رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تل أبيب لـ «طهران»: إلى اللقاء فى عمليات أخرى

شريف سمير
نتنياهو يعرض وثائق سرية حصل عليها الموساد تدين ايران فى الملف النووى

«أقولها بملء فمى، أنت من أفضل رؤساء الموساد فى تاريخ إسرائيل، بعد أن نجحت ببراعة فى إمساك الثور من قرنيه». لم يجد رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق بنيامين نيتانياهو سوى تلك الكلمات من الإطراء والثناء ليغدق بها على رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلى المنتهية ولايته يوسى كوهين، الذى أحرج إيران باختراق قلعتها الحصينة بمتاريسها النووية.

وعلى طريقة فيلم«آرجو» الأمريكى المقتبس من شهادة عميل المخابرات الأمريكية السابق تونى منديز، حول إنقاذ ٦ دبلوماسيين أمريكيين من طهران، كشف الثعلب كوهين عن عمليات تجسس محكمة ضد إيران، معلنا فى حوار للتليفزيون الإسرائيلى تفاصيل سرقة أرشيف إيران النووى، حيث حصلت تل أبيب على آلاف الوثائق الخاصة بهذا الأرشيف، عبر عمليات نفذها عملاء للموساد عام ٢٠١٨، وصولا إلى تدمير منشأة «نطنز» النووية الإيرانية.

وتفاخر كوهين أمام الشارع الإسرائيلى والرأى العام العالمى بأن التخطيط للعملية استغرق عامين، جرى خلالهما تجنيد ٢٠ من عملاء الموساد للمشاركة فى المهمة، ولم يكن بينهم إسرائيلى واحد، بينما رئيس الجهاز يتابع سير العملية من مركز القيادة فى تل أبيب ويعطى تعليماته للجواسيس المدربين ليتسللواإلى أحد المستودعات الإيرانية، ويحطموا أكثر من ٣٠ خزينة.

ووصف كوهين لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل» مشاعر النشوة والانتصار، وهو يشاهد الوثائق السرية تملأ الشاشة أمام عينيه، ومعرفته بنجاة جميع منفذى العملية، على الرغم من أن البعض اضطر إلى مغادرة إيران.

وانتقل كوهين إلى عملية تدمير منشأة «نطنز» جنوبى العاصمة طهران، حيث أعلنت السلطات الأمنية الإيرانية عن «عمل تخريبى»، أسفر عن حريق بموقع تخصيب اليورانيوم فى يوليو ٢٠٢٠. ولا تقنع إسرائيل بمجرد امتلاك وثائق سرية أو تفجير مفاعل نووى لتحجيم خطورة الطموح الإيرانى. فلابد أيضا من التفكير عمليا فى التخلص من رؤوس «المشروع الحلم» والعقول التى تدير ماكينة الإنتاج. وكان الاتجاه نحو محسن فخرى زادة، كبير الباحثين النوويين الإيرانيين، الذى تم اغتياله فى نوفمبر الماضى فى هجوم اتهمت طهران إسرائيل بالوقوف وراءه.

ولم يؤكد كوهين أو ينفِ صراحة ضلوع إسرائيل فى العملية، غير أنه أقر بأن فخرى زادة كان هدفًا لسنوات، ومعرفته العلمية كانت مثار قلق «الموساد»، وفى تعليقه حول هذا الملف كانت الإجابة كافية حينما قال: «كلّ من يمثّل تهديدا محتملا لمواطنى إسرائيل يجب ألا يظل موجودا»!. وترك كوهين الفرصة لتحليلات صحيفة «التايمز» البريطانية لتسهب فى خطة اغتيال فخرى زادة، حيث نشر الكاتبان ريتشارد سبنسر وأنشيل فيفر، تقريرا مفصلا تحت عنوان «اغتيال العالم النووى الإيرانى.. أبرع أعمال الموساد»، وركز التقرير على أن مسئولين فى المخابرات الإسرائيلية يصفون مقتل فخرى زادة بأنه «ذروة مشروع الموساد» لتدمير البرنامج النووى الإيرانى، مشيرا إلى أن للتجسس الإسرائيلى «تاريخاً» فى طهران منذ أكثر من عقد من الزمان، تضمن عمليات اغتيال فى وضح النهار على أسفلت شوارع طهران، وتفجيرات فى معامل سرية لتخصيب اليورانيوم، فضلا عن اختراق فيروس «ستوكسنت» أنظمة التشغيل بواسطة ذاكرة بيانات.

وتطرق التقرير إلى أسلوب الاغتيال المتمثل فى استخدام «الرشاش الروبوتى» عبر التحكم عن بعد، وهى تقنية عالية المستوى استطاعت شركة «رفائيل» الإسرائيلية صناعة نسخة من هذا الرشاش، ليتم تشغيله لاسلكيا من مكان قريب وليس من خلال الأقمار الصناعية، فيصيب الهدف بسرعة ودقة!.

وبعد يومين تحديدا من حديث «كوهين»، تكتمل الصدمة فى الأوساط السياسية الإيرانية بما جاء على لسان الرئيس المحافظ الأسبق محمود أحمدى نجاد، عندما زعم أن مسئول «مكافحة إسرائيل» فى المخابرات الإيرانية كان «جاسوسا» للموساد، بدون تحديد أسماء.

وأثناء دوران كرسى الاعتراف، تحافظ إيران على ماء وجهها نسبيا بتأكيد اعتقال جاسوس إسرائيلى، وعدد من الأشخاص كانوا على اتصال بأجهزة مخابرات أجنبية، بينما لم توضح تقارير بثتها وسائل إعلام إيرانية ما إذا كان الأشخاص المقصودون إيرانيين أم يحملون الجنسية الإسرائيلية. وتظل هذه العملية نقطة فى بحر المواجهات الصعبة والمريرة ضد موج «الموساد» الهادر!. وهكذا، فإنه من غير المتوقع أن تتوقف عمليات التجسس الإسرائيلية لتقويض المشروع النووى الإيرانى، كما لن يصمت نظام الرئيس الجديد المتشدد إبراهيم رئيسى حيال «حرب العملاء» بقيادة الموساد. من ثم توقع جولات أخرى قادمة فى المواجهة المستمرة بين البلدين.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق