بعد أكثر من 20 عاما من الحرب، وخسائر فادحة فى الأموال والأرواح، بدأت القوات الأمريكية بالفعل فى الفرار من أفغانستان. فقد غادر الجنود الأمريكيون قاعدة باجرام الجوية سرا فى جنح الليل ليستيقظ الجنود الأفغان وعناصر طالبان على القاعدة خاوية من أى آثار لقوات أكبر قوة فى العالم، وذلك قبل الموعد المحدد للانسحاب رسميا فى نهاية أغسطس المقبل. إن الفرار الأمريكى من أفغانستان يعيد إلى الأذهان ذكرى انسحابها من فيتنام فى السبعينيات من القرن الماضي، بعد سلسلة من الخسائر العسكرية فى حرب استغرقت عقدين من الزمان انتهت بهزيمة مذلة للقوات الأمريكية. المختلف اليوم، أن أمريكا تفر من أفغانستان فىوقت تحذر فيه كافة تقارير المخابرات والطوائف السياسية المحلية والدولية من عواقب الانسحاب وإفساح الطريق لحركة طالبان للسيطرة على السلطة فى أفغانستان، حيث ترجح التوقعات أن الحكومة الأفغانية لن تصمد طويلا. وبالطبع، ستراجع دول الجوار حساباتها، لضمان تحقيق أفضل مكاسب ممكنة من الأوضاع الراهنة على الساحة الأفغانية. فما بين دول رافضة لطالبان ودول أخرى مستعدة للتحالف معها لتأمين مصالحها، يبدو أن الفترة المقبلة ستشهد تعديلا للبوصلة السياسية فى المنطقة.
فى هذا الملف سنستعرض المشهد الأفغانى الراهن بعد الفرار الأمريكي.
رابط دائم: