تفشى فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، والتخوف من ضعف المناعة دفع العديد من الناس إلى الإقبال على تناول الفيتامينات والمعادن، ولا سيما الزنك وفيتامينى «دي» و«سي»، والتى لا يحتاج صرفها لوصفة طبية، لكن ما لا يدركه كثيرون أن تناول هذه الفيتامينات بشكل عشوائى ينطوى على العديد من المخاطر على أعضاء الجسم، خصوصا الجهاز الهضمى والمعدة والكبد والكلى وغيرها من الأعضاء
ويقول د نعيم عبدالغفار أستاذ التغذية العلاجية بالمعهد القومى للتغذية إن الأطباء يصفون الفيتامينات بعد تحاليل وفحوص يتم إجراؤها بعناية على المريض وبجرعات ومدة زمنية محددة مثل نقص فيتامين دى، أو فى حالات الحمل والرضاعة لدى المرأة، وقد أثبتت الدراسات أن حصول الإنسان على كمية كبيرة من الفيتامينات الذائبة فى الدهون مثل (ايه ودى واى وكيه) يؤدى إلى تجمعها فى الأنسجة وحدوث مشكلات صحية فى الجسم . كما يؤدى الإفراط فى تناول فيتامين «ايه» إلى القيء والطفح الجلدى وفقدان الشهية وتضخم الكبد والطحال، والأفضل الحصول عليه من المنتجات الحيوانية والأسماك ومنتجات الحليب.
وبالنسبة لفيتامين «دى» فإن أجسامنا تحتاج إلى القليل منه وتزداد الحاجة كلما تقدم الشخص فى العمر، ويمكن الحصول عليه من منتجات الألبان، وعصير البرتقال أو يساعد على امتصاصة الشمس بالتعرض لأشعتها مدة 20دقيقة يوميا. فجرعات كبيرة منه تسبب انطلاق الكالسيوم فى العظام وتلف الأعصاب وفقدان حاسة اللمس فى اليدين والقدمين وحدوث آلام فى البطن وإسهال وفقدان الشهية وتكلس بالكلى، وهذه الأعراض كلها ما هى الا أعراض التسمم الفيتامينى كما يشخصها د طارق عبدالفتاح استشارى السموم فى المركز القومى للسموم بقصر العينى ويقول إن خطر التسمم يحدث غالبا بسبب فيتامين «دي» ومن الفيتامينات الذائبة فى الدهون، لأن السمية الناتجة عن الإفراط فيها تكون أكثر خطورة من الفيتامينات التى تذوب فى الماء، ومن أبرز أعراضها.
تسمم فيتامين ايه: يسبب الغثيان وآلام البطن والقيء وزيادة الضغط فى الدماغ وآلام العظام وفقدان الشهية وتقرحات الفم.
تسمم فيتامين دى: يؤدى إلى فقدان الوزن والغثيان والقيء والإمساك أو الإسهال وانخفاض كثافة العظام وارتفاع الكالسيوم بالدم، وقد يتفاقم الأمر إلى حد الإصابة بالفشل الكلوي.
تسمم فيتامين دى: يعرض الشخص للغثيان والصداع والإسهال وآلام البطن والإعياء، وقد يصيبه بالنزيف أو السكتة الدماغية إذا تفاعل مع أدوية تخثر الدم. أما عن فيتامين كيه، فهو لا يسبب التسمم، ولكن الجرعات العالية منه قد تؤدى إلى اصفرار الجلد «اليرقان» أو تتسبب فى الإصابة بالنزيف فى حال تفاعله مع مضادات الجلطات.
كما أن جرعات كبيرة من فيتامين بى (نياسين) يؤدى إلى حدوث توسع فى الأوعية الدموية للجسم وانخفاض فى ضغط الدم وتورد لون الجلد وتهيج المعدة وارتفاع أنزيمات الكبد وتركيز السكر بالدم.
وعند تناول فيتامين بى 3 على هيئة حمض النيكوتينيك بشكل مفرط، قد يؤدى ذلك إلى ارتفاع ضغط الدم وضعف النظر والشعور بآلام البطن، وقد يتطور الأمر إلى الإصابة بتليف الكبد عند استهلاكه بمعدل يتراوح من 1 إلى 3 جرامات يوميًا.
وتتمثل أعراض الإفراط فى فيتامين بى 6 فى تقلب المزاج وحساسية الضوء والغثيان وحرقة المعدة.
وتظهر أعراض الإفراط فى حمض الفوليك على هيئة ضعف عام وتعب وارتباك وضعف التركيز وصعوبة الإدراك.
وينصح أستاذ التغذية العلاجية بالحصول على كل أنواع المعادن والفيتامينات من التغذية بشكل طبيعى من خلال الفيتامينات الطبيعية الموجودة فى الفواكه والخضراوات أما المكملات الغذائية فهى مفيدة لبعض الأشخاص الذين يعانون نقصا فى النظام الغذائى، والذين لا يتناولون أطعمة من أصل حيوانى، والمعرضين لخطر الإصابة بهشاشة العظام ولكن لابد إن يتم ذلك تحت إشراف الطبيب.
رابط دائم: