حسمت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) UNIDO أمر منصب مديرها العام الجديد باختيار الألمانى جيرد مولر لقيادة المنظمة، التى تعد إحدى وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، وذلك تزامنًا مع انتهاء الدورة التاسعة والأربعين للمنظمة التى انعقدت فى الفترة من 12 إلى 15 يوليو الحالى، والتى شهدت التصويت الأخير لاختيار المدير الجديد خلفًا للمدير الحالى الصينى لى يونج، على أن يتم إحالة النتيجة إلى التنفيذ فى المؤتمر العام المقرر انعقاده فى نوفمبر المقبل.
وقد شهد شهر مايو الماضى تقديم طلبات الترشح للمنصب من جانب ثلاث دول لرئيس مجلس التنمية الصناعية التابع ليونيدو، وفقًا للإجراءات المتبعة، حيث دعمت بوليفيا ملف مواطنها برناردو كالزاديلا سارمينتو، الذى يشغل منصب المدير الإدارى ليونيدو للرقمنة والتكنولوجيا والأعمال الزراعية. واختارت إثيوبيا مواطنها أركيبى أوكوباى، وهو وزير أول ومستشار خاص لرئيس وزراء إثيوبيا. بينما دعمت ألمانيا ملف مولر، وزير الدولة الحالى للتعاون الاقتصادى والتنمية. وأعقب ذلك لقاء بالمرشحين فى نهاية الشهر نفسه لتقديم أنفسهم ورؤيتهم المستقبلية للمنظمة، والإجابة عن أسئلة ممثلى الدول الأعضاء وذلك فى العاصمة النمساوية فيينا حيث مقر المنظمة التى تتم إدارتها عبر المقر ومكاتبها فى جنيف وبروكسل ونيويورك المعنية بالتنسيق بين المنظمة ومؤسسات الأمم المتحدة فى تلك المدن، فضلًا على 48 مكتبا إقليميا وقطريا حول العالم لخدمة 170 دولة من الأعضاء مقسمة إلى ستة قطاعات كالتالى: إفريقيا، والدول العربية، وآسيا والمحيط الهادئ، وأوروبا وآسيا الوسطى، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى، وشمال أمريكا، والتى تعمل جميعها على تحقيق الهدف الرئيس للمنظمة بتعزيز التعاون الصناعى الدولى وتسريع عملية التنمية الصناعية فى الدول النامية والدول التى تمر اقتصادياتها بمرحلة انتقالية من أجل أولويات أهمها: الحد من الفقر وتحقيق الاستدامة البيئية وخلق الازدهار المشترك والنهوض بالقدرة التنافسية الاقتصادية وتعزيز المعرفة ودعم المؤسسات.
والجدير بالذكر، أن لمصر علاقة تاريخية باليونيدو منذ إنشائها فى 17 نوفمبر 1966، وإصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة لقرار إنشاء المنظمة كهيئة مستقلة داخل الأمم المتحدة، حيث كان المصرى إبراهيم حلمى عبدالرحمن أول من تولى مهام منصب المدير التنفيذى (1967-1974)، وتعاقب بعده على إدارة المنظمة مديرون من شتى قارات العالم:
وتحظى مصر برعاية ملحوظة من المنظمة، إذ شهد عام 2013 دعم سياسة الزراعة المستدامة والتصنيع الزراعى فى محافظتى المنيا وسوهاج بهدف زيادة الإنتاج الزراعى وتعزيز الأمن الاقتصادى، وذلك من خلال توفير المزيد من فرص العمل، وتعزيز الأمن البشرى والاجتماعى من خلال أنشطة لتطوير رأس المال. كما عملت يونيدو على دعم الحكومة فى نشر التقنيات الحديثة المتعلقة بالتصنيع الزراعى بالتعاون مع الجهات المحلية، وجمعيات تنمية المجتمع المحلى، ومجموعات المنتجين، والقادة الفطريين، وجامعتى المنيا وسوهاج. كما قدمت برامج تدريبية ومشورات بيطرية ودعما فنيا لصغار المربين لتحسين إنتاجيتهم وتنمية مهاراتهم فى تصنيع الألبان وتسويقها محليًا ومد الجسور مع المركز الدولى للتدريب على رعاية الحيوان فى كفر الشيخ من أجل تبادل الخبرات والوقوف على التكنولوجيا المتعلقة بالإنتاج الحيوانى للمساعدة على تطبيقها فى محافظات أخرى.كما شهد عام 2017، إطلاق يونيدو بتمويل من حكومة اليابان وبالشراكة مع وزارة التجارة والصناعة ومحافظة الأقصر برنامجى «ابدأ شركتك وكبر شركتك» التابعين لمشروع إمكان لتشغيل الشباب ودعم ريادة الأعمال والشركات الناشئة والمتناهية الصغر التى تعمل فى مجالات التصنيع الزراعى والغذائى والطاقة المتجددة وإدارة المخلفات. كما شهد أبريل الماضى اتفاقًا بحضور الدكتورمصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، ولى يونج، المدير العام للمنظمة، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، حول برنامج شراكة لمدة خمس سنوات، لتصبح مصر الدولة السابعة على مستوى العالم والثانية فى المنطقة العربية لتنفيذ برنامج الشراكة الإقليمى الذى يعد إضافة جديدة وقوية للتعاون والتنسيق من أجل التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة.
رابط دائم: