رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ترويض «كابول»
سيناريوهات إقليمية وخيارات غربية

‎ ‎مها صلاح الدين
أفغانستان

ما هو مصير أفغانستان ؟ سؤال أصبح الشاغل الرئيسى للمراقبين مع تسارع الأحداث فى ذلك البلد الهش، منذ إعلان الولايات المتحدة وقوات حلف شمال الأطلنطى «الناتو» انسحابها المفاجئ من البلاد. ويبدو أن الغرب، الذى بات يروج إعلامه للحركة باعتبارها فصيلا سياسيا جديدا، لم يعد يشغله الأمر كثيرا، لتصبح الكرة فى ملعب جيران أفغانستان، والقوى الإقليمية الأساسية بالمنطقة كالصين وروسيا والهند وباكستان وحتى إيران، لتحديد مستقبل هذا البلد.

«الشماتة» والتشفى كانا، بلا شك، السمة المشتركة لمشاعر هؤلاء جميعا فى البداية، نظرا للصراعات التاريخية التى تجمعهم بواشنطن، إلا أن مواقفهم وتوجهاتهم حول كيفية التعامل مع الوضع الوليد فى أفغانستان فى الفترة المقبلة، وكيفية ملء الفراغ الذى سيخلفه انسحاب القوات الدولية من هناك، اختلفت كثيرا.

فباكستان، تعد بوابة العبور الآمن التى يعول عليها الجميع لأى تعاون مستقبلى محتمل مع أفغانستان.

فالدعم التاريخى الذى قدمته باكستان لطالبان لا يخفى على أحد بدءا من كون مقاتليها هم بالأساس من خريجى المعاهد الدينية بالبلاد ، وحتى تدريبهم على أيدى قوات الأمن الباكستانية لتحقيق عمق إستراتيجى فى أفغانستان ، فضلا عن تقديم الملاجئ الآمنة طوال الوقت لقيادات الحركة السياسية والعسكرية.

أما الصين، فتخشى أن تتحول أفغانستان تحت قبضة طالبان إلى ملاذ خطير للجماعات الإرهابية مجددا كداعش والقاعدة وغيرهما على نحو يقدم دعما بشكل أو آخر لجماعات محظورة داخل أراضيها. إلا أنها حاولت بالفعل الاستفادة من الروابط بين طالبان وباكستان، والوصول إلى طالبان عبر بوابة إسلام آباد، بهدف دعم نظام متزن ورشيد فى كابول.

فى المقابل، لا تمانع موسكو ذلك التوجه الغربى حول مشاركة طالبان فى الحكومة المقبلة، إلا أنها لا تملك نفوذا يذكر داخل أفغانستان نظرا لتاريخها الاستعمارى بالبلاد، فضلا عن فقر الإمكانيات.

على العكس تماما، حاولت طالبان، فى الأيام الأخيرة تهدئة مخاوف الجيران، وتبنت نبرة متعقلة . لتؤكد للجميع حرصها على احترام حقوق الجميع، وعدم استضافة الجماعات الإرهابية على الأراضى الأفغانية، مع التشديد على رغبتها فى التعاون اقتصاديا على المستويين الإقليمى والدولي.

وهنا يبقى السؤال، هل قرر الغرب فجأة نبذ مخاوفه حول احتمالات الإرهاب ومؤشراته الفجة الواردة من أفغانستان؟

فى الواقع ، إن الغرب قرر فحسب التحول للخطة «ب»، وهى عدم وجود قوات دولية على الأرض ليتم الاستعاضة عنها بالغارات الجوية وعمليات القوات الخاصة، مع الحرص على تبادل المعلومات المخابراتية بين الأجهزة الدولية المختلفة، أو أن يتم البحث عن قواعد عسكرية أخرى فى المنطقة أكثر أمنا لتنفيذ هجمات محددة تصيب أهدافا بعينها.

فالتقارير المخابراتية تحذر من احتمالات سقوط حكومة أفغانستان فى غضون ستة أشهر، مع تخطيط طالبان لهجمات جديدة ضد الأراضى الأمريكية على غرار 11 سبتمبر فى غضون 18 أو 24 شهرا على أقصى تقدير، وهو ما يأخذه الغرب على محمل الجد. فهل تنجح الإستراتيجيات الدولية سواء الغربية أو الإقليمية فى ترويض الوحش الأفغانى، أم تشهد البلاد عقودا لانهائية جديدة من الصراعات الدموية؟

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق