فى حى «زيزينيا» الشهير بالإسكندرية يقع قصر فاطمة الزهراء بنت زينب هانم فهمى، والأمير على حيدر حفيد محمد على باشا. يعد من أكبر وأجمل القصور العلوية حيث تبلغ مساحته حوالى 4185 مترا مربعا.
وشرعت زينب هانم أخت المعمارى على فهمى فى بناء القصر عام 1919، ولكنها لم تستطع رؤيته حيث توفيت قبل إتمامه، فقامت ابنتها فاطمة ذات الثمانية عشر عاما آنذاك بتكملة البناء عام 1923 بواسطة المهندسين الأجانب وعلى رأسهم المعمارى الإيطالى أنطونيو لاشياك، والذى قام بتصميمه على الطراز الأوروبى للقرن التاسع عشر.
ويتكون من جناحين كل منهما مكون من طابقين بهما زخارف معمارية من فنون «الباروك» و«الركوكو»، كما زين جدار القصر بألواح من الزجاج المعشق عليها لوحات فنية مميزة.
عاشت النبيلة فاطمة - كما أطلق عليها المصريون- فى القصر وتزوجت وأنجبت أطفالها الثلاثة. وشهد العديد من المناسبات والاحتفالات الملكية وظل مقرا للإقامة الصيفية للعائلة حتى قيام ثورة يوليو 1952. وسمح لفاطمة وعائلتها بالاقامة به بعد التأميم، حتى تنازلت هى عنه للحكومة المصرية عام 1964، وعاشت بالقاهرة حتى وفاتها. وتم استخدام القصر كاستراحة لرئاسة الجمهورية حتى تحول بقرار جمهورى عام 1986 إلى متحف لعرض مقتنيات أسرة محمد على باشا.
ويعتبر المتحف ذو العشر قاعات معرضا مدهشا لممتلكات الأسرة العلوية، إذ يعكس المبنى الذوق الرفيع للأميرة فى اختيار اللوحات، ويتزين العديد من الغرف بالفسيفساء والأسقف المذهبة.
ويعرض قرابة الأحد عشر ألف قطعة من أثمن المجوهرات والتحف النادرة ، وبه أيضا مجموعة من الأوسمة والميداليات والقلادات الذهبية، والساعات، وأطقم الزينة الخاصة بالملكات والأميرات، والتيجان، والسيوف المرصعة بالألماس وغيرها. ويحوى مجموعات من مقتنيات الملك فاروق ووالدته الملكة نازلي، وشقيقته الأميرة فوزية، وتوجد أيضا مقتنيات الأمير محمد على توفيق، وزوجتى الملك فاروق:الملكة فريدة وناريمان. جولة ممتعة داخل أروقة القصر وحديقته الخلابة تنقلك إلى زمن مضى به الكثير من معالم الفخامة والرقى.
رابط دائم: