رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أين «الحكيم باشا»؟

بريد;

تعقيباً على ما ذكره د. فتحى مقلدى أستاذ أمراض القلب بطب قناة السويس فى بريد الأهرام عن مغالاة بعض الأطباء فى ثمن الكشف الذى قد يصل إلى ألف وخمسمائة جنيه، أتناول وجهاً آخر أكثر قبحاً من المغالاة فى الأتعاب، فهناك بعض الأطباء يقومون بالكشف على مرضاهم ويجبرونهم على إجراء تحاليل وأشعات ـ أحياناً ليس لها أى داعٍ ـ بعياداتهم الخاصة أو بأحد المعامل التابعة لهم أو المتفق مع أصحابها على نسب ثابتة مما يدفعه المرضى بهذه المعامل أو المراكز، بل الأقبح من ذلك أن بعض هؤلاء الأطباء يجبرون مرضاهم أيضاً على شراء الأدوية الموصوفة بالروشتة من صيدليات معينة، وغالباً ما تكون تلك الأدوية أدوية مستوردة وغير مسجلة بوزارة الصحة وباهظة الثمن، وليست لها علاقة بما يعانيه المريض، وتحضرنى حالتان.. الأولى لإحدى المريضات أرسلها طبيب من هؤلاء لعمل تحاليل بمعمل معين يحصل منه على نسبة مقابل التحاليل، فقد جاءت هذه المرأة باكية بعد أن طلب منها نفس الطبيب أن تعيد نفس التحاليل بنفس المعمل بالرغم من أن نتيجة التحاليل كانت سليمة تماماً ولا داعى نهائياً لإعادتها، وقد كان سبب بكائها عجيباً جداً، حيث باعت غرفة نومها لتتمكن من إجراء التحاليل الأولى وليس لديها ما تبيعه لإجراء التحاليل الثانية.. أما الحالة الثانية فهى حماتى ـ رحمها الله ـ فحين اشتد بها المرض وضاقت بها السبل نصحها البعض بالذهاب للكشف لدى أحد الأساتذة بعاصمة إحدى المحافظات القريبة والتى بها صرح عالمى لأمراض الكلى وآخر للجهاز الهضمى، أخذت حماتى تحاليلها وأشعاتها التى كانت قد أجرتها حديثاً بمراكز موثوق فى نتائجها وذهبت لهذا الطبيب، ودفعت ثمن الكشف المغالى فيه جداً والذى لم يستغرق سوى دقائق قليلة لاكتظاظ العيادة بالمرضى، ولا وقت لدى الطبيب لإعطاء كل مريض حقه ووقته، وبعد الكشف أمرها بإجراء بعض التحاليل والأشعات بعيادته رافضاً التحاليل التى معها ليتضح أنه يستخدم مطبخ عيادته كمعمل ومركز اشعة، وحين أطلعتنى زوجتى على تلك التحاليل صعقت من ركاكتها، فمن أجرى تلك التحاليل وكتب نتائحها لا يمكن أن يكون طبيب تحاليل نهائياً، وبعد أن اطلع الطبيب على تلك التحاليل المبهمة وكتب روشتة العلاج، أمرها أن تتحدث إلى سكرتيرته خارج غرفة الكشف، فتأخذ السكرتيرة الروشتة، وتطلب مبلغاً كبيراً لشراء ما بالروشتة من دواء بنفسها بحجة أن الدواء المكتوب لا يوجد إلا بصيدلية معينة فقط وليس له أى بدائل.. يعنى كده بالمعنى البلدى (تنفيض الزبون).. لقد حول هؤلاء المهنة السامية إلى مهنة مكر وخداع وتربح بما لا يرضى الله، وإنى أتساءل، وأنا طبيب، أين تلك الأيام الجميلة التى كان يطلق فيها على الطبيب (الحكيم باشا؟!)، فلنتق الله فى مرضانا ولنكن رحماء بهم، فمعظمهم يستقطعون نفقات علاجهم من قوتهم وقوت أولادهم اليومى أملا فى تخفيف آلامهم .

د. حسام الدين أحمد سلطان

بورسعيد

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق