محلك سر

إن قراءة متأنية لمفردات المشهد التعليمى تكشف عن عدم وصول رسالة التطوير إلى قطاع عريض من أبنائنا الطلاب وأولياء أمورهم، أو أنها قد وصلتهم بالفعل لكنهم لم يدركوا مغزاها حتى الآن، وهو الأمر الذى يبدو واضحا جليا من خلال رصد ردود أفعالهم إزاء الورقة الامتحانية، إذ مازالوا يقيمون امتحانات اليوم بمقاييس الأمس، ويتناولونها بأفكار بالية من رواسب الماضى التعليمى كأن يصفونها بالصعبة أو السهلة أو ضيق الوقت المتاح للإجابة أو أنها جاءت من خارج المقرر أو لم تتضمنها النماذج الإسترشادية دون التطرق إلى نوعية الأسئلة، وما إذا كانت تتسق مع الأهداف المرجوة من التطوير من عدمه، كأن تقيس قدرة الطالب على التفكير المنطقى والاستنتاج وربط المعلومات ببعضها، واستخلاص النتائج دون الاعتماد على الحفظ والتلقين والتخمين وغير ذلك. إننا جميعا مدرسين وطلابا وأولياء أمور يجب أن نرتقى بأفكارنا وتقديرنا للأمور على نحو يواكب المنظومة الجديدة لإدراك الغاية المأمولة وتحقيق الطفرة التعليمية المنشودة، فتغيير طريقة التفكير ومفردات التقييم والنظرة الشمولية للمنظومة تعد مؤشرات إيجابية لنجاح التطوير المنشود وخلافا لذلك سيضيع الوقت سدى وتذهب الجهود المبذولة من جانب القائمين على العملية التعليمية أدراج الرياح، وسنظل محلك سر، وسوف تبقى حال التعليم على ما كانت عليه.

مهندس ــ هانى أحمد صيام