ان العلاقة بين المسلم والله سبحانه وتعالى مباشرة لا تحتاج لوسيط سواء كان أميرا أو شيخاً أو مرشدا، وأقصى ما يحتاجه المسلم أحيانا هو عالم دين يفتيه فى أمر ما قد التبس عليه ولكن دون أى سلطة أو قوامة «وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداعى إذا دعانى فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون» ـ 186 البقرة.
وتتحدث بعض الآيات القرآنية عن الانقياد نحو الباطل وكيف يتبرأ المتبعون من المتبعين يوم القيامة ومنها «إذ تبرأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب» (166) «وقال الذين اتَّبعوا لو أن لنا كرة فلنتبرأ منهم كما تبرأوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار» (167) البقرة).
ولكن للأسف نجد أن البيعة والسمع والطاعة العمياء هى حجر الزاوية والقاعدة الأساسية فى علاقة المنتمين للجماعات والفرق مختلفة الأسماء والأشكال والأهداف التى تنسب نفسها زورا وبهتانا للاسلام، حتى إننى أتعجب أشد العجب وأنا أرى هذا السلوك الانقيادى غير السوى من أفراد ذوى عقل وعلم لأمرائهم وشيوخهم ومرشديهم ممن ليس لهم فى معظم الأحوال من العلم أو العقل إلا قليل.
د. أنس عبدالرحمن الذهبى ــ طنطا
رابط دائم: