رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

إيمان بوشليبى.. وتجربة رائدة فى عالـم الثقافة بالشارقة

رشا عبدالوهاب
إيمان بوشليبى

أن تعيش فى بيت مثقف، وتصبح القراءة عادة يومية وشغفا.. ربما كانت هذه هى المداخل الرئيسية التى من خلالها تمكنت مثقفة شابة مثل إيمان بوشليبى أن تدخل دائرة صناعة القرار الثقافى فى إمارة الشارقة بدولة الإمارات المتحدة التى تؤمن بأن ثروتها من الشباب هم رهان المستقبل.

تمكنت بوشليبى عبر مخزونها الثقافى، وانفتاحها ورغبتها فى التغيير من قيادة إدارة مكتبات الشارقة العامة بشغف وإرادة حديدية لتوسيع مجتمع المعرفة ومواجهة الأنماط الثابتة. فبالنسبة لبوشليبى، المكتبات ليست مجرد رفوف خشبية بل تجربة حياة وشغف، ودورها أن تكون المكتبات وجهة مناسبة للتعلم الذاتى. وعبر عديد من المبادرات مثل «مكتبة للجميع»، وآخرى «من قارئ إلى قارئ»، وكان الهدف غرس حب القراءة كإستراتيجية وطنية، وكانت الرسالة الوصول إلى جميع محبى القراءة، وجعل القراءة أسلوب حياة. وعلى هامش الدورة الثانية عشرة من مهرجان الشارقة القرائى، تحدثت بوشليبى، مديرة إدارة مكتبات الشارقة، عن رحلة صعودها إلى منصبها، فقالت كنت طالبة إدارة عامة تخصص فرعى محاسبات، تربيت فى منزل مثقف. كنت محاطة بالكتب. تدرجت فى الوظائف فى وزارة الثقافة، وعندمت تأسست هيئة الشارقة للكتب عينت بها وتدرجت فى المناصب. وعندما دخلت مجال المكتبات، دخلت بخلفية مختلفة، فلم يكن لدى علم المكتبات بشكل واسع وتعلمت من احتكاكى بالموظفين. ومن خلال رؤية رئيس هيئة الكتاب أحمد بن ركاض العامرى عندما دخلت هذا المجال كانت خلفيتى إدارية والتخصص بالموارد البشرية، ووضعت لنفسى تحدى التسعين يوما الأولى أن نصنع فارقا مع فريقى.

ومن خلال احتكاكىبتجارب أخرى، وكانت أول زيارة لى إلى مؤتمر المكتبات والمعلومات بالولايات المتحدة، رأيت هناك رئيسة المؤتمر، وأخذت منها نصيحة أن التعاطف مع الآخر، يجعل عندك طاقة للتغيير وفكرا مختلفا. وهذه النصيحة لا تفارقنى، لذلك كنت أفكر بطابع إنسانى. ونجحت بو شليبى خلال التسعين يوما الأولى فى التعرف على جميع أفراد مكتبات الشارقة العامة من أمناء مكتبات إلى إداريين إلى جميع الموظفين وفنيين فى الفهرسة والتصنيف، كان لديها رغبة فى التعلم حتى فهرسة الكتب وتصميمها، فهى فرد جديد فى العائلة يريد التعلم. وبعد أن صار حوار بينها وبين فريق عملها، صار هناك رغبة فى تغيير الاستراتيجية العامة لمكتبات الشارقة بشكل كبير.

وعن الاستراتيجية التى سارت على دربها مكتبات الشارقة العامة من أجل إحداث تغيير عبر عدد من المبادرات، أوضحت بو شليبى أن المكتبات ليست مكانا لاستعارة الكتب فقط، كان لابد من تغيير هذا المفهوم النمطى. فالمكتبات ليست فقط لتحصيل المعلومة، ولكن السؤال ماذا بعد المعلومة؟ فهناك ممارسة ونقاش وحوار، فالأنسب أن تتحول هذه المكتبات إلى مكان للتعلم الذاتى لجميع أفراد المجتمع بغض النظر عن النوع أو العمر أو الخلفية الثقافية أو اللغة، فقد استهدفنا الجاليات المختلفة داخل دولة الإمارات، وبدأنا من الداخل على نطاق بسيط، وتابعنا تأثير هذا التغيير.

لكن تجربة اجتذاب القارئ أو استهداف فئة معينة من القراء خصوصا الأطفال واليافعين ليست سهلة أو فى متناول اليد، بل هى تجربة صعبة وتحتاج إلى نوع آخر من التفكير، إلا أن مديرة إدارة مكتبات الشارقة افترضت أن الحل موجود فى الإجابة عن سؤال ما هو الغرض من وجود المكتبة؟، فكانت الإجابة أننا موجودون من أجل محو الأمية ليست التعليمية بل الثقافية والتقنية والمجتمعية ولمواجهة التعصب. والهدف القول إننا موجودون هنا للجميع. فأرى أن إمارة الشارقة لوحة فنية مختلفة الألوان وتمثل أفكارا وثقافات ولغات مختلفة، فاللون الأحادى غير جذاب. نحن نريد أن نكون شريكا مع المؤسسات الثقافية والتعليمية بمختلف أشكالها، وأن نكون عنصرا فى نجاح الآخرين عبر دعمهم وتلبية احتياجاتهم. لا أن نكون سببا فى نجاح بل عنصرا مساعدا ومحفزا. تغيرت الاستراتيجية والثقافة المؤسسية بشكل عام خلال التسعين يوما الأولى، وتغير شكل الفعاليات فقد حققنا نسبة نمو 43% فى حضور بالفعاليات، و50 % فى نسبة زيارة المكتبات والإعارات الخارجية والداخلية، واختلفت مؤشرات الأداء تماما لأن الناس كانت تفكر فى المكتبة كمكان ممل جدا، وهذا ما جعلنا نسعى لتغيير الصورة النمطية للمكتبات، وأصبحنا موجودين فى كل مكان.

وفى مجتمع مفتوح مثل الإمارات، يحوى الكثير من الجنسيات، كيف يمكن الاقتراب من قناعات المجتمع الثابتة وتغييرها، وامتلاك الجرأة لدفع الحدود وتكسير الأنماط الثابتة؟ ترى بو شليبى أن غرفة المكتبة تضم كتبا مصورة تم تصميمها خصيصا لمكتبات الشارقة العامة، وبها الكتب المفضلة للطفل. وفى الوقت نفسه تقوم أمينة المكتبة برواية القصة من خلال تجربة الحكواتى ويكون هناك تفاعل بينها وبين الطفل.

وهناك مكان خاص بالواقع الافتراضى. وتختلف طريقة استهداف الطفل عن طريقة استهداف اليافعين المحاطين بشبكة الإنترنت والقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعى. والمطلوب مواكبة التريندات الموجودة مثل اهتمام هذه الفئة من الشباب من سن 18 إلى25 بالذكاء الصناعى وعلم الفلك والابتكار حتى الأقمار الصناعية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق