دائما ما تتجمع العائلات على مائدة الطعام لتنظم الولائم والتجمعات العائلية فى الأعياد، وخاصة عيد الأضحى المبارك. تلك التجمعات حول الطعام تشكل عالمنا وسلوكنا أكثر مما نتصور. كيف نأكل، ونتحدث عن الطعام هى أجزاء أساسية من هوياتنا ونمط حياتنا. يعتبرالكثير من العلماء أن الطعام والمحادثات حوله هى الدلالات الرئيسية للثقافة والهوية والسياسة.ربما يرجع ذلك إلى كون تقاسم الطعام هو الفعل الاجتماعى الأكثر شيوعا فى تاريخ البشرية نظرا لأن تحديد عادات الأكل يمكنه أن ينقل وجهات النظر حول التفاعل الاجتماعى والشخصية، لدرجة أن العديد من العلماء استخدموا مصطلح التعايش ليعنى التجمعات حول تناول الطعام، خاصة الأكل فى الأعياد، فأصبحت هناك دراسات متعددة التخصصات بالعالم لاستكشاف كيف يحدث التغيير الاجتماعى والثقافى من خلال ممارسات الطعام وأنماط الحياة الغذائية.
فى هذا الملف نرصد تقاطعات العلاقة بين الطعام والمطبخ من جهة، والثقافة والهوية والمجتمع من جهة أخرى. نبدأ باستكشاف الأدوار التى يلعبها المطبخ فى الخطاب الاجتماعى، ودلالة الطعام فى السياقات الاجتماعية والاقتصاد والثقافة والهوية، وذلك عبر دراسة الحياة الاجتماعية للطعام،
لاستخدامها فى مناقشة قضايا السلطة والهوية والمعنى الذى يشكل عالمنا كما شكل مجتمعات الماضى. ونصحبك عزيزى القارئ فى جولة غير تقليدية بالمطبخ، نتتبع فيها التاريخ الخفى للأشياء اليومية التى غالبا ما نأخذها كأمر مسلم به، مثل الملاعق والشوك والسكاكين، وغيرها، لنكتشف كيف عززت الأدوات التى اخترعناها لنأكل بها تطور جنسنا البشرى، وكيف غيرت مجتمعاتنا وتشريحنا. ونختم جولتنا بـ »طبيخ الصعايدة« لنتعرف على الطعام وأنماط التغذية الشعبية فى صعيد مصر، وكيف يعكس المطبخ الصعيدى هوية المجتمع وتراثه.
رابط دائم: