بينما اعتاد العالم على شهور قاسية فى ذلك الوقت من العام بفعل مشاكل الاحتباس الحرارى التى لا يزال ينكرها البعض، حذر العلماء من أن «خريطة « الظواهر المناخية المتطرفة اختلفت هذا العام، ليكون الأثرياء هم الأكثر تضررا.
ونقل تقرير لوكالة الأنباء الأمريكية «أسوشييتد برس» عن ديبى جوها سابير مؤسِسة قاعدة البيانات الدولية للكوارث فى جامعة لوفان البلجيكية، قولها إن «الدول الثرية، التى نجت فى السابق من غضب الطبيعة، كالولايات المتحدة وكندا وألمانيا وبلجيكا، انضمت الآن إلى قائمة الدول الأفقر المعرضة لخطر ظواهر المناخ المتطرفة». وأضافت: «ضربت الفيضانات القاتلة الصين، لكن مئات الأشخاص غرقوا أيضا فى أجزاء من ألمانيا وبلجيكا، لم تكن معتادة على الغمر، إنهم الأغنياء الذين يتعرضون لغضب الطبيعة».
فى الوقت ذاته، لفت عالم المناخ زيك هاوسفاثر إلى أن كندا ومنطقة شمال غرب المحيط الهادئ بالولايات المتحدة شهدت خلال العام الحالى حرارة مخيفة حطمت الأرقام القياسية ووصلت إلى٤٠ درجة مئوية، لترافقها حرائق غابات غير عادية، كما يشهد جنوب أوروبا الآن، حرارة ونارا غير مسبوقة".
وبعيدا عن الأعاصير، يعد الغرب الأمريكى هو الأكثر جفافا منذ عام ١٥٨٠، مما ينذر بحرائق أكثر وأعنف فى الفترة المقبلة.
فى ضوء هذا، قال جوها سابير الباحث فى شئون الكوارث إن "عدد كوارث الطقس والماء والمناخ، حتى الآن هذا العام، أعلى قليلاً من متوسط السنوات الأخيرة، حوالى ١١٪ أكثر من متوسط العقد الماضى، ولكن أقل قليلا من العام الماضي"، بينما حذر بيتر ستوت عالم المناخ بجامعة إكستر:» كان هذا النمط من فصول الصيف الأخيرة يحدث تماما كما قلنا قبل ٢٠ عاما، لكن ما نراه من موجات الحرارة والفيضانات هو أكثر شدة مما توقعنا فى ذلك الوقت، مما يتطلب استعدادا مختلفا فى المستقبل".
يأتى ذلك بينما تعانى ألمانيا من نفايات بالأكوام خلفاتها الفيضانات التى اجتاحت شمال البلاد منتصف يوليو الماضى.
فى الوقت ذاته، يكافح رجال الإطفاء فى اليونان لإخماد حريق كبير فى الضواحى الشمالية لأثينا، قبل هبوب عواصف جديدة يمكن أن تؤدى لتجدد الحريق مرة أخرى، فيما بادرت السلطات بنشر المروحيات والطائرات للمساهمة فى جهود احتواء الحرائق. وقال رئيس الوزراء اليونانى كيرياكوس ميتسوتاكيس بعد القيام بجولة حول المنطقة المتضررة: "هذا الحريق بمثابة كابوس على ضواحى المدينة"، مضيفا أن"الأولوية القصوى هى إنقاذ الأرواح".
رابط دائم: