دائما ما كان عالم الجاسوسية مثيرا للفضول، وارتبط فى الأذهان بالسرية والذكاء والمغامرة. فمن أفلام جيمس بوند عميل المخابرات البريطانية، إلى سلسلة من الأعمال الفنية والأدبية المصرية، هناك الكثير من المحاولات لتقريب عالم المخابرات إلى واقعنا اليومي، فهو عالم لا يعرف المستحيل.
ومن أبرز أجهزة المخابرات العالمية، يأتى جهاز الـ «سى آى إيه» الأمريكي، والذى تأسس عام ١٩٤٧ فى الولايات المتحدة، بعد الحرب العالمية الثانية، وفقا لقانون الأمن القومى الذى وقعه الرئيس الأسبق هارى ترومان، بهدف حماية البلاد بعد أحداث بيرل هاربر.
أما جهاز الموساد الإسرائيلي، فهو أحد أهم الكيانات فى إسرائيل. وتم إنشاؤه فى ديسمبر من عام 1949، أى بعد عام تقريبا من النكبة، والطريف أنه لا يخضع لأى قانون معروف، من شأنه تحديد مهامه أو المطلوب منه أو من عملائه. ويتم استثناؤه عادة من كل القوانين، حيث إن رئيس الوزراء الإسرائيلى هو الجهة الوحيدة التى يحق لها مساءلته، وتتجاوز ميزانيته السنوية 2٫7 مليار دولار. ويعتقد أن الجهاز يجند 7 آلاف عميل، مما يجعله يمتلك أكبر جيش من الجواسيس فى العالم.
ويأتى جهاز الـ «إم آى 6» البريطانى ضمن أقوى وأقدم أجهزة المخابرات فى العالم. فقد أنشئ عام 1909 وكان له دور كبير خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، وتولى تدريب العملاء الأمريكيين قبل إنشاء وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. واسم «إم آى 6» يأتى كاختصار لـ «المخابرات العسكرية القطاع 6»، ويقدم تقاريره لوزير الخارجية مباشرة، حيث يتركز عمله على المهام الأمنية الخارجية.
ومن أغرب أجهزة المخابرات فى العالم، جهاز الـ «إيه إس إيه إس»، وهو جهاز المخابرات الأسترالى الذى تم إنشاؤه عام 1952، إلا أنه ظل يعمل بشكل سرى طوال ٢٠عاما ضد عدد من الدول المناهضة للحكومة الأسترالية، دون علم أغلب أعضاء الحكومة الأسترالية نفسها!. وبمجرد أن تم إعلان وجوده رسميا، أصبح جهاز المخابرات الأسترالية يعمل بالتعاون مع عدد من دول الحلفاء.
وفى كندا، تم إنشاء جهاز المخابرات الخاص بها عام ١٩٨٤ فى مدينة أوتاوا. وهو يمثل كندا فى مجموعة «العيون الخمس»، وهو تحالف مخابراتى بين أمريكا وإنجلترا ونيوزيلندا وكندا وأستراليا. ولا يسعنا أن نتحدث عن أجهزة المخابرات دون التطرق لأشهر الجواسيس الذين عرفهم التاريخ، على رأسهم فيرجينيا هول أو «السيدة العرجاء» كما يطلق عليها الألمان، بعد أن فقدت جزءا من ساقها فى إحدى العمليات. وكان لها دور محورى فى الحرب العالمية الثانية، حيث تجسست على الألمان لصالح الولايات المتحدة وبريطانيا. وساعدت فى تجنيد عدد من الجواسيس داخل المعسكرات الألمانية. ويأتى اسم «روبرت هانسن» ضمن أقوى الجواسيس فى التاريخ، والذى ظل يتجسس على الولايات المتحدة لصالح السوفيت من 1976 إلى 2001 أثناء الحرب الباردة. ويعد هانسن من أخطر الجواسيس فى التاريخ الأمريكي.
ويظل عالم الجاسوسية من أكثر العوالم المثيرة والتى تجذب الأنظار، إلا أن أساليب الجاسوسية اختلفت كثيرا مع تطور التكنولوجيا الحديثة، بعد أن ولى زمن الحبر السرى وشفرة موريس.
رابط دائم: