-
نقلة نوعية للمنطقة وتحسين صورتها البصرية.. وتعظيم شخصيتها المعمارية
-
إدارة المنطقة بأحدث الوسائل الحديثة التكنولوجية.. ومنظومة حماية دائمة
-
إحياء للملامح التاريخية والتراثية والجمالية.. وعودة دورها الثقافى والسياحى
إنه ليس مجرد مشروع للتطوير والتجديد.. بل هو إحياء لجزء كبير من الذاكرة المصرية.. لواحدة من أجمل مدن العالم.. مبانيها بديعة تحمل ملامحها عبق التاريخ الحديث.. تشهد على كثير من الأحداث السياسية والاجتماعية والفنية .. كانت مقصد الطبقة الراقية وكبار رجال التجارة والصناعة ومزارا أساسيا للسياح العرب والأجانب ..كما كانت مركزا للثقافة والفنون، وكل خطوة فيها لها ذكريات لعظماء وسياسيين ومثقفين ونجوم الفنون الراقية.. فى أركانها وعلى مقاهيها كانت لقاءات كبار الكتاب والأدباء والشعراء والتشكيليين والفنانين.
هى ليست فقط مبان تراثية وطرقا وأرصفة بل هى صفحات من التاريخ شهدت أحداثا عظيمة منذ ميلادها فى النصف الثانى للقرن التاسع عشر، أنشأها الخديوى إسماعيل الذى استعان لتخطيطها بالمهندس هاوسمان الذى وضع تخطيط مدينة باريس. تميزت بتخطيط إشعاعى حيث الميادين هى المركز الذى يتفرع منه عدة محاور وهى شوارع مستقيمة وعريضة تعمل على السيولة المرورية، وتمتد من كوبرى قصر النيل حتى منطقة العتبة ..وأقام بها مبانى تتسم بالفخامة والإبداع والجمال فى التصميم المعمارى تجمع بين طرازى الكلاسيكية وعصر النهضة لتصبح تحفة معمارية حضارية ويطلق عليها «باريس الشرق».
ولكن، فى غفلة من الزمن إمتدت إليها يد التخريب والإهمال ليعلوها التراب واللأفتات العشوائية التى أخفت ملامحها الجميلة، وتسلل إليها القبح وسيطر التلوث البصرى عليها وامتلأت بالباعة الجائلين والورش وغيرها من الأنشطة التى أساءت إليها كثيرا لسنوات طويلة وظلت فى حالة من التدهور حتى فرت منها كل أنشطتها الراقية.
إلى أن صدرت توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتطوير المناطق التاريخية، لتصبح متحفا مفتوحا يعكس عراقة الحضارة المصرية القديمة والمعاصرة، وقد تم وضع مشروع شامل لتطوير القاهرة الخديوية ليعيدها لأصلها وتسترجع عراقتها وجمالها وتعظيم الاستفادة منها.
إعادة مظهرها الحضاري
دكتورة ريهام عرام مدير عام إدارة الحفاظ على التراث بمحافظة القاهرة تقول: الهدف من المشروع إعادة المنطقة التى تعتبر قلب القاهرة لحالتها الأولى ــ خاصة بعد أن شهدت أحداثا تخريبية وعنفا بعد الثورة فضلا عن تراكمات السنين من إهمال لها ــ بأن تتم اعادة المظهر الحضارى وتطويرها، فلا يوجد أى مظهر فوضوى فى وسط المدن بجميع دول العالم.
رفع القيمة التراثية
وتكمل د.ريهام عرام: عملنا على إعادة إحياء هذه المنطقة وبدأنا فى 2014 بدراسة مشاكلها والتى تجسدت فى الإشغالات الكثيرة على واجهات العمارات ومداخلها والتى تم رفعها، ومشكلة عدم توحيد الأنماط، وأيضا الباعة الجائلون الذين تم نقلهم إلى أماكن مخصصة لهم، والبروزات واليفط التى تعلو المحلات وتغطى على جزء كبير من المبنى بزخارفه البديعة، فقمنا بالتحاور مع أصحاب المحلات الذين تفهموا هدفنا واستجابوا لمشاركتنا فى التطوير ليس فقط بالماديات بل بالمساهمة بالتوعية فى مهمتنا، كما تعاون معنا بعض الشركات الخاصة وقطاع الأعمال والمستثمرون بأن يقوموا بإدارة رفع القيمة التراثية للعقارات التى يمتلكونها فى المنطقة على أن يتم ذلك وفقاً للشروط التى حددها جهاز التنسيق الحضارى وقانون التخطيط والتنمية العمرانية، من حيث لون المبانى وارتفاعاتها وعدم تغيير أى جزء منها لأنها تعتبر من التراث والالتزام بالكود الخاص بمبانى القاهرة الخديوية، فتم تطوير250عقارا وإحياؤها لنعيد لها قيمتها التراثية التاريخية العريقة، وسيتم العمل على تطوير باقى العقارات وتوسعة الشوارع لتستوعب أماكن لحركة المشاة والمرور العابر، وسوف تتم إعادة كل المنطقة لحالتها الأولى بما تحمله من ملامح تاريخية وتراثية تتسم بالعراقة والجمال وتعلية قيمتها لتستعيد دورها الثقافى والسياحى والحضاري، وستتم إدارتها من خلال منظومة متكاملة تضمن الاستدامة والحفاظ عليها وحمايتها.
جزء من الذاكرة المصرية
المهندس محمد أبو سعدة رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى يوضح تفاصيل المشروع قائلاً:تم التعامل مع المشروع ضمن إطار أكبر لتطوير مدينة القاهرة ورفع كفاءة الفراغات العامة بهاوالحفاظ على ثروتها من المناطق والمبانى المميزة، والعمل على تحسين الصورة البصرية لمنطقة وسط القاهرة، وجرت الأعمال بهدف إحداث نقلة نوعية بمنطقة وسط القاهرة عبر تحسين صورتها البصرية وتعظيم شخصيتها المعمارية بالحفاظ على واجهات مبانيها المميزة بها وإزالة جميع التشوهات التى لحقت بها وتنظيم لافتات المحال التجارية بأسلوب يتناسب مع الطابع العام للمنطقة، وإظهار المبانى المميزة ليلاً عن طريق إضاءة واجهاتها بأسلوب يظهر عناصرها المميزة وطابعها المعمارى المتفرد ويضفى على المنطقة بعدا جمالياً جذاباً. كما تم العمل على رفع الكفاءة الوظيفية للفراغات وهى الميادين والشوارع باستخدام عناصر مميزة لتأثيث الموقع (street Furniture) بحيث تراعى الطابع المعمارى والسياق التاريخى لمنطقة وسط القاهرة وتشمل أعمالا مثل الأرضيات وأعمدة الإضاءة والمقاعد واللافتات الإرشادية والاعلانية وسلال القمامة وغيرهاوأعمال أخرى تشمل استخدام الأشجار والنباتات المناسبة وكذلك احترام حركة المشاة وذوى الاحتياجات الخاصة وتوفير مسارات آمنة لهم مع استخدام الخامات والألوان المناسبة.
وتمت أيضا دراسة كيفية ضمان استدامة المشروع والحفاظ عليه واستمرار الصيانة من خلال تفعيل المشاركة الأهلية ودمج الأطراف المعنية بالتطوير مع أصحاب المحلات التجارية وملاك ومستأجرى العقارات والمحلات والمطاعم بالمنطقة.
ميدان التحرير
ومن أهم الميادين التى تم تطويرها ــ كما يقول م.محمد أبو سعدة ــ ميدان التحرير الذى يعتبر أحد مراحل مشروع تطوير القاهرة الخديوية، واستهدف المشروع إبراز هويته باعتباره أهم الميادين المصرية ومسرحاً لأهم الأحداث القومية، وجزءا مهما من ذاكرة المدينة، وقد شهد تطويرا بصورة شاملة أحدث نقلة نوعية من خلال تحسين صورته البصرية وتعظيم شخصيته المعمارية بالحفاظ على الواجهات المميزة المطلة عليه، وكذلك تحقيق التكامل بين تطوير فراغ الميدان وتطوير ورفع كفاءة واجهات المبانى المحيطة به باعتبارها محددات للفراغ وجزءا أساسيا منه، ولأنها مبان ذات طابع معمارى متميز فكان لابد من إظهارها وإزالة كل التعديات عليها مما يؤثر سلبيا على الصورة البصرية للميدان ولذا تم إزالة كل أنواع الإعلانات التجارية المتعدية على الواجهات وأسطح المبانى والتى تعتبر مخالفة لاشتراطات الجهاز القومى للتنسيق الحضاري، ثم إرجاع واجهاتها ومداخلها إلى وضعها الأصلي، من خلال إعادة «المقرنصات والكوابيل» وترميم الحليات والزخارف، واستكمال المفقود منها تبعاً لشكلها القديم، لتزين المبانى وتوضح قيمتها التراثية، وقد تم توحيد ألوان أعمال تطوير الواجهات بحيث تتناسب مع الطابع المعمارى للمبانى بالميدان، ووضع تصميم موحد لمداخل العمارات والمحلات التجارية، وتوحيد الاشتراطات العامة للافتات المحال التجارية وتتظيمها سواء من حيث المقاسات والألوان والخطوط، وإزالة كل المخالفات الخاصة بها، وكذلك المحلات التجارية والمقاهى المطلة على الميدان من شوارع قصر النيل وشامبليون وميريت ومبنى مجمع التحرير، ومقر جامعة الدول العربية، مسجد عمر مكرم، وتطوير واجهة مدرسة الراهبات الفرانسيكانيات، كما تم وضع بعض الأسوار لتنظيم حركة المشاة بحيث لا تعوقهم حركة السيارات، مع زيادة المسطحات الخضراء.
ووضع فى الميدان مسلة وكباش فرعونية ليصبح فراغه العمرانى متحفا مفتوحا يمثل تصميمه ربط بالمتحف المصرى وجراج التحرير وجامع عمر مكرم ثم مجمع التحرير إلى شارع ميريت.
وسوف تشمل مراحل التطويرالقادمة ميدان طلعت حرب ثم ميدان مصطفى كامل والقطاع من شارع قصر النيل الرابط بين ميدانى طلعت حرب ومصطفى كامل ثم القطاع من شارع قصر النيل الرابط بين ميدانى مصطفى كامل والأوبرا والقطاع من شارع طلعت حرب الرابط بين ميدانى التحرير وطلعت حرب.
المرحلة الأولى
وتقول دكتورة سهير زكى حواس أستاذة العمارة والتصميم العمرانى بجامعة القاهرة وعضو مجلس إدارة جهاز التنسيق الحضارى والمشرفة على المرحلة الأولى من مشروع تطوير القاهرة الخديوية (2014-2017): لقد ساهمت بالعمل على إعادة الوجه الحضارى للقاهرة الخديوية باعتبارها الواجهة الحضارية التى تعبر عن مصر بأكملها، وقد تمت العودة إلى مبدأ تفعيل القانون وشاركنا فى مشاريع القوانين التى تم إقرارها لحماية المبانى التراثية وقوانين اشتراطات البناء والترميم خاصة المادة 50من الدستور بأن الدولة مسئولة عن حماية التراث الحضاري، فجميع العقارات التى تم العمل فيها مسجلة كمبان تراثية وكان أساس العمل هو إعادتها إلى ماكانت عليه وقت تصميمها وإنشائها، حيث إنها تعرضت لكثير من التعديات والتشوهات البصرية مع مرور السنين ووضع عليها عديد من اللافتات والإعلانات ووحدات الإضاءة لديكورات المحلات مما أخفى معالمها، فتمت إزالة كل هذه التعديات بعد إقناع أصحاب المحلات بما نقوم به وأن العمل لم يقصد به إزعاجهم بل إحياء لقيمة المكان الذى يتواجدون فيه.
ووضعنا الأسس الفنية لكيفية التعامل مع المبانى التراثية، فالتطوير ليس مجرد دهانات لواجهات المبانى بل تصميم يراعى أسس الترميم السليم وتم تنفيذها بأساليب علمية دقيقة، وشمل العمل على ترميم كل مبنى بواجهاته الأربع وليست الواجهة الرئيسية فقط، ولم نكتف بذلك بل تم إصلاح البنية التحتية للمنطقة أيضاًوعمل شبكة لصرف مياه الأمطار، وقمنابإحياء المنطقة تاريخياً وحضارياً ورمزياً وكان كل من يعمل فى هذا المجال يلتزم بالأسس الفنية والقوانين والخبرات ذات الصلة ولا يجوز أبدا الاجتهاد أو الارتجال فى التعامل مع هذه المبانى، وبالتالى خرج المشروع بشكل بديع جداً، وانتبه المواطنون إلى أن لدينا ثروة معمارية عظيمة كانت مختفية وراء تلك التشوهات البصرية.
وشملت المرحلة الأولى ــ كما تقول د.سهير حواس ــ عدة شوارع وميادين مثل شوارع فؤاد الأول، الألفي، الشواربى بالتوفيقية، وكما قمنا بتطوير عدة ميادين مثل التحرير وعرابى، وعابدين، ورمسيس، والتى أصبحت من أجل ميادين القاهرة، ومن الأمثلة على ذلك مبنى مجمع التحرير حيث تمت إزالة أى تشوهات على التراسات والواجهات، وأيضاً إزالة طبقات الدهانات القديمة من عليه وترميم واجهته وإعادتها لما كانت عليه حين بنائه عام1952.
وكذلك العمارات العريقة ذات الطراز المعمارى المتميز والتى لها دور أساسى فى تشكيل الميادين حيث تمثل حوائط فراغه العمرانى مما يضيف لها قيمة عمرانية أيضاً.
وقد لاحظنا بعد أن تم تطوير المنطقة أن سلسلة محلات ومطاعم شهيرة بدأت فى الاتجاه للتواجد فيها مما يمثل تعويضاً عما فقدناه من محلات راقية كانت تتميز بها منطقة وسط البلد لتعود لأناقتها ومستواها الرفيع مما يشجع المواطنين والسياح على العودة إلى التوجه إليها للتنزه والتسوق.
ونأمل الحفاظ على ما تم تنفيذه من أعمال وليكن بتشكيل مجلس أمناء على المنطقة لحماية المبانى التراثية ومنع أى تخريب أو أهمال لها والعمل على المشاركة فى أى قرارات تخص المنطقة.
مواكبة حركة التطوير
دكتورة سحر عطية رئيس قسم العمارة بكلية الهندسة جامعة القاهرة تتحدث عن المرحلة الحالية والمستقبلية من مشروع إعداد مخطط القاهرة الخديوية قائلة: أجريت العديد من الدراسات والأبحاث والمشروعات المحلية والدولية على مدار أكثر من عشرين عاماً، وظلت هذه الدراسات تتراكم دون تنفيذها بصورة متكاملة.
وفى إطار توجه الدولة المصرية لإيجاد نواة تنموية جديدة، لم تغفل الدولة المصرية أهمية تطوير القلب التاريخى للعاصمة ــ مدينة القاهرة ــ ومن هذا المنطلق تم التوجيه لإعداد مخطط عام لمنطقة القاهرة الخديوية كجزء من خطة التنمية الحضرية الاستراتيجية 2030.
ويتكون المشروع من ثلاث مراحل وهي، أولاً: دراسة وتحليل الوضع الراهن حيث يتم تحديد الإمكانيات والتحديات، والتى تتضمن مرحلة عاجلة جارى الإعداد لتنفيذها خاصة بتطوير شارعى قصر النيل وطلعت حرب، تطوير ميدانى طلعت حرب ومصطفى كامل بالإضافة الى تطوير الواجهات بالشارعين والميدانين، ثانياً: بناء الرؤية التصميمية وتحديد الأهداف مع شركاء التنمية، وثالثاً: وضع المخطط العام والاشتراطات التوجيهية ومن ثم تحديد آليات التنفيذ والإدارة، حيث تم رصد وتحليل للوضع الراهن لمنطقة القاهرة الخديوية من خلال رصد الاستعمالات الحالية وتحديد الملائم وغير الملائم منها بالمنطقة، والملكيات وتوزيع الأنشطة السكنية والتجارية والإدارية والخدمية على مستوى كل المبانى بالمنطقة.
دراسة مرورية
وتضيف د.سحر عطية: أنه نتيجة للازدحام الشديد فى شوارع القاهرة الخديوية والذى يؤدى إلى التأثير السلبى على جودة الحياة والقطاع الاقتصادى بالمنطقة، تم إعداد دراسة مرورية لدراسة التحديات الموجودة بالمنطقة ومنها مشاكل المرور العابر لها، وما له من تأثير على الازدحام بشوارع المنطقة، حيث تم اقتراح مجموعة من الحلول لهذه التحديات ومنها،التوسع فى استخدام الدراجات كوسيلة للتنقل داخل المنطقة من خلال وضع استراتيجية لمشاركة الدراجات، بالإضافة إلى اقتراح تغيير اتجاهات لبعض الشوارع،وإعادة تصميم وتقييم لبعض التقاطعات بالمنطقة، وإعادة تصميم العلامات المرورية لكل هذه التغيرات.
كما تم اقتراح تصميم لشارعى طلعت حرب وقصر النيل من خلال زيادة عرض أرصفة المشاه بهدف عمل شوارع صديقة للمشاه وإضافة مسارات مستقلة للدراجات وتوزيع مقاعد الجلوس وأعمدة الإنارة والتشجير بشكل مناسب ومتناسق لإضافة قيمة جمالية ووظيفية للشارع.
منطقة ذكية ورؤية مستقبلية
كما تهتم الدولة بتحويل منطقة وسط البلد لمنطقة ذكية واستخدام الوسائل الحديثه التكنولوجية لإدارة وتشغيل المنطقة لتكون منطقة ذكية، خضراء، متصلة، شاملة ووضع المخطط العام لها وتحديد أسلوب التدخل والمتطلبات الإدارية والتنفيذية فى المناطق المتدهورة وإعداد مسودة الاشتراطات وتوجهات التصميم العمرانى وتحديد التدخلات المرورية المطلوبة لتحسين المرور. وتحديد الرؤية المستقبلية لتطوير القاهرة الخديوية.. وقد تم الانتهاء من تصميمات المرحلة العاجلة للبدء الفورى فى التنفيذ مع مراعاة ذوى الاحتياجات الخاصة فى تصميم الأرصفه ومسارات المشاه ويجرى حالياً البدء فى تنفيذ تطوير شارعى طلعت حرب وقصر النيل وميدانى طلعت حرب ومصطفى كامل.
كما تم تنظيم ورشة عمل ضمت كل الجهات المعنية وهى محافظه القاهرة والجهاز القومى للتنسيق الحضارى ووزارة الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانيه حيث إنها الجهه المنوطه بتمويل التطوير ومتابعه الاعمال، وأيضاً شركاء التنميه واصحاب المصلحه فى وسط البلد، والذين ساهموا ومازالوا يساهمون فى اعمال التطوير.
وتجدر الاشارة إلى أن «الصندوق السيادي» لديه مسئولية اعاده استغلال مجمع التحرير الذى يتم وضع مخطط له يشمل حصر الاستخدامات المتوافقه للمبانى التى سيعاد استغلالها. ويقوم بأعمال التطوير مكتب استشاري، و كان قد حصل على الجائزه الاولى فى المسابقه التى نظمتها هيئه التخطيط العمرانى وجهاز التنسيق الحضارى عام 2009، بعد أن تمت مراجعه الوضع الحالى وأخذ فى الاعتبار المتغيرات التى طرأت على المنطقه اقتصادياً واجتماعياً وتخطيطياً.
إعادة الاستثمار
ومن شركاء التطوير والتنمية الذين ساهموا فى المشروع كريم شافعى رئيس مجلس إدارة إحدى شركات الاستثمار العقارى الذى يقول: إننا نهتم بشراء العمارات القديمة من الأفراد ونقوم بترميمها وإعادتها إلى حالتها الأولى من خلال الاستعانة بخبراء الترميم وإعادة استخدامها واستثمارها..واخترنا مبانى وسط البلد تحديدا لأنها تعتبر قلب العاصمة وتتسم بتخطيط عمرانى متميز ونسيجها العمرانى يضم تنوعا كبيرا لجميع فئات المجتمع.
وقال: قمنا بشراء 25 عقارا منذ عام 2008 فى المنطقة الاسماعيلية التى تضم شوارع طلعت حرب وعدلى ومحمود بسيوني، فمثلا فى عام 2010قمنا بشراء مبنى القنصلية الفرنسية والذى أنشئ عام 1920وقمنا بترميمه والحفاظ على شكله المعمارى القديم ..ويشير الى فرص استثمارية متعددة خاصة فى المحلات والفنادق، بحيث يمكن توظيف مبانى وسط البلد فى جميع الأنشطة إداريا وتجاريا وسياحيا مع الحفاظ على طابعها العام.
رابط دائم: