عقب اعتذار الحريرى عن عدم تشكيل الحكومة..
فرنسا: لبنان يشهد حالة «تدمير ذاتى».. ومؤتمر دولى لتلبية احتياجات مواطنيه

ارتفاع جنونى لسعر الدولار مقابل الليرة.. ومواجهات عنيفة مع الجيش 

على وقع تبعات إعلان سعد الحريرى اعتذاره عن عدم تشكيل حكومة لبنانية بعد 9 أشهر من تكليفه، أعلنت فرنسا، أمس، عقد مؤتمر دولى جديد فى 4 أغسطس المقبل، بهدف «تلبية احتياجات اللبنانيين»، وذلك بمبادرة من الرئيس إيمانويل ماكرون والأمم المتحدة. 

ودعت فرنسا لبنان لإطلاق مشاورات نيابية لاختيار رئيس وزراء جديد، بعد قرار الحريرى الاعتذار الذى «أسفت له باريس واعتبرته فصلا مأساويا جديدا فى عجز المسئولين اللبنانيين عن حل الأزمة التى تسببوا بها، فيما ووصف وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، مايمر به لبنان حاليا بأنه «حالة تدمير ذاتي» ، وقال إن الطبقة السياسية تتحمل المسئولية. وقال إن الزعماء السياسيين فى لبنان عاجزون عن إيجاد حل للأزمة التى تسببوا بها. 

من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، إن إعلان سعد الحريرى الاعتذار»تطور آخر مخيب لآمال الشعب اللبناني»، ومن المهم تشكيل حكومة ملتزمة وقادرة على تنفيذ الإصلاحات ذات الأولوية، إذ يجب أن تبدأ الحكومة أيضًا فى التحضير للانتخابات البرلمانية لعام 2022، والتى يجب إجراؤها فى موعدها بطريقة حرة ونزيهة.  

واعتبر بلينكن أن الطبقة السياسية فى لبنان أهدرت الشهور التسعة الماضية، بينما انهار الاقتصاد اللبنانى وعجزت الحكومة عن تقديم الخدمات الأساسية، داعيا القادة فى بيروت إلى تنحية الخلافات الحزبية جانبا وتشكيل حكومة تخدم الشعب اللبناني.  وأعرب الممثل الأعلى للشئون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس، عن أسفه جراء الجمود السياسى فى لبنان عقب استقالة الحريري، محملا القادة اللبنانيين مسئولية تدهور الأوضاع فى البلاد. ودعا بوريل جميع الأطراف السياسية فى بيروت إلى تشكيل عاجل للحكومة وبدء المحادثات البرلمانية. 

وجدد بوريل فى البيان الصحفى دعوته «جميع القوى السياسية اللبنانية إلى دعم التشكيل العاجل للحكومة»، قائلا: «ينبغى أن تبدأ المشاورات البرلمانية لهذا الغرض دون تأخير، إذ يحتاج لبنان إلى حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والتحضير لانتخابات العام 2022، والتى يجب إجراؤها فى الموعد المحدد». 

وفور اعتذار الحريرى ارتفع سعر صرف الدولار فى السوق السوداء بشكل جنوني، واصلت الليرة اللبنانية هبوطها الحاد، حيث وصل الدولار الواحد إلى ٢٣ ألف ليرة تقريبا. وشهدت شوارع بيروت وعدد كبير من المناطق اللبنانية قطعا للطرقات، وتعمد مناصرو الحريرى التظاهر فى العاصمة، وأشعلوا النار فى صناديق القمامة وإطارات المركبات، مما أدى إلى توتر مع الجيش اللبنانى الذى انتشر فى بيروت..  وأظهرت لقطات تليفزيونية مباشرة انتشار قوات الجيش وإطلاقها النار فى الهواء لتفريق المحتجين الذين رشقوا الجنود بالحجارة ومقذوفات أخرى. وقال مصدر أمنى إن جنديا أصيب. 

فى الوقت نفسه، نشرت قناة لبنانية القائمة الوزارية التى اقترحها سعد الحريرى على الرئيس اللبنانى ميشال عون قبل اعتذاره رسميا عن مهمة تشكيل الحكومة.  وحسب موقع قناة الجديد ضمت اللائحة ٤ حقائب من المذهب السنى و5 حقائب للمذهب الشيعى و حقيبتين للطائفة الدرزية و١٢مقعدا للطائفة المسيحية.