رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

رغم هروبه من الكتاب أصبح أحد رواد النهضة المصرية.. قرية «أبو التعليم» تشكو من غياب مدرسة ثانوية!

المنصورة ــ إبراهيم العشماوى

رغم مرور 128 عاما على وفاته، يظل على باشا مبارك، الملقب بأبى التعليم فى مصر دون منازع، علما وطنيا كبيرا ساهم فى صياغة نهضة مصر العمرانية والتعليمية فى العصر الحديث. وهو عند أبناء قريته، التى ولد بها، برمبال الجديدة بمركز «منية النصر» محافظة الدقهلية ، رمز للفخر يستمدون منه وهج الانتماء وحب الوطن .. والقرية التى يتجاوز سكانها 20 ألف نسمة تعتز باحتفاظها بمنزل على مبارك، الذى قام أحفاده بتجديده قبل عدة سنوات. وبالقرية خمس مدارس ابتدائى، وثلاث إعدادى، ومعهد دينى أزهرى، ومن بين هذه المدارس، مدرسة ابتدائية تحمل اسم «على مبارك»، كما يوضح محمود هاشم، مدير بيت ثقافة «على مبارك» فى «برمبال». ويؤكد هاشم أن بيت الثقافة يقوم ضمن أنشطته بالتعريف بعلى مبارك كقيمة وطنية وعلمية.

 

لكن هاشم يأمل فى إنشاء مدرسة ثانوية فى «برمبال الجديدة» تحمل اسم على مبارك، بدلا من ذهاب الطلاب إلى مدارس القرى المجاورة، فلا يعقل أن تخلو بلد أبى التعليم من مدرسة ثانوية.

أما الشربينى جمعة مبارك، وجمعة عيد جمعة مبارك، وعيد جمعة مبارك، فهم من أحفاد على مبارك المقيمين بالقرية حتى الآن بخلاف عشرات الأحفاد المقيمين خارج برمبال الجديدة. ويضمون جميعا صوتهم إلى المطالب بإنشاء مدرسة ثانوية تحمل اسم الجد العريق. كما طالبوا بإنشاء مكتبة كبيرة تحمل اسمه تخليدا لذكراه، وكذلك تطوير القرية التى نشأ فيها على مبارك بحيث تليق بمسقط رأس أبو التعليم

لكن من هو على باشا مبارك؟

هو مؤرخ ووزير مصرى، ولد عام 1824 وتوفى عام 1893 . وبعد أن حفظ القرآن الكريم فى الكتاب على يد الفقيه الضرير «أبو حصر»، هرب من البيت ليلتحق بالتعليم المدنى الذى كان محمد على باشا قد أدخله لأول مرة فى مصر .

تخرج على مبارك فى مدرسة المهندسخانة، وتوجه إلى فرنسا ضمن بعثة تعليمية. وبعد عودته تنقل فى وظائف عدة بمجالات التعليم والهندسة، إلى أن تولى ديوان الأشغال وديوان المدارس. فعمل على تجميل القاهرة وتوسيع التعليم المدنى. وأنشا «الكتبخانة الخديوية»، أودار الكتب، ودار العلوم لتخريج المعلمين.

ألف على مبارك «الخطط التوفيقية» على غرار خطط المقريزى، ويعد هذا المؤلف أحد المراجع الرئيسية فى تاريخ الأماكن الأثرية فى القاهرة . ومن مؤلفاته أيضاً رواية «علم الدين».

يتحدث على مبارك عن نفسه فى كتاب «الخطط التوفيقية» بأن ولادته كانت مبعث فرح لأبويه ، وأهل القرية نظرًا إلى كونه الولد الأوَّل على إخوةٍ من الإناث. ودفعه ذكاؤه وطموحه الشديد ورغبته العارمة فى التعلم إلى الهرب من بلدته ليلتحق بمدرسة الجهادية بقصر العينى عام 1835 ، وهو فى الثانية عشرة من عمره. وكانت أسرته كثيرة العدد ووالده رقيق الحال، يُسمّى مبارك بن سليمان بن إبراهيم الروَجى. وكان إمامًا وخطيبًا وقاضيًا فى قريته، ورث تلك الوظائف عن آبائه.

وبالانتقال إلى ما حققه على باشا مبارك فى ديوان الأشغال، فقد قام بتنظيم شوارع القاهرة، ومن الشوارع التى فُتحت على يده، شارع محمد على وميدانه، وشوارع الأزبكية وميدانها، وما يحيط بعابدين من الشوارع ونحوها، وباب اللوق.

وفى عهد على مبارك، والحديث لايزال من مذكراته فى كتاب الخطط التوفيقية،ـ بُنى كوبرى قصر النيل الباذخ المتين، وأُنشئ كثيرٌ من الجسور والترع فى جهات القُطر، كترعة الإبراهيمية والإسماعيلية.

وتم فتح قناة السويس فى عهده وكانت الأعمال اللازمة للقيام بمعدات ذلك الاحتفال منوطة به، فأُهدى إليه بعد الاحتفال نيشان جران كوردون من النمسا، ونيشان كوماندور من فرنسا، والجران كوردون من روسيا.

لكن أهم أعمال على مبارك على الإطلاق، كان إصلاحه للتعليم، وقد ظهرت جهوده واضحة فى تمدين التعليم بعد أن كان عسكريًّا داخليًّا، وعمل لائحة للمدارس ضبطت شئون الإدارة والطلاب، وسميت «لائحة رجب»، نسبة لشهر رجب الذى انطلق فيه هذا المشروع. ووجه كثيرًا من ريع الأوقاف الخيرية إلى تمويل التعليم. حيث كان يجمع بين إدارتى التعليم والأوقاف، كما رفع أجور المدرسين، وجعل التعليم مجانيًّا للفقراء ونظم التدريس فى الكتاتيب. كما أنشأ مدارس فى معظم المدن وفتح مدارس للبنات، وأسس الصحافة المدرسية بمصر، لتكون صحيفة «روضة المدارس»، التى بدأت فى 17 فبراير 1870، وجعل رفاعة بك رافع الطهطاوى مشرفًا عليها وكتب فيها بنفسه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق