إهدار الطعام مشكلة تؤرق الكثيرين منا لكن منة شاهين الشابة الثلاثينية قررت أن تكون أكثر إيجابية فى التعامل مع هذه المشكلة والتفكير فى حل عملى يحقق المعادلة الصعبة ما بين وصول هذه الكميات الكبيرة من الطعام المهدر التى نراها يوميا والتى تقدر بنحو 73 كيلو للفرد سنويا فى مصر لمستحقيها وبين حماية البيئة ومنع التلوث الناتج من آلاف الأطنان اليومية للطعام المهدر، لهذا ابتكرت منة تطبيقا مجانيا أطلقت عليه اسم «تكية» ليكون بمثابة الوسيط بين مزودى الطعام مثل المطاعم ومحالات البقالة والسوبر ماركت الكبرى وبين المحتاجين إليه.
وتشرح الصيدلانية الشابة فكرتها قائلة: نحن لا نتعامل مع بواقى الطعام كما قد يخطر فى ذهن البعض ولكن مع الطعام المعد للاستخدام ولكنه فائض عن الحاجة كما فى حالة المطاعم الكبرى التى تجهز عدد من الوجبات لكنها فى نهاية اليوم لا تتمكن من بيعها وبالتالى سيكون مصيرها إلى القمامة رغم أنها ما زالت صالحة للأكل وهى خسارة كبيرة بالنسبة لها وهناك من يحتاجها، والتطبيق يتيح لها الاختيار بين أمرين الأول ان يبيع هذا الطعام بنصف الثمن أو أن يتبرع به مباشرة للجمعيات الخيرية والمستشفيات ودور رعاية الايتام والمسنين وغيرها والمستخدم العادى للتطبيق امامه خيارين ايضا اما ان يشترى الطعام لنفسه بنصف الثمن فيستفيد بفارق السعر أو أن يتبرع به لاحدى الجهات وعلى التطبيق سيجد امامه قائمة المطاعم ومحال البقالة المشتركة وقائمة الجهات المستحقة للتبرع وعليه يقوم بتسجيل اختياره ونقوم نحن عن طرق فريق من المتطوعين بإيصال الطعام للجهات المستحقة فى نفس اليوم.

> منة شاهين
وتقول منة التى أطلقت تطبيقها فى 2019 ان جائحة كورونا ساعدت فى انتشار الفكرة فالكثير من المطاعم والسوبرماركت مع ظروف الاغلاق كانت لديها كميات كبيرة من الطعام لا تباع فساعدها التطبيق للتبرع بما لديها من كميات وقمنا بتوصيلها لمستشفيات العزل والأسر المحتاجة والعائلات التى تأثرت بالجائحة ولم تكن البداية سهلة فقد احتاجت لفترة طويلة من البحث والدراسة كى تصل إلى قاعدة بيانات تساعدها وكذلك تأسيس فريق المتطوعين ورغم أنها تعمل فى شركة أدوية متعددة الجنسيات ووصلت فيها إلى منصب مرموق إلا أنها اختارت التفرغ لمشروعها لما فيه من فوائد مجتمعية وخدمة انسانية للمحتاجين، ساعدها فى ذلك زوجها الذى تولى المسائل التقنية حتى ظهر المشروع للنور وامتد النشاط ليغطى أكثر من محافظة مصرية فأصبحت هناك قوائم للمشتركين والمتبرعين فى اسوان والشرقية والقاهرة والجيزة هدفها الوصول إلى مرحلة «لا جوع ولا اهدار للطعام». أطلقت منة من خلال تطبيق «تكية» ايضا حملة رمضانية للتبرع بشنطة الخير التى تعدها محال البقالة والسوبر ماركت سواء بالتبرع مباشرة أو بعرضها بنصف الثمن على التطبيق بما يمكن الراغبين فى التبرع من ارسالها لمن يستحق مباشرة دون وسيط وامتد النشاط ايضا ليضم الخضروات والفاكهة من خلال التعاون مع وزارة الزراعة وتوفير خصومات على المنتجات غير المباعة فى منافذها وتوفيرها باسعار رمزية لغير المقتدرين وتقول منة ان الجمعيات الخيرية المشتركة فى التطبيق تلعب الدور الأكبر فى توزيع الطعام بحسب القوائم الموجودة لديهم والتأكد من جودته وصلاحيته وهو الخطوة الأهم بالنسبة لنا. شاركت منة شاهين فى منتدى شباب العالم 2019 وعرضت فكرتها ومشروعها الذى لاقى استحسانا كبيرا وتحلم بأن تمتد فكرتها لتغطى محافظات مصر جميعا وتسعى للتوسع لتضم الدول العربية التى تعانى نفس المشكلة فمعدلات اهدار الطعام تصل الى 250 كيلو للفرد فى بعض بلدانها والهدف الاكبر هو الحفاظ على النعمة وعلى البيئة والقضاء على الجوع.
رابط دائم: