عزبة البرج أول مدينة صديقة للنساء فى محافظة دمياط والثانية من نوعها فى مصر تتيح مساحة آمنة للنساء للعمل والحركة والتدريب وتطوير قدراتهن فى بيئة خالية من العنف والمضايقات. المدينة افتتحتها محافظة دمياط بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة وهيئة الأمم المتحدة .
د.منال عوض محافظ دمياط ترى المشروع بمثابة إنجاز جديد يحقق ما تستهدفه الدولة والإستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030 وكان من ثماره هذه المدينة التى أقيمت على مساحة 2020 م وتتضمن وحدات متعددة من المنشآت الخفيفة لاستخدامها كأماكن للتدريب المهنى وتنمية مهارات النساء وحدائق ومنطقة متكاملة للاطفال ومنطقة للقراءة تم تنفيذها وفقا لأعلى المعايير التى تراعى النوع الاجتماعى وأهداف تمكين للمرأة وتم تنفيذ خطط تدريبية متتالية لنساء مدينة عزبة البرج على الحرف المختلفة فضلا عن توفير فرص تسويقية لمنتجاتهن مما يحقق أهداف التمكين الاقتصادى للمرأة وأضافت أن المشروع الثانى على مستوى الجمهورية بعد محافظة الجيزة ويأتى ضمن المبادرة العالمية التى تنفذها هيئة الآمم المتحدة للمرأة، حيث تأتى مصر ضمن أربع دول على مستوى العالم تم اختيارها لتنفيذ هذا المشروع بها وتحت مظلة هذا المشروع بالتعاون بين وحدة تكافؤ الفرص بديوان عام المحافظة والمجلس القومى للمرأة وهيئة الأمم المتحدة وتم خلالها تدريب عدد من السيدات على الحرف المختلفة ومجالات ريادة الأعمال حيث انطلقت مشروعاتهن للنور تزامنا مع افتتاح المدينة وعرضت السيدات منتجاتهن من المشغولات اليدوية والخشبية والمفروشات والمنتجات المتنوعة الغذائية والحلويات والفطائر ومنتجات الألبان وخلافه.
مروة نبيل مقرر ومشرف المجلس القومى للمرأة فرع دمياط تقول إن مشروع مدن أمنة يعد نقطة مضيئة لنساء دمياط خاصة منطقة عزبة البرج فالمحافظة معروف عنها كثرة الانتاج قليلة المنح وفى البداية كان علينا البحث عن المكان المناسب لتنفيذ الفكرة وكان علينا البحث يوميا على طول خط النيل ووقع اختيارنا على عزبة البرج لما لها من خصائص اجتماعية وثقافية معينة خاصة فاغلب الرجال يعملون فى مهنة الصيد ويقضون وقتا طويلا فى البحر بعيدا عن عائلاتهم وتبقى النساء وحدهن يقضين أوقاتهن فى الأعمال اليدوية والحرفية مقابل عائد قليل لا يساوى الجهد فقد تقضى السيدة يومها من شروق الشمس إلى غروبها وهى تنظف الأسماك والجمبرى مقابل جنيهين للكيلو ثم تقوم بتجفيف القشر ومخلفات التنظيف فوق سطح منزلها لتبيعه كعلف للمزارع السمكية وسط ظروف اقتصادية صعبة مما يؤدى إلى زيادة الحاجة للايدى العاملة وبالتالى ترتفع نسبة تسرب البنات من التعليم كما ترتفع نسب الطلاق والمشاكل الاسرية الأخرى ولكن كما تقول مروة نبيل واجهتنا بعض الصعوبات فى البداية فى اقناع السيدات بالفكرة وتوضيح الهدف منها فقد كن يتعاملن بحذر مع الاغراب فبدأنا بالعمل مع الرجال اولا و»كبار البلد» ورؤساء الجمعيات الذين لم يتحمسوا للفكرة فى البداية باعتبار اننا «بنقوى» الستات لكننا وضحنا الفكرة والدور الخدمى والتنموى لها الذى سينعكس على المجتمع كله ثم توجهنا لفئة الشباب لأنهم هم الاكثر حماسا وتأثيرا وبالفعل ساعدونا فى إقناع الشرائح العمرية الأكبر وكذلك إقناع زوجاتهم ونساء عائلاتهم حتى تمكنا من الوصول للفئة المستهدفة.
وتواصل مقرر المجلس القومى للمرأة فى دمياط حديثها قائلة فى المرحلة الثانية بدأنا فى التواصل مع الجمعيات الأهلية العاملة فى عزبة البرج وانضم إلينا مندوبون من هيئة الامم المتحدة وبدأنا فى تدريب السيدات على الاشغال اليدوية والتنسيق مع مبادرة مبادرة «ست الدار» التى اطلقتها المحافظة لتجميع السيدات العاملات وتدريبهن على الاشغال اليدوية ومساعدتهن على تسويق منتجاتهن على مستوى المحافظة بإقامة المعارض .
بالاضافة إلى الخدمات التى تقدمها المدينة الصديقة للنساء من حدائق ومكتبات واماكن تدريب تقدم ايضا خدمة الدعم النفسى من خلال ورش الحكى التى تتيح للنساء الفضفضة والتعبير عن انفسهن من خلال متخصصين فى الارشاد النفسى السليم بالاضافة الى العديد من الخدمات الفنية والثقافية وإقامة الندوات ومسرح للعرائس بحيث تحقق الفكرة اقصى استفادة اقتصاديا واجتماعيا وانسانيا.
رابط دائم: