تفصلنا ساعات عن بدء انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ52 التي اختار شعارها ليكون «في القراءة حياة»؛ فبعد أن تسبب فيروس كورونا بخسائر فادحة لصناعة النشر، وأجبر العديد من معارض الكتب الدولية علي الإلغاء أو الاكتفاء بالواقع الافتراضي، جاء قرار إقامة المعرض ليخرج من رحم المعاناة قوة لا تعرف الاستسلام، تطلق سراح كل من المُبدعين والناشرين والقُراء للالتقاء مجددا، لكن هذه المرة بطريقة مختلفة تجمع بين العالم الافتراضي لضمان السلامة وحضور معرض الكتاب، العشق السنوي المنتظر.
كيف تلقي المتابعون الخبر وتوقعاتهم للتجربة خاصة أنها الاولي من نوعها بتاريخ المعرض الأكبر بالمنطقة للكتاب والنشر؟ هل ستنجح التجربة وتؤدي لأساليب جديدة لتفعيل مزج الالكتروني والورقي؟..استفسارات كثيرة ستفصح عنها السطور القليلة القادمة قبل بدء الحدث.
أكدت نورا رشاد، مديرة النشر بالدارالمصرية اللبنانية لـ«الأهرام» أنه لن يكون هناك اي حفلات توقيع داخل المعرض لسلامة القراء، وأن الدار ستنظم حفلاتها بشكل مواز للمعرض بفروع مكتبتها مع اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية اللازمة. وأوضحت أن دورة هذا العام استثنائية؛ المُحرك الأساسي لها هو وسائل التواصل الاجتماعي ليس فقط في عرض الأنشطة الثقافية والفنية للهيئة، ولكن أيضاً في طلب الكتب والتوصيل للمنازل مع الاستفادة بكل عروض المعرض، وأن تعاون اتحاد الناشرين مع هيئة الكتاب بشحن الكُتب لداخل المعرض سيسهم بتيسير التنظيم بشكل فعال؛ فالكل هذا العام يعمل علي قدم وساق لإقامه المعرض في أحسن صورة. وأشار هيثم حسن، المدير العام لدار دارك للنشر إلي أن الناشرين كانوا قلقين من عدم اقامة المعرض، حتي جاء قرار اقامته مع زيادة أيامه واهتمام الدولة بكل تفاصيله؛ ليعيد الأمل في تخفيف الخسائر و انعاش صناعة النشر بعد توقف شبه دائم لمده عام ونصف العام بسبب الوباء .
ويري الشاعر محمد أبو زيد أن إقامة معرض الكتاب فرصة جيدة لعودة الحياة لطبيعتها، فهو احتفال سنوي ينتظره الجميع. بل أن مواكبة الحدث مع اجازة نهاية العام الدراسي سيتيح المزيد من المشاركة ومتابعة الفعاليات التي ستقام لأول مرة علي المنصة الإلكترونية للمعرض التي ستكون خطوة جديدة لمزج تطور الوسائل الافتراضية لتصبح يدا بيد مع الكتاب الورقي مما يسهم في بناء الوعي والتنمية الثقافية، ويوسع قاعدة القراء.
«معرض القاهرة الدولي للكتاب هو موعد السعادة الثقافي» هكذا بدأت الكاتبة الشابة ريم ياسر حديثها موضحة أن المعرض لن يعيد الحياة للكتاب والثقافة في مواجهة الوباء فحسب بل سيعيد الحياة لذكريات لقاء الأصدقاء والمُبدعين والبحث عن الكتب بين اروقة المعرض. نعم في القراءة حياة؛ كما اعتبرت أن توظيف التكنولوجيا بالمعرض هذا العام فرصة جيدة للجميع للإلمام بأكبر قدر من الأنشطة بشكل مباشر وآمن.
وعن مدي استفادة الطفل من الأنشطة الافتراضية للمعرض أوضحت د.عفاف طبالة، رائدة أدب الطفل أن التكنولوجيا سمحت لها بحكي القصص القصيرة عبر قناة المعرض المخصصة للطفل في أقل من عشر دقائق، وأشارت إلى أنها تجربة جديدة تحتاج للتقييم لتطويرها ومعرفة مدي تقبل الطفل لها وتأثيرها عليه؛ ربما تكون خطوة لتفعيل أنشطة الطفل بشكل فعال بعيداً عن الزحام والضوضاء التي كانت تصاحب الأنشطة بالمعارض السابقة.
بينما تؤكد الشاعرة د. شيرين العدوي ايجابية الأنشطة الافتراضية التي سيقدمها المعرض للطفل؛ موضحة أنها شاركت من قبل بمبادرة «اقرأ معنا» التي تبناها المجلس الأعلي للثقافة، ونجحت بشكل كبير مما دفعها للاستمرار وحكي بعض من قصص الأدب العربي والعالمي بشكل مُبسط للأطفال، لتجد متابعة وإقبالا غير عادي من الصغار والكبار. مما يؤكد أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت أساسية ويتابعها جمهورعريض يمكننا امتاعه بتقديم الفكر والثقافة. كما طالبت بأن يقدم للطفل من خلال قناة المعرض ألعاب وألغاز ثقافية كرتونية، وتكون الجوائز من الكُتب والألعاب تقدمها دور النشر وبذلك نكون أسعدنا الأطفال وجذبناهم للقراءة بشكل ممتع.
أما عن آراء عشاق القراءة من مختلف الأعمار فيقول إسلام وهبان، أدمن مجموعة «نادي القراء المحترفين» إن الجميع كانوا بانتظار المعرض رغم انقسام الآراء بين من أشاد بتنظيمه في مثل هذا التوقيت ويعتبره إعادة الروح لصناعة النشر، وإن المنصة الإلكترونية حتي وأن لم تأت بثمارها هذه الدورة ستصبح مهمة بالدورات المقبلة، وبين من تمني إقامة معرض هذا العام افتراضياً بشكل كامل كما فعل العديد من معارض الكتاب العالمية؛ لكن اتخاذ هذه الخطوة تحتاج أن يكون القراء علي دراية كاملة بالكُتب المعروضة، وهذا صعب في تجربة أولي لمعرض كبير. ورغم اختلاف الآراء إلا أن الكل أجمع علي أن القراءة منفذ مهم للخروج من قيود كورونا إلي الحياة الطبيعية.
رابط دائم: