.. ويتواصل الحديث عن يورو .. «الشهد والدموع « وما حفل به من أحداث، لعلنا نستلهم منها بعض الدروس المستفادة .
ومن أبرز الظواهر التى كشفت عنها يورو ٢٠٢٠ الأخيرة، تقارب المستويات بين المنتخبات المشاركة، فلم يعد هناك دول كبرى وأخرى صغيرة فى عالم كرة القدم قياسًا على سويسرا ونتائجها وأدائها القوى فى البطولة، بعدما أحرجت منتخبات قوية تعج بالنجوم ومرشحة للقب مثل فرنسا .
وما قدمته المنتخبات المغمورة التى يمكن أن نطلق عليها بلا تاريخ فى اليورو، يؤكد أن خريطة كرة القدم العالمية فى طريقها لتغييرات كبرى !
ويكفى هذه المنتخبات الجديدة أنها أظهرت أكثر من ند للقوى الكبرى فى كرة القدم بل أحرجتها وأسقطتها فى المواجهات سواء بالدور الأول أو أدوار خروج المغلوب!.
ويكفى أن نعلم أن منتخبات مثل ألمانيا وفرنسا والبرتغال وإسبانيا وهولندا لم تكن موجودة فى الدور قبل النهائى، بكل ما لها من تاريخ ونجوم ساطعة فى عالم كرة القدم.
وأتوقف هنا أمام المنتخب الألمانى صاحب الإنجازات والصولات والجولات، والذى كان يضرب به المثل فى قوة الإرادة وروح الانتصار، بل ما شاهدناه فى يورو ٢٠٢٠ هو الروح الانهزامية وغياب الثقة أو أكثر تعبيرا فقدان الثقة !
ويتحمل الاتحاد الألمانى لكرة القدم اللوم، بل المحاسبة، وربما كان قرار حل الاتحاد فى صدر نشرات الأخبار بعد خروجه من اليورو، لو كان ما حدث فى دولة أخرى !
المعروف أن الكرة الألمانية لها ثوابت تاريخية، وعلى مدى تاريخها الطويل ١١٠ أعوام لم يدرب المنتخب سوى عشرة مدربين !
وأحمل هنا الاتحاد الألمانى بمفرده مسئولية الإخفاق، ولا أعلم كيف يسقط فى هذا الخطأ الكارثي، بالإعلان عن تعاقده رسميا مع (هانزى فليك) مدرب بايرن ميونيخ السابق لتولى قيادة «المانشافت» قبل انطلاق اليورو بأيام قليلة، ولم يراع انعاكسات مثل هذا القرار على (يواخيم لوف) المدير الفنى للمنتخب الألمانى، وكيف سيتعامل معه اللاعبون وهم على علم برحيله ؟.
وأطرح هذا التساؤل على نفسى وكل من يضع نفسه مكان (لوف) هل كان سيقبل ما حدث، وهل سيكون قادرا على التعامل مع اللاعبين، وابتكار الخطط ومعنوياته محبطة !
وأغفل الاتحاد الألمانى الجانب النفسى للمدرب واللاعبين، وكيف سيكون التعامل بينهم فى بطولة كبيرة مثل اليورو ؟ .. فجاء الفريق وعاد من حيث أتى كضيف شرف ولعب بمنطق «تحصيل حاصل» بلا أى طموح أو إرادة فكان الخروج المهين .
والسؤال: لماذا تعجل الاتحاد الألمانى فى الإعلان عن تعاقده مع فليك، ولماذا لم يسند له المهمة فى اليورو، بعد حسم قراره برحيل لوف دون المحاسبة على النتائج ؟! ربما لو فعلها كنا شاهدنا ألمانيا بشكل مختلف، وربما كانت طرفا فى النهائى على حساب الإنجليز !!.
رابط دائم: