رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ورحل «عبدالعال» فارس الألوان الذى تغنى بملامح بنت البلد

د. محمد الناصر;

واحد من نجوم فن «البورتريه» فى مصر والعالم العربى .. صال وجال بين ربوع مصر يلتقط الوجوه المصرية الأصيلة التى تغلّف ملامحها بساطة أهل القرى والنجوع ، يقتنصها من قلب البيئة الشعبية والريفية المتنوعة بأزيائها الدالة على المكان .. يرصدها ويسجلها على مسطحات أعماله لتحيلها ماكينات المطابع الى أغلفة تتغنى بملامح أولئك الريفيات التى تنبض بالجمال النابع من طبيعة الأرض التى تلفحها الشمس ويختلط طينها بحكايات السير الشعبية الممتدة عبر تاريخها الطويل ، أو يلتقطها المقتنون ومحبو الفن الرفيع لتسكن وتستقر على إحدى حوائط المنزل أو المكتب أيقونة للفن والجمال .

عبد العال حسن رحل عن عالمنا منذ أيام .. فنان ظل عقودا طويلة يتميز بريشة متفردة أطلت على الجماهير من بوابة مجلة صباح الخير ــ كأغلفة ورسوم داخلية ــ امتداد لجيل العمالقة فى هذا الفن وذلك المجال : حسن فؤاد وهبة عنايت وجمال كامل ، ويسير على دربه العديد من الفنانين الذين أصبحوا الآن نجوما يشار إليهم بالتفرد فى أسلوبهم داخل دائرة الفن التشكيلى عموما وفى مجال الرسم الصحفى على وجه الخصوص .

فى رأيى الشخصى يعتبر عبد العال أحد الرواد القلائل لهذا الفن الرفيع الذى يتحاشاه الكثير من الفنانين والذى يبدو أنه مجال يوشك على الانقراض لأنه يعتمد على الموهبة فى رصد مقاييس الوجه والملامح من خلال ذكاء الفنان فى اختيار الزاوية المناسبة التى تؤكد روح وطبيعة الشخصية التى تبعد كل البعد عن التسجيل الفوتوغرافى ليصل بها الى أقصى مراتب الجمال الروحى الأخّاذ غير متغافل للجانب الجمالى ؛ فهو ليس رساما بارعا فحسب ؛ لكنه ملوّن متميز يتعامل مع «باليتة» لونية ثرية ــ لا تخطئها العين ــ تتسم بالقوة والجرأة منطلقا فى أدائه دون خوف، ورغم كل ذلك تتآلف ألوانه وتتمم بعضها البعض، وهنا يكمن السر فى تميزه .

لمسات عبد العال تنطق بجماليات ملامح الوجه حين يغازلها بفرشاته يلتقط أجمل ما فيها ليلفت نظر المتلقى إليها مستنطقا الجمال الروحى الأخاذ فى بساطة ووعى بمفردات التشكيل ومقومات الإبداع ، يضفى عليها ما يمنحها جمالا أخّاذا من خلال «باليتة» قوية منسجمة ورونق يفوق الواقع ويحلّق فيما وراءه مستخدما ــ باقتدار ــ كل خامات التلوين؛ الزيتية والباستيل والألوان المائية والأكريلك مؤكدا فى كل منها استيعابه لها وتمكنه ووعيه بإمكانياتها .. لذلك حفلت أعماله بكل مقومات العمل الفنى لنستطيع فى النهاية الحكم بأنها لوحة مكتملة الأركان .

يتنقل بين الأماكن التراثية والشعبية فى ربوع القاهرة الكبرى يعايش مفردات المكان الحية والصامتة ؛ المكان الزاخر بناسه وأهله وبناياته العتيقة ، ليثمر كل ذلك عن إبداعات عميقة الأثر فى مَشاهد يتفاعل معها المُشاهد بكل جوارحه .. تماما كما تفاعل معها الفنان وهذا هو مغزى الفن .. فالفنان والمتلقى هما طرفا الخيط والعمل الفنى هو الوسيط بينهما .

ظل الفنان عبد العال يعمل بدأب داخل مرسمه الذى اتخذه فى مقر عمله بمجلة صباح الخير ، يطل على شارع قصر العينى فى مبنى روز اليوسف الشهير يتوارد إليه المشاهير من النجوم بغية الفوز بـ«بورتريه» يرسمه ويحمل توقيعه ، أو يشيرهو برؤيته الثاقبة ونظرته الصائبة إلى ملامح أعجبته ليحالفها الحظ بالجلوس أمامه يسجل روح الشخصية من خلال ملامحها على مسطّح اللوحة .

يعد عبد العال واحدا من كبار فنانى الرسم الصحفى فى مصر والوطن العربي؛ بل أشهرهم .. ولد فى مدينة بورسعيد علم 1944 والتحق بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة بداية الستينيات ليحصل على البكالوريوس فى قسم الديكور عام 1966 ، ذاعت شهرته من خلال رسومه الصحفية التى أظهرت تمكنه من أدواته فى الرسم والتلوين على أغلفة وصفحات أشهر المجلات المصرية والعربية فى ذلك الوقت ؛ مجلة صباح الخير الى جوار أشهر رساميها : هبة عنايت وزهدى العدوى ورءوف عياد وجمال كامل ويوسف فرنسيس ، وتعاون أيضا فى نفس المجال مع بعض الصحف والمجلات المصرية والعربية الشهيرة ، وقام كذلك برسم الأغلفة بالإضافة إلى رسوم اللقطات المتتابعة «الإستربس» واللوحات المصاحبة لقصص مجلة الأطفال «علاء الدين» التى تصدرها الأهرام وفى العديد أيضا من مجلات الأطفال الشهيرة فى الوطن العربى ودول الخليج على وجه الخصوص .

 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق