كثيرا ما ثار الجدل حول أشباه لزعماء وشخصيات نسجت حولهم روايات المؤامرة، وتحدث البعض عن استخدام هؤلاء الأشباه كـ «دوبلير» لتوجيه الأحداث فى مسار ما. الآن تثور واحدة من أغرب القصص فى الولايات المتحدة، حول ديريك تشوفين، الضابط بشرطة مينيابوليس، المدان فى الحادثة الشهيرة لقتل جورج فلويد الأمريكى ذى الأصل الإفريقى.
فقد رصدت مجلة «نيوزويك» الأمريكية عدة تعليقات بين أنصار حركة «كيوأنون» (التى تروج لنظريات المؤامرة) على «تليجرام» تشكك فى أن الشخص الذى حضر جلسة النطق بالحكم (حيث صدر ضده حكم بالسجن لأكثر من 22 عاما) لم يكن فى الحقيقة هو ديريك تشوفين، وإنما شبيه له.
وتساءل شخص يطلق على نفسه اسم «راى إيه»: «من هذا؟ هذا ليس الشخص ذاته» وقال آخر تحت اسم «بى واتر»: «كم تشوفين يوجد هناك؟»، وأكدت كريستين أن تشوفين الذى حضر المحاكمة لا يشبه تشوفين «الأصلى» إطلاقا. وعبرت روز واتشك عن شكوكها قائلة: «يبدو لون شعره متغيرا فى كل مرة تراه. وملامح وجهه مختلفة بشكل كبير أيضا». وتساءلت: «هل تعتقد أن الناس أصحاب العقول المغسولة يرون ذلك؟». وعلق شخص على مشهد صدور الحكم، على موقع «انستجرام» قائلا: «ديريك لم ينتحر، كلنا يعلم من قتله».
وأرجعت بعض المواقع سبب الشكوك حول حقيقة تشوفين، إلى أنه بدا وأنه قد اكتسب مزيدا من الوزن خلال ظهوره فى جلسة النطق بالحكم، وذلك مقارنة بما كان عليه فى الجلسات السابقة، وهو ما تسبب فى سيل من الاتهامات حول إمكان أن يكون الضابط السابق قد تعرض لشىء ما.
وكان تشوفين قد جثا بركبته على عنق جورج فلويد لنحو 9 دقائق فى يوم 25 مايو 2020، إثر الاشتباه فى حيازة فلويد ورقة نقدية مزيفة بـ20دولارا. واستغاث فلويد قائلا: «لا أستطيع أن أتنفس» دون أن يلقى تشوفين بالا، حتى لقى فلويد حتفه، مما أشعل حركة احتجاجات عنيفة فى الولايات المتحدة.
المثير أن عدد المؤمنين بنظريات «كيوأنون» يبلغ 15% من تعداد الشعب الأمريكى، وذلك بحسب معهد أبحاث الدين العام. وتناهز هذه النسبة عدد أتباع الديانات الكبرى فى البلاد. ناهيك عن اجتذاب هذه الحركة نسبة مشابهة من التأييد على مستوى العالم. وتزعم هذه الحركة أن هناك مجموعة من الأشخاص يتحكمون بالعالم، وأن الرئيس السابق دونالد ترامب يكافحهم. وكشفت «نيوزويك» عن استطلاع للرأى مؤخرا، أظهر أن 49 % من أتباع «كيوأنون» يعتقدون أن صعود الليبرالية مكن اليهود من تدمير المؤسسات، ومن ثم السيطرة على العالم. كما يعتقد ثلثهم أن الرئيس جو بايدن، قد سرق الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020.
وفيما يشبه حربا تشنها السلطات الأمريكية ضد أتباع الحركة، صنف مكتب التحقيقات الفيدرالية «إف بى آى» حركة «كيوأنون» ضمن فئات الإرهاب المحلى عام 2019. بينما اتخذت وسائل التواصل الاجتماعى مثل «فيسبوك» و«تويتر» و«يوتيوب» إجراءات ضد آلاف الصفحات التى تنشر معتقدات «كيو أنون». واعتقلت السلطات الأمريكية خمسة من دعاة هذه الحركة على صلة بحادث اقتحام الكونجرس فى يناير الماضى.
قد يرى البعض أن رواية «كيو أنون» حول تشوفين قد ذهبت بعيدا، لكن فى بلاد أخرى مثل العراق، خلال حكم الرئيس الراحل صدام حسين، ثار الجدل حول استخدام صدام أشباهه فى بعض زياراته الداخلية لأسباب أمنية، كما استمر الجدل قائما بعد واقعة إعدامه، وعما إذا كان من وقعت عليه العقوبة هو، أم أحد أشباهه. ومن قبله كان أدولف هتلر، الذى أكدت بعض الروايات أنه موجود ولم ينتحر. وبعيدا عن نظريات المؤامرة التى ارتبطت بهذين الشخصين، نقل الإعلام صورا ولقاءات مع أشباه زعماء سياسيين آخرين، مثل أحمدى نجاد، حيث ظهر عامل أهوازى بسيط فى الكويت شبيها له. كما ظهر شبيه لباراك أوباما فى إندونيسيا، وأخيرا شبيه باكستانى لدونالد ترامب.. ما يجعل أحاديث المؤامرة ليست بعيدة تماما عن التصديق، إن وجدت.
رابط دائم: