رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تكاليف الزراعة باهظة والخسائر فادحة «المانجو» الفاكهة الأشهر تواصل ضرباتها للمزارعين

الإسماعيلية ــ سيد إبراهيم
> محصول المانجو أصبح عبئا على المزارعين

  • مدير الإرشاد الزراعى: التغيرات المناخية السبب.. وأصغر مرشد لدينا عمره 55 عاما
  • الفلاحون: مهددون بالديون والعام الحالى هو الأسوأ فى تاريخ «المحصول»

 

تعد «المانجو» المحصول الرئيس بمحافظة الإسماعيلية، والأكثر شهرة على مستوى الجمهورية، نظرا لحلو مذاقها الذى لا يوجد فى مكان آخر وخاصة صنف «العويس» والذى يعد من أشهر الأصناف التى تتميز بها المحافظة، حيث تبلغ السكريات الذائبة فيه أكثر من 24% وهذه النسبة تعد أعلى نسبة سكر على مستوى الأصناف فى العالم.

ولكن ما زال المحصول الأشهر بالمحافظة يعانى الضربات المتتالية خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذى حول شجرة المانجو إلى شجرة «زينة»، وذلك بسبب التراجع الحاد فى المحصول تحت وطأة التغيرات المناخية والأمراض التى أصابت النبات، والأدوية والأسمدة المغشوشة، وقد زادت معاناة المزارعين هذا العام بسبب التراجع الشديد فى المحصول مقارنة بالسنوات السابقة، وكان لتساقط الجزء الأكبر من المحصول عقب عيد الفطر الماضى دور كبير فى هذه المعاناة التى لا تنتهى لأصحاب وملاك ومستأجرى المانجو، وهو ما جعلهم مهددين بالسجن بسبب الديون التى تراكمت عليهم.

والجانب الأكثر خطورة أن بعض المزارعين بدأوا فى اقتلاع الأصناف البلدية المميزة وإحلالها بأصناف مستوردة، بسبب انتاجها الغزير ومقاومتها للأمراض، وهو الأمر الذى يهدد بفقدان هذه الأصناف تحت وطأة زحف الأصناف الأجنبية، مثلما حدث مع الشمام الإسماعيلاوى الشهير الذى اختفى تماما من الأسواق وحل محله الكنتالوب والأناناس.

ويصف ياسر دهشان صاحب مزرعة مانجو بمنطقة المنايف بالإسماعيلية، هذا العام بأنه العام الأسوأ فى تاريخ المحصول على الإطلاق حيث تصل النسبة إلى نحو 5% فقط فى الأشجار، ويشير إلى أن ذلك لا ينسحب على مزرعتى فقط بل على جميع من يمتلكون مزارع مانجو، وذلك بسبب التغيرات المناخية، ومرض العفن الهبابى الذى يمكن أن نطلق عليه «كورونا المانجو» بسبب العدوى الشديدة التى يحدثها، بالإضافة إلى غياب الرش الجماعى لهذا المرض، وارتفاع مستلزمات الإنتاج والأيدى العاملة بصورة كبيرة.

ويضيف أنه فى مثل هذا التوقيت من كل عام، كانت زراعات المانجو كخلية النحل ولكن كل شيء توقف، وتراكمت علينا الديون ويكفى أننى مدين بنحو 30 ألف جنيه للكهرباء تكلفة تشغيل مواتير الرى، بالإضافة إلى الديون المستحقة للبنوك وكبار التجار، حيث عادة ما يحصل الفلاحون على قروض انتظارا للمحصول، وهو الأمر الذى يهدد عددا كبيرا من الفلاحين بالسجن، مشيرا إلى أنه فى العام الماضى قمت ببيع المحصول بمبلغ 140 ألف جنيه ولكن هذا العام لن يتجاوز 10 آلاف جنيه، مع ارتفاع تكاليف الإنتاج فزجاجة الدواء الواحدة ارتفعت من 18 إلى 130 جنيها، وإجراء الصيانة لماكينات الرى ارتفع من 200 إلى 1000 جنيه، والأسمدة من 35 إلى 200 جنيه، كما يصل سعر شيكارة البوتاسيوم الواحدة إلى 600 جنيه، فضلا عن تأثير الأدوية المغشوشة على المحصول.

وبدوره يؤكد سليم عودة صاحب مزرعة للمانجو بمنطقة جبل مريم بمركز الإسماعيلية، أنه للمرة الأولى يحدث تراجع للمحصول بهذا الشكل، وكان من المعتاد قبل ذلك أن عاما يكون فيه المحصول قويا والعام الثانى متوسطا أو قليلا، ولكن هذا العام المحصول يساوى «صفرا»، مضيفا أن الثمر بشجر المانجو قبل عيد الفطر كان غزيرا ومبشرا، ولكن فوجئنا بعد العيد باصفرار الثمار وسقوطها على الأرض، وهو أمر لم نشهده من قبل، حيث كان سقوط الثمر من قبل محدودا وليس بهذه الصورة، ويشير إلى أن ذلك يعود إلى الأحوال الجوية، ومرض العفن الهبابى الذى يحرم الشجر من مصدر الغذاء الخاص به، وهو المرض الذى ظهر منذ ثلاث سنوات وما زلنا نعانى منه الى الآن ولم نفلح فى التخلص منه.

وبدوره يؤكد المهندس كمال فتحى مدير عام الإرشاد الزراعى بمديرية الزراعة بمحافظة الإسماعيلية، أن محصول المانجو هذا العام سجل تراجعا وانخفاضا عن محصول العام الماضى لأسباب خارجة عن ارادتنا وإرادة المزارعين، وذلك بسبب التغيرات المناخية، وما يعرف باسم «المدى الحرارى» وهو الفرق الكبير بين درجات الحرارة بالليل والنهار حيث وصلت درجات الحرارة مساء إلى 16 درجة وفى النهار تجاوزت 30 درجة، فى الوقت الذى يحتاج فيه التلقيح إلى حرارة مرتفعة وطقس جاف.

ويشدد مدير عام الإرشاد الزراعى بمديرية الزراعة بالإسماعيلية، على أن السبب فيما يحدث هو التغيرات المناخية وهو أمر قدرى ولا بد أن نتعايش معه، حيث إن درجات الحرارة اختلفت عن الأعوام الماضية وهو ما أثر على المحصول.

ويشير إلى ان المساحة المنزرعة بمحصول المانجو تصل إلى 125 ألف فدان، وهو ما يعد نصف المساحة المنزرعة بالبساتين، حيث يشغل النصف الآخر زراعات الموالح والزيتون والفاكهة، ويؤكد أن بعض المزارعين بدأوا فى إزالة الأصناف البلدية تماما، أو القيام بقطع وتطعيم هذه الأصناف وزراعة الأصناف الأجنبية مكانها مثل «الكيت» و«الكنت» و«الناعومى»، حيث تتم زراعة الأصناف الأجنبية على مسافة مترين والفدان يستوعب منها 900 شتلة، فى حين أن الفدان يستوعب 100 شتلة من الأصناف البلدية.

ويطالب مدير عام الإرشاد الزراعى بعدم الانسياق وراء التخلص من الأصناف البلدية لحساب الأصناف الأجنبية، حيث إن للأصناف البلدية مثل العويس والسكرى والزبدة والهندى مذاقا خاصا وسوقا مهمة سواء فى الداخل للاستهلاك المحلى أو الخارج للتصدير، وقال: «أخشى يوما أن نبحث فيه عن الأصناف البلدية للمانجو مثلما نبحث الآن عن الشمام الإسماعيلاوى الذى اختفى تماما من الأسواق لحساب الكنتالوب».

وحول اتهامات المزارعين بغياب دور الإرشاد الزراعى والجمعيات الزراعية فى توعيتهم بمخاطر التغيرات المناخية وكيفية مواجهة ذلك وتأثيره على محصول المانجو، يؤكد المهندس كمال فتحى أن الإرشاد الزراعى مشكلة عامة على مستوى الجمهورية فى الوقت الحالى بسبب توقف التعيينات، ويوضح أن أصغر مرشد زراعى لدينا الآن فى مديرية الزراعة يبلغ من العمر 55 عاما، ونعتمد فى الوقت الحالى على البيانات التى يتم نشرها فى إذاعة القناة، حيث اختفى دور المرشد الذى يركب «الموتوسيكل» ويقوم بالمرور بنفسه على المحاصيل لإرشاد المزارعين، كما أن لدينا مراكز إرشادية فى القرى والإدارات الزراعية والجمعيات الزراعية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق