رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ماذا يريدون من «الأهرام»؟
الشباب: المشاركة بالصوت والصورة
القراء: العودة لـ«السجال» و«الجدال» فى صفحات الرأى

عـلا عامر

النهايات والبدايات الزمنية، لا يصح أن تمر بنا مرورا عابرا، فليس أروع منها فرصة لممارسة النقد الذاتى، وإعادة التقييم، ولأن رأس مال الأهرام الحقيقى يكمن فى قرائها ــ على اختلاف شرائحهم الاجتماعية والاقتصادية والعمرية ــ لذا فأى بحث عن انعكاس لصورتنا ــ سواء الحالية أو المستقبلية ــ لن نجده إلا فى عيونهم.. ذهبنا نفتش فى مكنون صدورهم، ونسأل ونلح أن يعطونا آراءهم وأحلامهم وطموحاتهم، والآن نعيد طرحها فى ملأ أكبر وبكل صراحة.
نُتهم دوما بأننا الجريدة التى تستقطب فقط مرحلة عمرية، تخص الناضجين فكريا وكبار السن، فلم يمنعنا ذلك التصور المسبق عن أن نقتحم عالم الشباب، لنسألهم ما إذا كانوا يطالعون الأهرام، وما الذى يطلبونه ولا يجدوئه؟

أحمد عرفة، طالب يدرس بكلية التجارة بإحدى الجامعات الخاصة، قال لنا: بالعكس أنا حريص جدا على شراء الأهرام ولكن ما يهمنى قراءته هو عدد الجمعة، وتحديدا ملحق السيارات، لأننى أعشق كل مايخص عالم السيارات، وأهوى الاطلاع على أحدث «الموديلات» ومتابعة أخبار كبرى شركات السيارات، حيث إننى أنوى العمل فى هذا المجال بعد تخرجى، وتأسيس قناة متخصصة على اليوتيوب، لكن أحمد يرى أن «الأهرام» بحاجة لأن تستغل ثقلها وإمكاناتها الصحفية والاقتصادية، فى جذب الشباب أكثر، وذلك، وفقا لتصوره، من خلال خطوات، منها أولا: المساهمة فى خلق فرص عمل لهم، لافتا إلى أنه لا يتحدث هنا عن الوظيفة، وإنما عن مشروعات صغيرة يمكن أن يدعمها رجال الأعمال بدعوة من الأهرام، أو فرص تدريب وصقل مهارات تتيحها لنا، مع ذوى الخبرة أو أصحاب التجارب الناجحة، حتى ولو بمقابل رمزى بسيط، موضحا أن هذا سيكون عملا عظيما يليق بالأهرام، كمؤسسة اعتدنا منها القيام بدور مجتمعى وخدمى، وليس فقط تنويريا.

فرصة الكتابة

من ناحية أخرى، تطالب منة الله إبراهيم بأن يتم إفساح المجال للشباب لأن يكتبوا عن أنفسهم، فليس بالضرورة طول الوقت أن يكتب أحد عنهم، صحيح أن هذا مطلوب، خصوصا فى التحقيقات الصحفية مثلا، لكن كما تقول منة: يجب أن تكون لنا مساحة للرأى والانتقاد لظاهرة مجتمعية سلبية أو أى مشكلة تواجهنا فى الحياة، فمن المهم أن يسمع المجتمع صوتنا، وهو ما جعلنا نهتم كثيرا بمنصات السوشيال ميديا كـ«الفيس بوك»، إننا نكتب بأنفسنا ونعبر عن ذواتنا، لكن من الأفضل طبعا أن يكون ذلك من خلال جريدة قوية ومؤثرة مثل الأهرام.

وتضيف منة، التى تستعد لخوض غمار الثانوية العامة، وكل أمنيتها أن تلتحق بكلية الإعلام: أعشق الكتابة، وأعلم أن فرص العمل بمؤسسة صحفية كبرى تكاد تكون مستحيلة الآن، لكن، على الأقل، أتمنى أن تتاح لى الفرصة للكتابة، وأن أجد تقييما وتوجيها من كبار صحفيى الأهرام، ولما أخبرناها عن فرص التدريب الصحفى التى تتيحها الأهرام لطلاب وطالبات الإعلام، أشادت بالفكرة، ولكنها أكدت أنها تطمح فى فرص احتكاك أكبر، وتقييم للمواهب الجديدة سواء لها أو لغيرها.

لقاء العمالقة

الشباب يريد أيضا أن يكون مشاركا بالصوت والصورة، وكما تقول أسيل أحمد - حاصلة على مؤهل فنى - نتوقع من الأهرام أن تفتح بين الحين والآخر أبوابها للشباب لحضور ندوات تناقش مشكلاتهم وقضاياهم، مضيفة: «نحن محرومون من لقاء شخصيات نعتبرها قدوة لنا سواء فى السياسة أو الأدب والكتابة أو السينما والفن». وتوضح أسيل أنها تقرأ الأهرام لأن لأسرتها اشتراكا ثابتا بها، وعندما تجد ندوة منشورة على صفحة كاملة، تتمنى لو أن كان للشباب نصيب من الحضور المباشر، والتحدث صوتا وصورة مع نجوم المجتمع والفن .

مرآة لقضايا المجتمع

نرى فى الأهرام، منذ نشأتها، انعكاسا لقضايا مصر الاجتماعية والفكرية والسياسية، فمثلا؛ كان اهتمام سليم تقلا أول رئيس تحرير لجريدة الأهرام بالشئون السياسية كبيرا، وكذلك كل القضايا التى تهم مصر بشكل خاص والعالم العربى بشكل عام، ومن أهم هذه القضايا التى اهتمت بها الأهرام منذ القدم، قضية ظلم الفلاح، التى عبر عنها مقال لبشارة تقلا فى يناير 1881 متحدثا فيه عن الظلم الذى يتعرض له الفلاح على أيدى الأجانب (الأتراك) والرأسماليين المصريين.. هذه بعض من أفكار تواترت بسرعة على ذهن دكتور مصطفى أحمد، عندما سألناه كيف يرى الأهرام قديما وحديثا بالنسبة لقضايا الوطن والمواطن؟ وكانت إجابته، ربما بحكم دراسته النقدية للأدب، الذى نال عن أحد فروعه درجة الدكتوراه، أن كثيرا من كتاب الأهرام ومثقفيها، لعبوا - على مدار المائة عام الماضية - دورا كبيرا فى الحياة السياسية والاقتصادية مثل طه حسين، وعبد الله النديم، وجمال الدين الأفغاني، وأحمد لطفى السيد، ومصطفى كامل وأيضا الإمام محمد عبده الذى كتب عدة مقالات تتناول القضايا الاجتماعية فى تلك الفترة، والذى قال عن جريدة الأهرام عندما سُئل عنها: «هذه غذاء للأرواح». ويرى محدثنا أن هذه هى رسالة الأهرام، التى يجب أن تستمر عليها، ولا يجب أن يضعف أو يقل دورها فى تمثيل كافة قضايا الوطن على كافة الأصعدة، واستقطاب المثقفين دوما لتناول هذه القضايا، كل بأسلوبه ومدرسته، كما استقطبت قبل ذلك توفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وبنت الشاطئ.

مقالات قيمة

بحثا عما يطلبه أيضا قارئ الأهرام القديم، والذى يستطيع أن يعقد مقارنات، لطول مدة متابعته الزمنية، كان سؤالنا لرجل تعليم، وصل إلى منصب وكيل وزارة، قبل أن يحمل لقب «على المعاش» عبد الرءوف خليل قال: إن أكثر مايشده فى الأهرام قديما وحديثا هو التحليل المقدم فى صورة مقال أو عامود، وطلب أن يتحدث بصراحة تمكنه من انتقاد مادة الرأى الموجودة حاليا، والتى تفتقد لحالة السخونة والسجال، والاشتباك الجرىء سواء مع قضايا المجتمع، أو مع الكتاب أنفسهم، ضاربا مثالا بسلسلة مقالات كان يكتبها الإمام الأكبر الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوى، يرد فيها على الشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى والذى كان يكتب فى الأسبوع التالى بدوره معلقا على ماقاله دكتور طنطاوى، ويوضح خليل أنه كان من عشاق هذه السجالات القيمة الراقية، لدرجة أنه احتفظ بالكثير منها، متمنيا أن يجدها مرة أخرى على صفحات الرأى بالأهرام.

صحافة العمق

نريد المزيد من الموضوعات المعمقة.. كان هذا تعليق سيدة فى مترو الأنفاق، رأيتها الوحيدة التى لم تنشغل بهاتفها، وإنما بكتاب صغير فى يدها، قالت: حتى لو لم نكن متابعين للسوشيال ميديا والمواقع الإلكترونية، فكلنا على الأقل نقلب ليلا بين القنوات التليفزيونية، ونعرف الأخبار أولا بأول، لذا نريد من الأهرام تبنى صحافة ماوراء الخبر، و«الفيتشر»، والإكثار من التقارير والتحقيقات، مؤكدة أن هذه ضمانة استمرار الإقبال على الصحافة الورقية، لأنها بذلك تنافس فى مجال لا يستطيع الآخرون المنافسة فيه.

دروس الرسائل

رجل وزوجته، لمحت ضمن مشترياتهما جريدة الأهرام، فهرولت إليهما لاستيقافهما فى دردشة سريعة، علمت منها أنهما من عشاق«بريد الأهرام»، سواء اليومى، الذى أسهم ذات مرة فى حل مشكلة للزوج مع بطاقة الرقم القومى، من خلال نشر مشكلته، مطالبا بالتوسع فى نشر شكاوى القراء، باعتبارها دورا خدميا مهما تتفوق فيه الأهرام بثقلها لدى المجتمع والدولة، بينما أكدت الزوجة، وهى ربة منزل، أن بريد الجمعة الإنسانى له أهمية ومكانة، وأنها للآن تحتفظ ببعض المشكلات المنشورة وقت تولى الأستاذ عبد الوهاب مطاوع رحمه الله، وردوده على أصحابها، قائلة: استفدت منها كثيرا فى تربية أولادى وتوجيههم وتنتقد غياب الاهتمام بوضع مراجعات للطلاب بالمراحل النهائية للدراسة، مشيرة إلى أن هذه المراجعات كانت موجودة بالفعل كملحق، ولكنها اختفت.

قضايا دينية

لم يكن هناك أى مانع أن يعرض المواطن إبراهيم عبد النور وجهة نظره فى جريدته المفضلة كما يقول، ولكن من وجهة نظر دينية، قائلا: أشعر أن هناك حساسية فى تناول قضايا دينية كثيرة تخص الأقباط، وقد يتم الإشارة إليها على استحياء، باعتقاد أن ذلك قد يُغضبنا أو يثير لدينا حساسيات ما، ولكن الحقيقة أن هذا مطلوب، ونحن نثق تماما فى موضوعية الأهرام وقدرتها على الطرح الجيد المتوازن، متسائلا: إذا لم نقرأ تحقيقات عن مشكلاتنا فى الأهرام، فأين سنقرؤها؟

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق