رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

خلال رحلة «مصر فى 100 يوم»..
«ابن نوفل».. بدراجة يعيد استكشاف المدن من جديد

كتبت ـ رحاب محسن
ابن نوفل وأعضاء فريقه.. وتوثيق اليوميات

ليس المهم أن تبدأ، ولكن الأهم أن تستمر، والأكثر أهمية هو كيفية استمرارك، والغرض من الهدف. وهكذا يجب أن يكون معيار الحكم على تجربة ابن الشرقية الشاب محمد عبد العال نوفل الملقب بـ «ابن نوفل»، الذى نشر نهاية مايو من هذا العام أخبار مغامرته الجديدة بالسفر عبر مصر فى مائة يوم، مستخدما دراجته الهوائية.

وجولة ابن نوفل (27 عاما) تعكس عشقه الحقيقى لأنشطة ركوب الدراجات والتخييم «العيش داخل خيمة»، وذلك رغم دراسته فى مجال إدارة الأعمال وخبرته بمجال الأرقام والخطط التسويقية. فشغفه بفكرة الاستكشاف والمغامرة دفعه إلى بداية مغامرات وبرحلات قصيرة فى عدة مدن وبلدات بمصر، وجاءت رحلته الأهم التى أتمها عام 2017 بهدف تشجيع منتخب مصر لكرة القدم، والذى كان يخوض وقتها بطولة كأس الأمم الإفريقية.

وقتها استغرق التجهيز لرحلته ثمانية أشهر وانطلقت فى نوفمبر 2016 من قلب ميدان التحرير، قاصدا الجابون، حيث جرت مباراة النهائى ما بين مصر والكاميرون. وبعد إتمام رحلته التى مر خلالها بـ«العجائب»، وفقا لتعبيره، استقبله سفير مصر لدى الجابون أحمد بكر فى مدينة «بورجنتي» الواقعة غرب البلاد.

مغامرة «الجابون»، مثل كثير من المغامرات السابقة واللاحقة عليها، وثقها أبن نوفل بالصوت والصورة مستعرضا مشاهد من ثقافات وعادات البشر الذين يمرون بطريقه داخل مصر وخارجها.

أما عن مغامرة «مصر فى مائة يوم» تحديدا، فكانت من بلدة «صان الحجر» بالشرقية، والتى انطلق منها بصحبة صديقه كريم خالد، ليمر ببورسعيد، والطريق الدولى الساحلي، ثم العلمين، حيث انضم إليهما محمد عاطف من الإسكندرية، ليكتمل فريق ابن نوفل. وبعد نحو شهر من انطلاق مغامرته، تواصل ابن نوفل مع «الأهرام» وهو فى قرية «الحيز» بالواحات البحرية، مؤكدا أن وقائع رحلته الحالية أكدت لديه ذلك الشغف باستكشاف المزيد من مواقع ومواطنى مصر. وأشار ابن نوفل بالتحديد إلى ما كان من مغامراته فى منطقة «العين السخنه»، ومحافظة الإسماعيلية، مؤكدا أن مثل هذه الرحلات ما كانت تزيد مدتها على عشرة أيام. ولكنها شجعته على إطلاق مغامرة الـ100 يوم. وأوضح أنه سبق بداية الرحلة بحسابات دقيقة تضمنت قطعه مسافة تتراوح بين 70 و80 كيلو مترا يوميا، وتحديد يوم واحد للراحة كل ثلاثة أيام. وأوضح ان خط النهاية فى رحلته سيكون «جبل موسى» بسانت كاترين. ولكن هذه الدراسة الدقيقة التى تضمنت تقسيم الرحلة إلى أربع مراحل جغرافية، لم تشمل بالطبع حساب تدخل العوامل الطبيعية والحوادث المفاجئة، التى قد يتعرض لها أحد أفراد الفريق. ويشير أبن نوفل إلى أن هذه الحوادث طاردته وفريقه بالفعل، كما كان من إصابة رفيقه كريم وتضرر دراجته بكسر بدالها، مما استدعى استعانة الفريق بمساعدة السيارات المارة، وصدموا بعدم الاستجابة مما دفعهم بالتواصل مع صديق لهم من الإسكندرية لمساعدتهم فى الوصول لأقرب مكان لشراء قطع الغيار اللازمة للدراجة. وحسب ابن نوفل، أنه وبالرغم من سفره المتكرر على الطرق وخبرته بالعديد من المشاكل التى يمكن أن تصادف المغامر، بل وتدربه على حلها بنفسه، فإن المغامرة تأتيه كل مرة بجديد من المفاجآت والصعوبات.

وهنا وجب سؤال ابن نوفل عن طبيعة الدعم الذى يتلقاه خلال رحلته، ليوضح المغامر الشاب أنه يعتمد على نفسه تماما فى توفير مختلف أشكال الدعم طوال رحلته، موضحا أنه يلتزم بمبادئ ثابتة لضمان تأمين مساره، وذلك بتجنب السفر ليلا إلا للضرورة القصوى، ومع الاحتفاظ طوال الوقت بحقيبة للإسعافات الأولية لعلاج الإصابات الخفيفة. وقد التزم ابن نوفل بـ«التخييم» كنمط لتوفير مقار الإقامة على طول طريق رحلة الـ«مائة يوم»، مع اختيار نقاط تخييم قريبة من مقار نقاط الإسعاف والشرطة. ولا يمنع ذلك من أن يلجأ ابن نوفل بين حين وآخر إلى قضاء الليلة فى بيت أحد الأصدقاء والمعارف المنتشرين فى مختلف محافظات مصر. والأجمل، وفقا له، عندما يتلقى دعوة بالمبيت من أحد متابعيه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويرى فى مثل هذه الدعوات مقياسا دقيقا على مدى نجاح رحلاته وتحقيق أهدافها. وتحقيق صدى يأتى بسعادة مضاعفة لابن نوفل الذى يواجه مشكلات متكررة فى خدمات «الانترنت»، مما يعرقل هدفه بالنشر المنتظم للمقاطع المصورة من رحلته.

كانت رحلة المائة يوم مثل غيرها من باقى مغامرات ورحلات نوفل، بدايتها صعبة، ولكن السفر بالدراجة جعله مؤهلا دوما للإبداع فى حل المشكلات وباستخدام المتاح من أدوات، خاتما تصريحاته بعبارة شهيرة يرى أنها تلخص تجربته: «أن الكنز فى الرحلة نفسها وليس بنهايتها».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق