رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

2300 نقش فرعونى على صخورها..
جبال البحر الأحمر تكشف أول خريطة تعدينية فى العالم

البحر الأحمر ــ عرفات على

عندما تمر بين دروب الجبال الشاهقة التى تطل بهيبتها وشموخها على طريق «القصير- قفط» الذى يربط شاطئ البحر الأحمر بمدينة القصير على وجه التحديد ومدينة «قفط» التابعة لمحافظة قنا وإحدى بواباتها إلى الأقصر عاصمة صناعة الآثار فى العالم تغازلك حواديت وحكايات الفراعنة التى مازالت أصواتها تدوى على هذا الطريق الذى ينفرد ربما دون غيره بتاريخ بداية التعدين على مستوى مصر والعالم بأثره، علاوة على مساهمته فى بناء معابد الأقصر.

فكما يقول مصطفى حمدان أحد أبناء مدينة القصير، إن المؤرخ المعروف المرحوم كمال الدين حسين الشهير بـ (همام)، كان قد حصر من خلال كتابه ( اعرف بلدك ) نحو 2300 نقش أثرى فرعونى على جانبى هذا الطريق دونها الفراعنة على صخور الجبال يحكون خلالها قصة ارتيادهم لهذا الطريق ومجيئهم إلى الصحراء الشرقية قادمين من وادى النيل، وكيف أنهم نقلوا الحجارة الضخمة بواسطة الخيول إلى الأقصر للمساهمة فى بناء معابدهم، ولم يقتصر دور هذا الطريق على تزويد الفراعنة بالحجارة لبناء المعابد، بل كان العامل الأول الذى جعل رواجا كبيرا يحيط بتجارتهم مع بلاد بونت، خاصة الرحلات التى تمت فى عهد الملكة حتشبسوت، ولذلك استحق هذا الطريق عدة ألقاب تاريخية، حيث سموه الفراعنة «روهانو»، أى طريق الآلهة، كما سمى بالطريق إلى بلاد بونت وطريق وادى الحمامات، حيث أقيمت به حمامات استخدمتها الملكة كليوبترا، كما استخدم هذا الطريق منفذا للحجاج للأراضى الحجازية وطريقا للتجارة بين وادى النيل وبلاد الحجاز، والشاهد على ذلك هى شونة الغلال الأثرية التى مازالت شامخة وسط مدينة القصير، حيث كانت مأوى لتخزين الحبوب التى كانت تصدر للحجاز.

أما محمد عبده حمدان، عضو مجلس محلى المحافظة سابقا عن مدينة القصير، فيشير إلى أن طريق «القصير- قفط»، هو شاهد العيان الأول على بداية تاريخ التعدين فى مصر، خاصة ما يتعلق بالذهب على أيادى الفراعنة القدماء، فهم أول من فتشوا عن خاماته بين صخور الكوارتز فى منطقة تسمى «الفواخير»، وأقاموا أول مصنع له هناك، حيث قدموه كحلى لنسائهم ولتزيين التوابيت والمعابد، كما شيد رجال التعدين من الفراعنة بيوتا لهم فى تلك المناطق تساعدهم على الاستمرار فى التنقيب وبالفعل اكتشفوا نحو 120 منطقة أشهرها جبال السكرى وأبو مروات وأم الروس وعتود والبرامية وغيرهما، ودونوا تلك المناطق على أول خريطة على مستوى العالم تحكى قصة التعدين الأولى فى مصر والعالم.

ويطالب محمد عبده حمدان، بسرعة تطوير ورفع كفاءة هذا الطريق الذى أصبح فى حالة سيئة للغاية من أجل إعادة استخدامه فى خدمة الأفواج السياحية بين المقاصد الشاطئية على ساحل البحر الأحمر والأثرية فى الأقصر ومعبد دندرة بمدينة قنا .

بينما أكد اللواء عمرو حنفى محافظ البحر الأحمر، أن الهيئة العامة للطرق والكبارى بالتنسيق مع المحافظة انتهت من وضع كافة الدراسات اللازمة لتطوير هذا الطريق الهام ورفع كفاءته وتعديل المنحنيات الخطيرة به ليعاد استخدامه مرة أخرى فى حركة توجيه الأفواج السياحية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق