30 يونيو غيرت وجه المنطقة العربية للأبد
سعد الزنط، مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية، واحد من جنود مصر المعلومين، لا يخشى فى الوطنية وحب الوطن شيئا، يجاهر بما يعتقد، وفى رأيه أنه إذا كان جون ريد قد أحصى عشرة أيام غيرت العالم، فإن العدل يقتضى أن تكون الآن أحد عشر يوما، لأن ثورة 30 يونيو لا تقل عن أى يوم من هذه الأيام، بل ربما كانت بالنسبة لمصر والمنطقة العربية أحد أهم هذه الأيام، إنها اليوم الذى غير فيه المصريون بفطرتهم السليمة؛ التى عمادها الوطنية والإخلاص لحب الأرض، غيروا معادلات كونية كانت تحاك لمصر والمنطقة؛ اثبت المصريون فى هذا اليوم أنهم شعب ناضج فى وطن كبير، وفى الحوار تفاصيل أخرى مهمة:
ماذا لو لم تحدث 30 يونيو؟
30 يونيو.. ثورة حتمية ولايمكن تصور لمصر وجود حقيقى لو لم تحدث..فقد فقدت مصر وعلى مدى سنة واحدة كثيرا من ملامح الدولة وترهلت أركانها وكادت تذوب جغرافيتها.
ما العوامل والظروف التى جعلت من 30 يونيو ثورة حتمية؟
تراكمت كل مسببات الرفض لواقع مؤسف ولايناسبنا مطلقاً على جميع الأصعدة؛ فمصر لم تكن لتقبل أن تبقى رهينة لتنظيم إرهابى شارد يستهدف سرقة مقدرات وطن. وكان من الطبيعى أن يخرج الشعب وينادى بصوت الحق على قواته المسلحة لتحمى خروجه بل تقدمت كل الصفوف.
ما حجم الدور الذى لعبته حركة تمرد فى هذه الثورة؟
حركة تمرد تمكنتِ بدعم مؤسسى قوى ومنظم ومؤثر من قلب المنضدة وبالقطع لم تكن بمفردها هناك فى ساحات التحرير وشوارعه..واعتقد أن حجم المواجهة كان مرضيا وناجحاً.
هل تمرد حركة شبابية أم أن هناك أطرافا دعمتها من داخل الدولة؟
أعتقد أنها كانت مدعومة من بعض الأجهزة المهمة والوطنية بالدولة.
ما الدور الذى أسهمت به أنت فى هذه الثورة العظيمة؟
بالفعل كان لى شرف الإسهام بدور جزء منه كان مكشوفاً على شاشات التليفزيون والإذاعات المحلية وغيرها وصفحات الجرائد والمجلات والندوات والمؤتمرات والمحاضرات.. وكان لى دور آخر أديته بشرف وبالتعاون مع بعض الأبطال من قادة القوات المسلحة؛ وبعض النشاطات التى لم يحن الوقت المناسب للكشف عنها.. المهم أننى كنت واحداً ممن أدوا دورهم بأمانة دون تردد، فقد كنا أمام لحظة فارقة فى عمر الوطن، تقتضى بذل النفس والروح للخلاص من هذه السنة السوداء.
لعب المثقفون دورا كبيرا فى مقدمات ثورة يونيو لكنهم اختفوا بعد ذلك لماذا فى رأيك؟
تقصد بالمثقفين قادة الرأى.. أو النخبة.. بالفعل قاموا بدور مهم ومتعدد لكن معظمهم اختفى ولأسباب متعددة، بعضها شخصى وكثيرها قهرى. لكن دورهم وما قاموا به غير منكور ولا يمكن نسيانه.
هل يمكن القول إن 30 يونيو قضت على تيارات الإسلام السياسى للأبد هل فعلا زال هذا الخطر؟
الثورة ربما أضعفت مد التيار الاسلامى، بل أوقفت حركة المد التى تميزت بالقوة خلال السنة السوداء التى صنعت من نفسها خلالها قاطرة للنهضة.. التيار الإسلامى بعضه يرتبط بالفكر الإنسانى ونال فرصة نادرة لن تتكرر لكنه فشل فى إدارتها، لأنه لم يستطع التخلى عن روح الإقصاء المعروفة عنه.
إلى أى حد أسهمت هذه الثورة فى ترسيخ الهوية المصرية؟
هى لم تستعيد ولم ترسخ الهوية الوطنية لكنها كانت محاولة صادقة لتثبيت ماتبقى من الهوية الوطنية.
بعد ثمانى سنوات هل حققت 30 يونيو مشروعها الإصلاحى والاجتماعى المنشود؟
الثورات لايمكنها أن تحقق كل أهدافها فى عدة سنوات خصوصا أنها تقوم ضد أوضاع تراكمت على مدار عقود.. لكن المؤكد أن ثورة يونيو قد أحدثت نوعاً من التغيير الإيجابى الذى يشعر به الشعب.. ومتنت أركان الدولة وحققت نقلة حضارية واسعة على كل الأصعدة.
ما التأثير العربى لثورة يونيو وكيف أثرت على خيارات بعض الدول المحيطة بمصر؟
دوماً تجد مركز الحركة فى مصر.. فمنها يبدأ المد وعندها ينتهى الجذر.. مصر تمكنت من إيقاف قطار الدهس الذى استهدف المنطقة جغرافيا وتاريخ.. والآن الجميع فى حالة استفاقة كبرى.
رابط دائم: