رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«أهرام» من الذكريات

> خالد عبدالعزيز

كلمة « الأهرام» تعنى لجميع المصريين ــ وأفتخر بأننى منهم ــ الحضارة والتاريخ والعظمة والشموخ الذى تجسده هذه الآثار التاريخية التى بناها قدماء المصريين منذ آلاف السنين .
وكلمة « الأهرام « تعنى لبعض المصريين ــ وأفتخر أيضاً بأننى منهم ــ المهنية والالتزام والصدق والتفوق والتطور الذى تجسده جريدة «الأهرام « المصرية التى أسسها سليم وبشارة تقلا منذ مايقرب من مائة وخمسين عاماً .
مازالت كلمة «أهرام» تتردد فى وجدانى كما كنت أسمعها واضحة جادة قوية بصوت موظف «السويتش» عندما كنت أتصل تليفونياً بوالدى المرحوم محمود عبد العزيز مدير التحرير فى أى وقت على مدار ساعات اليوم الأربع والعشرين.
أسماء كبيرة وتاريخية كانت تتردد فى منزلنا يومياً وبعضها أحياناً يتردد عليه فى حجم الأساتذة عظماء الصحافة هيكل والجمّال وعبد الحميد سرايا وكمال نجيب وكمال الملاخ وأحمد نافع وممدوح طه وزكريا نيل وصلاح چاهين ونجيب المستكاوى ويوسف صبّاغ وعلى السمّان ومكرم محمد أحمد و»الصالحين» هلال وجلال ومنتصر . وآخرين من خارج الأهرام بقيمة الأساتذة محمد عبد الجواد وموسى صبرى ومحسن محمد ومحفوظ الأنصارى وعبد الوارث الدسوقى وإبراهيم نوّار .
وأدباء وكتّاب من أعلام مصر فى قيمة توفيق الحكيم وزكى نجيب محمود ويوسف إدريس وإحسان عبد القدوس ويوسف السباعى كنت أحياناً أرد على اتصالاتهم التليفونية وأراهم وأقرأ أسماءهم على شاشات التليفزيون مساءً فى البرامج أو فى مقدمة الأفلام والمسلسلات.
عاصرت تشييد مبنى «الأهرام» الحالى فى شارع الجلاء ومازلت أحتفظ بصور الأستاذ هيكل ووالدى وبعض الصحفيين الأجانب فى نهاية الستينيات على سقّالات السلم الصاعد من بهو الأهرام فى الدور الأرضى إلى القاعة الكبرى فى الدور الأول فى أثناء فترة بنائه.
مازلت أذكر حالة الطوارئ فى منزلنا أثناء استعداد والدى للذهاب إلى اجتماع التحرير المسائى المقدّس والذى يبدأ فى الثانية مع دقات الساعة المحددة، وعودة والدى مع نسمات الصباح الأولى - قبيل ذهابى وإخوتى للمدرسة - فى أيام الأسبوع التى يتولى فيها مسئولية الإشراف على طبعات « الأهرام» الثلاث.
صور زيارة الرئيس عبد الناصر لجريدة الأهرام عام ١٩٧٠ ونائبه ــ فى ذلك الوقت ــ الرئيس السادات والجميع فى استقبالهم كانت هى الصور الأهم فى حياتى حيث صورة والدى المرحوم محمود عبد العزيز يصافح الرئيس جمال عبد الناصر وبجواره الرئيس أنور السادات والأستاذ محمد حسنين هيكل.
ذكريات عشتها بكل حزن واندهاش عن أدق تفاصيل تناول الجريدة لجنازة عبد الناصر التى عرفت بأنها أكبر جنازة فى التاريخ وكان والدى فى إحدى شرفات فندق الهيلتون يصف المشهد الرهيب لمرور الجثمان على كوبرى قصر النيل.
الأيام الخالدة لحرب السادس من أكتوبر ١٩٧٣ المجيدة التى أقام فيها تقريباً والدى فى مكتبه بالدور الرابع بـ «الأهرام» حتى وقف إطلاق النار قبيل نهاية الشهر وكيف كنت أحاول الاتصال به لأطمئن أولا وأتأكد أننا بالفعل عبرنا وانتصرنا وكان جميع رجال الأهرام وكأنهم فى خنادقهم على جبهة القتال .
ساعات غير مفهومة لم يتم استيعابها بسهولة وقت خروج الأستاذ هيكل من «الأهرام» عام ١٩٧٤ وكيف تعامل صحفيو الأهرام بعد ذلك بكل مهنية وتقدير مع الصحفى الرائد على أمين والكاتب الكبير أحمد بهاء الدين والأديب المرموق يوسف السباعى الذين تولوا رئاسة الأهرام بعد الأستاذ هيكل .
حتى مشهد ختام رحلة حياة والدى كان جليلاً وكان فى زيارتنا قبله بساعات الفنان يوسف فرنسيس ثم سافر والدى لحضور مؤتمر الرئيس السادات الصحفى فى استراحته بالمعمورة وعاد فى سيارة الأهرام مع الأستاذ على الجمال متخذاً الطريق الصحراوى ولكنه لم يعد للمنزل وإنما عاد إلى مثواه الأخير بعد تعزية تليفونية لى من الرئيس السادات بنفسه.
وكم كان الوفاء كبيراً من رجال الأهرام بعد ذلك من الأساتذة عبدالله عبدالبارى مرورا بإبراهيم نافع حتى وصل الموكب إلى الصديقين الأستاذين عبدالمحسن سلامة وعلاء ثابت اللذين يتعاملان مع اسم والدى بأعظم درجات الوفاء.
إنها جريدة «الأهرام» المدرسة المصرية العالمية فى بلاط صاحبة الجلالة وإحدى أقوى وأعظم «أنعم» قوى امتلكتها مصر فى العصر الحديث.
> وزير الشباب والرياضة السابق

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق