يشكو الناس من مغالاة أجور الأطباء والمستشفيات الخاصة وهو ما أشار إليه الدكتور فتحى عبد الحميد مقلدى فى رسالته تحت عنوان «العلاج الخاص»، وأضيف إلى ما قاله صورة أخرى غريبة أصبحت ظاهرة لدى العديد من الأطباء للأسف، وهو تقاضى أجرة عند الاستشارة التى لم يتعود عليها المرضى لسنوات طويلة حيث إن الاستشارة كانت دائما مجانية، وأحكى لكم ما حدث معى بإحدى العيادات الخاصة لطبيب فى أمراض القلب والأوردة الدموية، وذلك عندما ذهبت إليه مع زوجتى المريضة، فإذا به يطلب مائة جنيه قيمة الاستشارة، فلما أبديت اعتراضى على تقاضيه أجرة للاستشارة ساق لى بعض المبررات التى بسببها يتقاضى هذه الأجرة، وكانت تبريرات غير مقنعة، ومنها إنه يسلك هذا المسلك من أجل مصلحة المريض المتكاسل عن المجيء إلى الاستشارة وبالتالى عدم معرفة تأثير العلاج والأدوية عليه !! (ناسيا أنه طبيب أمراض مزمنة)، ودار هذا الحديث بينى وبينه أمام بعض المرضى الذين قالوا لى بعد الانتهاء من الاستشارة أنهم يعلمون أنه طبيب مادى، ولكن ما باليد حيلة فقلت لهم لا تذهبوا إلى أمثال هؤلاء الأطباء.. نسيت أن أذكر ان قيمة الاستشارة خمسون جنيها فإذا تأخر المريض عن ميعاد الاستشارة ولو يوما واحدا أصبحت مائة جنيه، وهو ما حدث مع زوجتى التى طلبت منها عدم الذهاب إليه مرة أخرى، فالأطباء كثر، والطبيب الذى يهتم بجمع المال فقط وبأى طريقة ليس محل ثقة ويثير الشك فى مهارته وعلمه، فمهنة الطب تاج فوق رءوس الأطباء مرصع بجواهر من النبل والشرف والأمانة ولكن للأسف هناك قلة منهم لا يستحقون شرف الانتساب إلى هذه المهنة الجليلة العريقة.
محاسب ــ صلاح تَرْجَم
رابط دائم: