رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تحليل اخبارى
كبريات الشركات الأمريكية قيد التحرى

فايزة المصرى

من شبه المسلمات أن الولايات المتحدة تخوض حاليا منافسة ضارية مع الصين حول من ستكون الدولة الأقوى فى العالم. ويمثل ذلك محور العديد من الدراسات والمؤلفات، ومنها كتاب «فوضى تحت السماء»: ترامب وتشى ومعركة القرن الحادى والعشرين من تأليف «جوش روجين». يطرح المؤلف رؤيته حول الدور الذى لعبته الإدارة السابقة فى دفع العلاقات بين البلدين إلى مرحلة المواجهة مع اندلاع جائحة كورونا. يرى أن ترامب نجح إلى حد ما فى الضغط اقتصاديا على الصين رغم ما اعترى سياسته من أخطاء سواء لعدم قدرته على كبح تضارب المصالح الصارخ ممثلا فى مشروعات ابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر مع الصين، أو للتقاعس عن إدانة الإبادة التى تتعرض لها طائفة الإيجور المسلمة هناك. ومع ذلك، فالمواجهة بين واشنطن وبكين، كما يرى المؤلف، ليست وليدة حقبة ترامب، بل هى محصلة سياسات فاشلة انتهجها أسلافه لاسيما باراك أوباما.

بُنيت هذه السياسات على قناعة بإمكان تحويل النظام السياسى فى الصين من الشيوعية إلى الديمقراطية عن طريق التجارة والتعاون الاقتصادي. ويذهب البعض لأن هذه السياسات لم تفشل فحسب، بل ساعدت الصين فى التغلغل داخل المؤسسات الأمريكية، وهو مايقوم باستقصائه حاليا الجمهوريون فى لجنة المخابرات بمجلس النواب الأمريكي. وجاء فى وثيقة للجنة: «لقد ذكر الرئيس الصينى ، أن هدف بكين الاستراتيجى بأن تصير القوة الاقتصادية والعسكرية المهيمنة فى العالم يعتمد بالأساس فى التأثير على مجالات متعددة عسكرية وتكنولوجية ودبلوماسية ومعلوماتية..وأن الشركات الأمريكية كثيرا ما تساعد الصين فى تحقيق أجندتها الخطيرة سواء عن علم بذلك أو دون قصد».

كان الجمهورى «ديفن نونيس»، النائب عن ولاية كاليفونيا، قد كشف عن هذه التحريات خلال مقابلة تليفزيونية، وقال إنها تجرى منذ فترة وتشمل قطاعات عدة منها الصناعات الدوائية والتكنولوجيا والزراعة والبنوك والإعلام والرياضة. أما الهدف فهو تقدير مدى تغلغل الصين فى الشركات الأمريكية، ومدى تعرض هذه الشركات للسرقة أو التجسس، ومايتخذه رجال الأعمال من تدابير لحماية أسرار شركاتهم التكنولوجية من الاختراق. وتشمل التحريات أيضا الدور الذى تقوم به الصين فى توريد ماتحتاجه هذه القطاعات من مواد أولية، والتبعات التى ستترتب إذا قررت الصين وقف هذه الإمدادات.

قال «نونيس» إن الأمر خطير على الأمن القومى وينبغى أن يثير قلق الأمريكيين، أليس مقلقا أن يقول رئيس تنفيذى لشركة أمريكية عملاقة للملابس الرياضية إن شركته «تعمل بفضل الصين ومن أجلها». وبحسب ماكشفت عنه التحريات فإن شركات قد تُضطر أو تُجبر على إطلاع الجانب الصينى على أسرارها التجارية والتكنولوجية، كما أن منها مايعمل بتوجيهات من بكين عن طريق رجال أعمال صينيين أو تحت إشراف خبراء لهم علاقات مباشرة بالحزب الشيوعى أو الجيش الصيني.

ويشير تقرير اللجنة إلى أن المستثمرين الصينيين قد يضغطون على رجال الأعمال والمسئولين والمشرعين الأمريكيين للدفاع عن مصالح بكين وإلا هددوا بإلغاء التعاقدات والانسحاب من السوق. ولم تسلم هوليوود ووسائل الإعلام الأمريكية من التغلغل الصينى بغية تقديم الصين بصورة جيدة، ليس فى الأعمال الدرامية وحدها، بل فى التغطيات الأخبارية كذلك. فنفوذ الدول الكبرى يتعاظم إذا واكبت نهضتها الاقتصادية صورة إيجابية جذابة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق