رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«لم نلتقِ كى نفترق» «إلى محمد بنيس»

حمزة قناوى;

• هل التقينا؟

• لا أظنُّ!

• كأننى خُيّلتُ أنى قد رأيتُكَ من قَديمٍ وانتبهتُ الآن

• حقاً؟.. لستُ أذكرك!

• التقينا فى مصيرٍ واحدٍ.. أو ربما أسطورةٍ سِرنا معَاً بسَديمِها لسمائِنَا الأولى

قليلاً وافترقنا مِثلَمَا الغَرباءُ فى المنفى

وظِلّانِ استحالا فى غِيابِ الضوءِ ذاكرةً لأصداءٍ يُرنِّمُها الشتات

............

أأنتَ من قد كُنتُه يوماً؟! ولكنى بعيدٌ عن ملامحكَ التى ما عُدتُ أُشبِهُها

وتُنكِرُكَ الجهات!

• أنا أناك

• أنا سواك!

• أنا ظلالُكَ فى رؤاكَ

• أنا تركتُكَ فى اندِفَاعِ الرِيحِ تَمضى دُونَمَا أثرٍ!

............

ولكنّى أراك!

أرى ظلالَكَ فى مِياهِ النهرِ

أسمعُ رَجْعَ صوتِكَ فى أناشيدِ الرعاة

تمُرُ مثل البرقِ فى الذِكرى

وكالألمِ المُلازِمِ صَمتَ ما يُخفى الأُساةْ

............

أأنتَ من قد كنتُهُ فى ذاتيَ الأولي؟

ولكنى ضللتُ.. فلا تُذكّرنى بِوجهى.. كيفَ كنتُ وما استحلتُ

كأننى رَجْعٌ قديمٌ غامضٌ لصدى الشُداة

مضى الطريقُ.. العابرونَ تغيّروا

ذهبوا لما لا يشتهونَ

لِما نَفَى أسماءَهُم عما بغت أيامُهُم

مضتِ الفصولُ وجفَّ نهرٌ مُترعٌ

ومضى رفيفُ الحالمِينَ إلى السُبات

ولم أعُد من كُنتُ «أو خُيِّلتَ أنى نفسُهُ»!.

هل يُخطئُ المرءُ اشتباهاً ذاتَهُ

............

وإذا تهشَّمتِ المرايا هل تكونُ الآنَ أنتَ؟

أم الشبيه أم الذى قد تدّعيه

وما تُلفِّقُهُ الصفات؟

• لقد نسيتُكَ!

• ما نسيتَ!

• وربما لم نلتقِ عَرَضاً ليومٍ فى الحياةِ

فلستُ أشبهُ ما عدا نفسى وما أملت خُطايَ على طَريقى

ناسِجَاً أُسطورتى مِمَّا حَلمتُ ولم أنَل

مما اشتهيتُ وما انتظرتُ وما أمِلتُ وما خسرتُ

وملءُ روحى الأغنيات

• أواثقٌ من أننا لم نلتقِ؟

• لا. لستُ أذكركَ

• افترقنا ربما؟

• لم نلتقِ كى نفترق!

• حسناً.. سأمضى الآن فى دربى «مساؤكَ طيِّبٌ»

»غاب الشبيهُ»

وما انتظرنى كى أبوحَ لهُ بأنى نفسُهُ

وبأنهُ لم يشتبِه عبثاً بِما قد خالَ فيَّ

وأننى ظِلٌ يُطارِدُهُ حِصارٌ مُحكَمٌ

»من كنتُ حقاً»؟

يُفلتُ الزمنُ السؤالَ فلا أجدني

لستُ أدرى كيفَ كنتُ ومن أكونُ

رفيفُ ظِلٍ عابِرٍ فى نثرِ محوٍ

مرَّ فى أصداءِ أغنيةٍ

يُبدِّدُها زوالٌ مُسرِعٌ

يُدعى الحياة

H شاعر مصرى مقيم فى الخارج

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق