يعتبر الصيف فى السنوات الأخيرة موسما لعروض الأفلام الجديدة، ولكن فى الماضى كانت السينما طقسا أسبوعيا وكانت عروض أفلامها مناسبة مهمة يحضرها الملوك والرؤساء والأدباء فى حفلات يتبارى فيها النجوم فى ارتداء أحدث الأزياء.
وكان الملك فاروق أول من ابتدع هذا التقليد، حيث كان حريصا على حضور أى عروض مسرحية أو سينمائية بطولة صديقه الفنان سليمان بك نجيب، وأول الأفلام التى حظيت بتشريفه فى أول حفلات عرضها هو”غرام وانتقام” عام 1944، ومنح بعدها “البكوية” لبطله يوسف وهبى. وشجع ذلك المنتجين على دعوة الملك لحضور العروض الأولى لأفلامهم ، فحضر فيلم “قلبى وسيفي” ومنح أيضا بطله محمد البكار “البكوية” ، كما حضر عروض “أنا ستوته، وليلى بنت الفقراء” وغيرها.
تقليد اتبعه الضباط الأحرار بعد ثورة يوليو 1952 ، ففى مطلع عام 1955 عندما أنهى “فريد الأطرش” فيلمه “عهد الهوى” أصيب بذبحة صدرية داهمته وألزمته الفراش، وأصبح مستحيلا أن يحضر افتتاح الفيلم الذى كان مزمعا أن يقام بسينما “ديانا” فى فبراير 1955، يومها أمسك “الأطرش” القلم وكتب للرئيس جمال عبد الناصر رسالة وهو فى المستشفى قائلا : “لقد عودت جمهورى أن أحضر فى افتتاح أفلامى وأريد من سيادتكم الحضور نيابة عنى واستقبالهم “ واعتبر شقيقه “فؤاد” هذا التصرف جرأة من شقيقه، وتوقع اعتقالهما، إلا أن عبد الناصر فى لفتة إنسانية تدل عن تقدير كبير للموسيقار حضر العرض.
وفى نوفمبر عام 1955 حضر عبدالناصر أيضا فيلم “الله معانا” ، كما حضر الرئيس أنور السادات فيلمى “إنى راحلة”و “قلب يحترق” .. وشهد العرض الخاص لفيلم “رد قلبي” أكبر تجمع للضباط الأحرار.
ولم يقتصر حضور العروض الخاصة على الملوك والرؤساء، فها هو عميد الأدب العربى طه حسين يحضر فيلم “دعاء الكروان” المأخوذ عن قصته، ويطلق على بطلته لقب “سيدة الشاشة”، وحضر “كامل الشناوى” فيلم “عنبر”، كما حضر العندليب وعبد الوهاب فيلم”الخرساء”. وهى عروض احتفالية ذات طابع خاص تسعد النجوم والجماهير معا وتشيع أجواء من البهجة والمتعة.

طه حسين مع فاتن حمامة والمخرج بركات فى «دعاء الكروان»

كاميليا وكمال الشناوى فى «شارع البهلوان»

السادات بجوار مديحة يسرى فى عرض «قلب يحترق»

العندليب مع سميرة أحمد فى «الخرساء»

شادية وكمال الشناوى والمخرج محمود ذو الفقار فى «المرأة المجهولة»
رابط دائم: