والمشكلة أن زوجى سليط اللسان لا يراعى عِشرة ولا يتحمل أى مسئولية، مع تقدمه فى العمر، وهو بخيل جدا، فما ذنب ابنتىّ منه خصوصا أنهما الآن فى سن المراهقة ؟، لقد ورثت عن والدى مبلغا كبيرا، وامتنع زوجى عن الصرف علينا حتى نفد الميراث، وعدنا نتوسل إليه لكى ينفق علينا، وأصبح البيت لا يطاق، ولا أستطيع أن أتحمّل أكثر من ذلك؟، وقد فكرت فى الطلاق لكى أحصل على معاش والدى، وهو مبلغ كبير لكى أعيش به أنا وبناتى، ولكن كلما أقدمت على هذه الخطوة أتراجع، فبماذا تنصحنى؟.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
ما يفعله زوجك بعدم الإنفاق عليكم إثم سوف يحاسبه الله عليه لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حديثه الشريف: «كَفَى بِالْمَرْءِ، إِثْمًا أَنْ يَحْبِسَ عَمَّنْ يَمْلِكُ قُوتَهُ»، فالواجب أن يتقى الله فيكم.. فلقد أساء إلى نفسه حين فرَّط فى الأمانة التى أوكل الله إليه حفظها، ورعايتها، والعناية بها، فزوجته وأولاده من رعيته التى سيسأله سبحانه وتعالى عنها، حفظها، أم أضاعها؟، والويل له إن لم يتدارك نفسه لينجو يوم القيامة من إثم «التضييع»، والتفريط .
ولا أنصحك بالانفصال عنه إلا إذا توقف تماما عن الإنفاق عليكن، ويمكنك عندئذ أن تحصلى على معاش أبيك، وأن ترفعى الأمر إلى محكمة الأسرة للحصول على نفقة للبنتين منه، وإياك أن توافقى على الطلاق منه، ثم الزواج العرفى به، وهى الحيلة التى يتبعها البعض للحصول على معاش الأب، فهذا إثم كبير سوف يحاسبك الله عليه،
أيضا عليك نصحه، وعدم تركه فريسة للشيطان، وأن يصحب ذلك تلطف فى الأسلوب، ولين فى الكلام، فهو يعيش فى غفلة مهلكة، ولا يمكن لمثله أن يكون سعيداً فى قلبه، فلعله يأتيه وقت يجد فيه لكلامك أثراً طيِّباً فى تغيير حاله للأحسن .
وإذا لم يُجْدِ النصح معه نفعاً، فلا بديل عن الطلاق، إذ ليست هناك حاجة للبقاء معه إذا انغلقت طرق إصلاحه، وأوصدت أبواب هدايته، وليت كل رجل مسئول عن أسرة لا يتركها نهبا للضياع، فهو لا يعلم ما يمكن أن يترتب على صنيعه من تفكك للأسرة، وقد يتعرض أفرادها لعواقب وخيمة، ويصبحون فى مهب الريح، فينقادون إلى منزلقات خطيرة ووقتها لا ينفع الندم.
رابط دائم: