رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«روحانية الحديد» تجلّت فى إبداعات جلال جمعة

كتب ــ د. محمد الناصر
جلال جمعة مع واحد من إبداعاته بالسلك

استخدام وسائط غير تقليدية فى مشروع أو عمل ما، دائما ما يكون لافتا للنظر، حتى وإن كان «تقليعة» أو «موضة»، خصوصا فى مجال الفن التشكيلى. ودائما ما يقال إن الفنان الحقيقى هو الذى يمتلك أدواته، وفناننا جلال جمعة لم يمتلك أدواته فحسب، لكنه اختار المتفرد الصعب منها، وهى خامة الحديد، ويتفاعل معها روحانيا. واستطاع أن يجعل كل أعماله مرتبطة بهذه الخامة، ليقترن اسمه بها ويتفرد بلقب «فنان السلك».


«أول قطعة حديد أصنعها كانت بمحض الصدفة فى الثمانينيات من القرن الماضى»، بهذه العبارة بدأ جلال جمعة تصريحاته لـ «الأهرام». ويتذكر: «كنت ألعب بقطعة من السلك نتج عنها غزالة جميلة، شاهدها الملحق الثقافى الفرنسى فى أثناء زيارته لنا فى المنزل وأُعجب بها بشدة، وقرر منحى مدة زمنية لصناعة قطع أخرى وعرضها فى معرض خاص بى فى المركز الثقافى الفرنسى، وبدأت أفكر فى صناعة مجموعة من الحيوانات من نفس فصيلة الغزالة، وقمت بإنتاج 33 قطعة قبل افتتاح المعرض بعشرة أيام، لتبدأ أعمالى فى هذا المعرض تلقى رواجا خصوصا من الأجانب، ثم بدأت أعمل بخامة الزلط، وأنتجت بها العديد من الوجوه الشهيرة مثل جورج البهجورى، لأقيم بها ثلاثة معارض فى بداية رحلتى الفنية»، وقد لاقت هذه المعارض أيضا صدى واسعا على الساحة التشكيلية وفى وسائط الإعلام .

ويوضح جمعة: «أهم ما أسعى إليه هو تحويل ومنح الخامات المهملة والتى نطلق عليها مخلفات، دور البطولة فى أعمالى، مثل الحديد والزلط وخشب الشجر، واختيارى للسلك كخامة جاء بسبب ما يتميز به من ليونة تجعله لا يتطلب عمليات لحام، حيث إنها عمليات مجهدة، بالإضافة إلى أنها تفقد العمل (الحالة) والإحساس الأوليّ، لذلك اتخذت من التربيط والعُقِد أسلوبا يرتبط بالانفعال اللحظى، وذلك بعكس الفنان الكبير صلاح عبد الكريم، والذى وُصفت بأننى امتداد له، ولكننى لا أستخدم اللحام مطلقا فى أعمالى بالإضافة إلى أننى أستخدم نوعية واحدة منه وهى السلك، وأبتعد عن الشرائح والكُتل وقطع الخردة التى يقوم عليها المنتج الإبداعى للفنان صلاح عبد الكريم.»

عندما يتملك الفن والشغف من فنان، فهو دوما يبحث عن البيئة والمقومات التى تساعده فى إنجاز إبداعاته، ففى فترة الخمسينيات كان فنان السلك لايزال طفلاً، وكان دائم الزيارة لخالته فى أعرق مناطق القاهرة، منطقة عابدين، ويروى جمعة: «شاهدت مواكب الملك فاروق تمر من هذا المكان، وكذلك الاستعراضات التى كانت تقام أيام الرئيس جمال عبد الناصر فى هذه الساحة المترامية الأطراف، قبل أن تتحول إلى مساحات خضراء، وبسبب كل هذا قررت أن أتخذه مقراً للأتيليه، وأصبح مزارا لمعظم فنانى مصر التشكيليين المبدعين.»

ومن أهم البورتريهات التى صممها فنان السلك، يوضح جمعة: «صممت بالسلك العديد من وجوه المشاهير، ومنهم بورتريه للرئيس الكوبى ميجيل دياز كانيل، والذى طلب منى مكتبه عمل حوار معى لنشره فى الجريدة الرسمية الكوبية.»

ويكمل: «فى اليوم التالى لوفاة الفنان سمير غانم، تفاعلت مع شخصيته المرحة وتاريخه الطويل، فصممت له بورتريه، وتواصلت معى أسرته راغبين فى اقتنائه، فقررت إهداءه لهم تقديراً وتكريماً لتاريخ هذا الفنان الكبير.»

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق