اكتب عن الزواج الثانى الذى يتم فجأة من جانب الرجل المستقر فى بيته مع زوجته و أولاده ودون مبررات مقبولة أو معقولة وبالتأكيد لا يشعر أحد بما تعانيه الزوجة من إحباط، كأنها الشمعة التى انطفأت فجأة ناهيك عن التشرذم والتفكك الذى يصيب الأبناء ويجعل علاقتهم بوالدهم على المحك تعاطفا مع معاناة أمهم، ويقابل ذلك أبغض الحلال عند الله الطلاق المتسرع والذى يخلف وراءه علاقات مدمرة وأجواء خربة وأنفسا متصدعة كما يتعرض الأزواج أيضا للمعاناة سواء مادي أو معنوي وأصبح الآباء والأمهات فى المحاكم والأبناء فى الشوارع بل تصل الأمور لفقدهم رؤية ابنائهم، وأختم بالحدث الحتمى الذى لا يحيد عنه بشر بل كتب عليه أن يذوقه وهو الموت وما يشدنى .. يهز مشاعرى بشدة هو بعض صور هذا الموت حرقا أو غرقا ولكن الأبشع والأفظع ما نسمعه ونراه هذه الأيام من جرائم قتل ومذابح عائلية خاصة بين الأزواج بالرغم من ارتفاع مستواهم المالى والثقافى ولا أستطيع أن أصدق ما نشاهد من قتل الأب أو الأم أبناءهم بل القذف بهم فى النيل أو ذبحهم بليل وقتل الأبناء العاقين والمدمنين آباءهم وأمهاتهم وهو ضد كل منطق ودين والإنسانية عامة، ومع هذا الطوفان من الحوادث العائلية اليومية الشاذة والتى يشيب لها الولدان وتقشعر لها الأبدان فإننى أدعو المخلصين من رجال الدين والأطباء النفسيين والاجتماعيين إلى تشغيل فرق توعية تنتشر داخل المعاهد والكليات والتجمعات فى محاولة لتوضيح التعاليم والأفكار والقيم التى تساهم فى إصلاح السلوك المجتمعى خاصة بين حديثى الزواج .
د. عز الدولة الشرقاوى
رابط دائم: