رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الصورة الفريدة

بريد;

فوجئ «داج همرشولد» السكرتير العام السابق للأمم المتحدة (1905 ــ 1961) بإحدى السيدات العاملات فى المنظمة الدولية، تدخل عليه يوما فى مكتبه وهى تحمل آلة تصوير، وكان «همرشولد» منهمكا وقتها فى دراسة التقارير التى وصلته عن الحرب الأهلية الشرسة التى تحدث فى الكونغو، قبل سفره إلى مسرح الأحداث بأسابيع قليلة، وفى هدوء رفعت السيدة آلة التصوير، والتقطت صورة للسكرتير العام، وهنا نظر «همرشولد» إليها وقال متسائلا: (وماذا ستفعلين بهذه الصورة؟)، أجابت السيدة: (إننى أستعد للسفر إلى بلدى فى السويد بعد ساعات يا سيدى وهى بلدك أيضا ولم تتح لى فرصة لقائك مرة واحدة منذ التحاقى بالعمل فى المنظمة الدولية، وأخشى أن يسألنى عنك أصدقائى فى ستوكهلم فلم أجد خيرا من أن ألتقط لهم صورة لك فى مكتبك أثناء عملك)، ولم تدر السيدة أنها كانت تلتقط لـ«همرشولد» آخر صورة له فى مكتبه بمقر الأمم المتحدة فى نيويورك، وهو مازال على قيد الحياة، فقد سافر السكرتير العام بعد ذلك إلى الكونغو حيث لقى مصرعه فى حادث سقوط الطائرة التى كانت تقله، وفى اليوم التالى كانت هذه الصورة الفريدة تحتل الصفحات الأولى من صحف السويد كلها، جنبا إلى جنب مع صورة حطام الطائرة التى لقى فيها «همرشولد» مصرعه المؤسف، وسأل الصحفيون صاحبة هذه الصورة الفريدة: (وكم تقاضيتِ ثمنا لها؟)، قالت: (لم أتقاضى ثمنا وإنما الذى حدث أن الصحفى السويدى الذى كتب عن قصة مصرع «همرشولد»، أخذ منى الصورة ثم تزوجني).. هكذا فى كثير من الأحيان يقوم الإنسان منا بعمل معين، ولا يدرى أن هذا العمل يكون له تاريخ فيما بعد، وسوف تذكره له أجيال عديدة آتية من بعدنا.. لقد ظلت صورة «داج همرشولد» هى الباقية لنا حتى الآن، إذ كان السكرتير العام للأمم المتحدة أمينا جدا فى عمله.

د. مينا بديع عبدالملك ـ أستاذ بهندسة الإسكندرية

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق