرت بإلقاء نفسها من الدور العاشر، عن استدعاء روح الكاتبة الراحلة لزيارة «نورا ناجى» فى أحلامها لتجيبها عن أسئلتها وتؤكد أنها لم تندم على أى شيء. واستخدمت أعمال رضوى عاشور الذاتية التى تتحدث فيها عن تجربتها لنقد فرضية أنها كانت النموذج المثالى المتناقض للكاتبات الوحيدات لتصبح واحدة منهن ولكنها كانت أكثرهن قدرة على التنكر وإخفاء ما تحمله من أثقال. أما فيرجينيا وولف فقد كانت كل الكاتبات أو كما عبرت ناجى «اكتشفت أننى أكتب فيرجينيا وولف فى كل الكاتبات» وبدت لى وكأنها جمعت كل شيء، لتنهى بها الكاتبة رحلتها مع الكاتبات تلك الرحلة التى تركتها أقل خوفا من الشعور بالوحدة وأكثر قدرة على التأقلم معها لتستقى نورا من وحدتهن شعورها بالونس .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق